
مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت : “الأخبار”
قبل 24 ساعةً من موعد انتخاب نقيب جديد لأطبّاء بيروت، وسبعة أعضاء لمجلسها، وفي زحمة صياغة التحالفات، وصل إلى النقابة، عصر أمس، «إشعار تبليغ» صادر عن محكمة الاستئناف المدنية في بيروت، تطلب بموجبه «التحقّق من التزام المرشّحين لمركز نقيب بالمهل القانونية». وقد تمّ إبلاغ الإشعار بناءً على طلب استئناف تقدّمَ به المرشّح لمركز النقيب، البروفسور رائف رضا، يتّهم فيه مجلس النقابة بمخالفة القانون عبر «قبول ترشيح مجموعة من الأطباء الذين تقدّموا بعد انقضاء المهلة»، خلافاً للمادة 27 من النظام الداخلي.
وطلب رضا من المجلس الإجابة على طلب «تقصير المهل من يوم إلى يوم، ومن ساعة إلى ساعة»، قبل أن تأخذ المحكمة قرارها النهائي، بإجراء الانتخابات، أو إيقافها إذا ما ثبتت المخالفة، مع الإشارة إلى أنّ رضا أكّد لـ«الأخبار» وجود مستندات تُثبت هذه المخالفات.
في كلتا الحالتين، أثار الإشعار بلبلة في صفوف الأطباء، ورأى البعض في خطوة رضا محاولةً لتطيير الانتخابات، باعتبار أنّ «هناك مستفيدين من هذا الأمر»، مشيرين إلى أنّه «ربّما يكون مدفوعاً من إحدى الجهات وليس باجتهاد شخصي منه». ويبني هؤلاء فرضيّتهم على «عدم صحّة ما يتداوله رضا عن أنّ المرشّحين لمركز نقيب تقدّموا بعد انتهاء المهل»، لافتين إلى أنّه «لا يمكن لمجلس النقابة أن يخطئ في تفسير القوانين أو أن يتحايل على قانون واضح وضوح الشمس». ولذلك، يعتبر هذا الفريق أنّ ما يجري ليس سوى «زوبعة في فنجان والانتخابات قائمة».
في المقابل، فإنّ ثمّة من يأخذ شكوى رضا على محمل الجد، منطلقاً من خطأ غير مقصود «قد يكون حدث في بعض الترشيحات من دون أن تكون النقابة ضالعة فيه». ولذلك، ينتظر هؤلاء ردّ النقابة اليوم ومن ثمّ قرار المحكمة لمعرفة مصير الانتخابات.
صياغة التحالفات مستمرة
وبعيداً عمّا يمكن أن تقودَ إليه شكوى رضا ومدى جدّيتها، تسير التحضيرات في نقابة الأطباء في بيروت على قدمٍ وساق. إذ تجري نقاشات مكثّفة للعمل على تشكيل لائحة توافقية على قاعدة «تحالف الضرورة». ومنذ أمس، تجري حلقات نقاش بين كل «مكوّنات» النقابة لتشكيل لائحة برئاسة الطبيب إلياس شلالا، بعد انسحاب كامل اللّائحة التي كان يرأسها الطبيب جورج الهبر، المحسوب على «التغييرين».
تجدر الإشارة، إلى أنّ التحالفات في انتخابات نقابة الأطباء لا تُحسم إلا قبل ساعات قليلة من اليوم الانتخابي، وهو ما بات عُرفاً ثابتاً. لكنّ الثابت حتى الآن هو التحالف بين التيار الوطني الحر والثنائي حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار «المستقبل»، فيما لم يُحسم بعد وجود الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الكتائب ضمن اللّائحة، بانتظار انتهاء بورصة التسميات.
أمّا «القوات اللبنانية»، فيقول رئيس مصلحتها في النقابة، الدكتور فادي أبو جودة، إنّه «من المبكر الحديث عن حسم»، مشيراً إلى أنّه يبدو أنّ ثمّة «فيتو» حول وجوده ضمن اللّائحة التوافقية. وفي هذا السياق، تؤكّد مصادر «جمعية الأطباء المسلمين» في حزب الله «اشتراطنا ألا يكون في اللائحة التي نوجد فيها مُرشحٌ قواتيّ، بصفة رسمية». وفيما أشارت المصادر إلى أن هذا الشرط كان من ضمن سلّة للقبول بترشيح شلالا لمركز النقيب، قالت {إننا لا نريد أن تكون هناك أسماء مستفزّة».