الرئيسية / آخر الأخبار / العلاقات اللبنانية الإيرانية لا تستبيح سيادة لبنان وقراره؟

العلاقات اللبنانية الإيرانية لا تستبيح سيادة لبنان وقراره؟

مجلة وفاء wafaamagazine

كتب معروف الداعوق في “اللواء” :

تترك الحرب الدائرة بين اسرائيل وإيران بصماتها على العلاقات اللبنانية مع طهران، تحسساً من المرحلة المتردية الماضية، التي شهدت تجاوزاً فاضحًا لأسس العلاقات الديبلوماسية التي تحكم علاقات اي بلدين، واستباحة كلية للسيادة اللبنانية، وتحولت علاقة ايران حصرا مع حزب لله، وليس مع الدولة اللبنانية، كما تفرضه القوانين وعلاقات الدول مع بعضها البعض.

ينطلق لبنان في التعاطي مع الحرب الدائرة بين اسرائيل وايران، بالتشدد في ارساء الامن والاستقرار، ومنع التسيُّب واعادة الزج بلبنان في اَتون الحرب الدائرة حالياً، خدمة لهذا الطرف او ذاك،كما حدث عندما شنَّ حزب الله حرب «المشاغلة» او «الاسناد» ضد قوات الجيش الاسرائيلية، بايعاز من النظام الايراني، ومتجاوزا الدولة اللبنانية وقوانينها،وانتهت بحرب اسرائيلية واسعة،ادت الى نكبة تاريخية وتدمير بنية الحزب السياسية والعسكرية، وإلحاق خسائر فادحة بممتلكات ومنازل اللبنانيين في مناطق واسعة، والتسبب بأضرار كبيرة بالاقتصاد الوطني .

ساهمت الاجراءات والتدابير الصارمة التي اتخذتها الدولة في المطار والمرافىء والمعابر الحدودية على اختلافها، ومنع تسرُّب الاموال غير الشرعية المرسلة من ايران الى حزب لله بالطائرات الايرانية وغيرها، في تقليص قدرة الحزب على التعافي بسرعة، واعادة تجديد قوته ودوره السابق، والاهم هو التشديد على التعاطي مع السفارة الايرانية، كباقي السفارات الاخرى، بالنسبة لطواقمها الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، كما تم ابلاغ وزيرالخارجية الايراني عباس عراقجي خلال زيارته الاخيرة للبنان، والاصرار على منع تواجد ضباط من الحرس الثوري الايراني في لبنان، مموَّهين ضمن طاقم السفارة، او خارجها وكان بعضهم يدخل لبنان بصورة غير شرعية،ويتولون الاشراف على ادارة حرب المشاغلة وغيرها، كما اظهرت الوقائع على الارض بعد عمليات القصف والاغتيالات التي استهدفت قيادات وكوادر حزب لله البارزة.

وبالرغم من الاستياء الايراني وحزب لله الظاهري والمكتوم من الاجراءات الحكومية اللبنانية المشددة، والتي وضعت حداً لاستباحة ايران للبنان، بحجة دعم المقاومة ضد اسرائيل، اظهرت بوضوح انه لم يعد مسموحاً، بتكرار تجارب مصادرة قرار السلم والحرب من الدولة واللبنانيين، وذهاب الحزب منفردا وبقرار ايراني كما كان يحصل سابقا، لانه سيصطدم بقرار الدولة الرافض بحزم، ورغبة اكثرية الشعب اللبناني عدم الانجرار لهذه الحرب تحت اي ذريعة كانت.