
مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت” النهار”:
مواقف متعارضة عبر عنها النائب محمد رعد خلال لقائه على رأس وفد من الكتلة رئيس الجمهورية جوزاف عون، ما عكس بوضوح حجم المأزق في علاقته مع الحزب. كشف رعد أن “الأبواب غير مغلقة أمام تبادل الأفكار مع الرئيس، وهي مفتوحة منذ إتمام الاستحقاق الرئاسي”.
تشي الأجواء بين رئيس الحكومة والحزب بأن ما تبقى من ودّ بينهما أصبح قليلاً جداً، وخصوصاً أن سلام لم يفوت مناسبة، وآخرها منبر منتدى الإعلام العربي من دبي، ليرفع سقف خطابه ضد السلاح والمقاومة، بما يطرح السؤال عن الأسباب التي تدفع رئيس الحكومة، المتناغم أساساً في موقفه من الحزب مع رئيس الجمهورية، إلى رفع السقف. فهل يعود ذلك إلى انزعاجه من ثنائية الحوار الذي أطلقه عون مع الحزب، أم أن ثمة خلفيات أخرى تحكمها حسابات خاصة بسلام ومستقبله السياسي؟ على ما تقول مصادر سياسية رفيعة، تُعرب عن اقتناعها بالسبب الثاني لا الأول، باعتبار أن إطلاق عون حواراً ثنائياً مع الحزب حصل بتفاهم مع رئيس الحكومة، بديلاً من طاولة حوار موسعة لا يُعوَّل على نجاحها، وبالتالي ليس ما يبرر المواقف التصعيدية لسلام.
وفيما تضع أوساط سياسية الجفاء بين رئيس الحكومة والحزب في إطار سياسة يتبعها الأخير للاقتراب أكثر من رئيس الجمهورية واعتباره الجهة الرسمية الوحيدة التي يرتاح إليها، تؤكد مصادر قريبة من بعبدا أن عون يمنح الحوار مع الحزب الوقت الكافي للتعامل معه بهدوء وتروٍ، بعيداً من أي التزام بوقت، لكي يؤدي النتائج المرجوة منه، تماماً كما حصل في الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ما خص الحياد الفلسطيني في المخيمات. وفي رأي هذه المصادر، أن الرئيس لا يمكنه أن يضغط على الحزب، خصوصاً أنه التزم كما السلطة اللبنانية تنفيذ القرار 1701، فيما تستمر إسرائيل في خروقها واعتداءاتها رافضة تسليم الأسرى أو الانسحاب. وتؤكد أن الحوار مع الحزب يسير جيداً عبر الوسطاء، والتواصل مفتوح، كما أن الحزب يتلقف إيجاباً مواقف رئيس الجمهورية في ما خص حصرية السلاح، مشيرة إلى أن الرئيس يعمل بصمت وواقعية بما يحفظ مصلحة البلد. هل هذا يعني أن سلام يقارب الموضوع من موقع آخر؟ تقرأ الأوساط السياسية في مواقف سلام شيئاً من الشعبوية والرغبة في محاكاة المجتمع العربي، معتبرة أن رئيس الحكومة لا يملك ترف الوقت لتثبيت موقعه في السرايا، وهو في حاجة إلى خطاب عالِ السقف يلامس ما يريده الداخل والخارج من مسألة السلاح. وهو حتماً ليس بعيداً في مقاربته لهذا الملف عن مقاربة بعبدا، لكن الأسلوب ربما يختلف، لكون الرئيس لا يزال في بداية عهده وعقارب الساعة لا تضغط عليه!