
مجلة وفاء wafaamagazine
في زمن تحوّلت فيه ملعقة السكر إلى عبء غذائي يُحسب بالحساب، وفي ظلّ تصاعد التحذيرات من أضراره، يبرز خيار طبيعي جديد يلفت الانتباه: «مونك فروت»، الفاكهة الصغيرة القادمة من جبال جنوب الصين.
هذه الثمرة، المعروفة منذ قرون في الطب التقليدي، دخلت اليوم بقوة إلى عالم التغذية الصحية كمحلٍ طبيعي واعد.
ما هو «مونك فروت»؟
تُعرف علمياً باسم Luo Han Guo، وتتميّز بمذاقها الحلو جداً بفضل مركّبات تُدعى «موغروسيدات»، وهي مركّبات لا تُهضم في الجسم ولا تؤثر على مستويات السكر أو الإنسولين، ما يجعلها خالية من السعرات الحرارية. هذه الخصائص تجعل من «مونك فروت» خياراً مثالياً لمرضى السكري ولمتبعي الحميات منخفضة الكربوهيدرات.
فوائد صحية تتجاوز التحلية
بحسب مراجعة علمية في Journal of Functional Foods، لا ترفع الموغروسيدات مستويات الغلوكوز أو الإنسولين، وتُظهر كذلك خصائص مضادة للأكسدة. كما كشفت دراسة سريرية أنّ استبدال السكّر بـ»مونك فروت» قد يُساهم في تقليل الوزن ومحيط الخصر لدى المصابين بمقاومة الإنسولين، من دون آثار جانبية تُذكر. وتشير أبحاث أولية إلى دوره المحتمل في تقليل الالتهاب وتعزيز صحة الأمعاء.
مقارنة مع بدائل أخرى
على خلاف محليات مثل «ستيفيا» التي قد تترك طعماً مراً، أو «الإريثريتول» الذي قد يُسبِّب انزعاجاً هضمياً، يمتاز «مونك فروت» بنكهة طبيعية ونقية، وبمعدّل منخفض جداً من الآثار الجانبية، ما يجعله منافساً قوياً في صناعة الأغذية الصحية.
وعلى الرغم من أنّ مستخلص «مونك فروت» يُحضّر بطرق صناعية تتضمّن التسخين والترشيح، إلّا أنّ هذه العمليات لا تُضيف مواد كيميائية. ومع ذلك، قد تحتوي بعض المنتجات التجارية على إضافات مثل الإريثريتول أو المالتوديكسترين، لذا من الضروري قراءة المكونات بعناية.
استخداماته ومحدودية انتشاره
يُستخدم في تحلية الشاي، الزبادي، والشوفان، لكن لا يصلح لتحضير الكراميل لأنّه لا يتكرمل. كما أنّ إنتاجه لا يزال محدوداً بسبب متطلبات زراعته وظروف المناخ، ما يُفسّر ندرته وارتفاع كلفته.