مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، في خطبة الجمعة، أن “ما تشهده المنطقة من تصعيد سياسي وعسكري واسع النطاق، يكشف عن مشروع عدواني تقوده قوى كبرى ضد كل ما يمثل الإرادة الحرة والاستقلال في العالم الإسلامي، وهو مشروع لا يستثني أحدًا، بل يسعى لتركيع الجميع دون استثناء”.
تابع: “العدو الصهيوني، بدعم أميركي وغربي واضح، لا يستهدف بلدًا بعينه، بل يستهدف فكرة النهضة، وأي محاولة للتحرر من التبعية، والسيطرة على الموارد، وامتلاك القرار. ومتى نجح في موقع، تمدد إلى ما بعده بقوة واستعلاء”.
ورأى أن “الوعي الحقيقي يقتضي أن ندرك أن هزيمة أي قوة إسلامية – أيًّا كانت – في وجه المشروع الصهيوني، لن تتوقف عند حدودها، بل تعني توسعًا في النفوذ الصهيوني، وترسيخًا للاحتلال، وخنقًا لبقية الأصوات المستقلة”.
وقال: “العدو الذي يقتل في فلسطين، ويحاصر غزة، ويطبع العدوان باسم السلام، لا يُعقل أن تكون نواياه طيبة تجاه شعوب المنطقة. إن انتصاره اليوم، يعني تحطيمًا لآخر الحصون التي تقف في وجه استكمال مشروعه الاستعماري”.
وأردف: “من واجب الأمة الإسلامية أن تتحلى بالبصيرة، فتقف ضد الظلم حيثما كان، وأن ترفض أن يتحول ميزان القوى لصالح عدو تاريخي أثبت جرائمه ضد الأمة بأسرها، لا فرق عنده بين عربي ومسلم، ولا بين دولة وأخرى”.
وأكد أن “انكسار المشروع العدواني في أي ساحة، هو في صالح الأمة كلها، أما انتصاره، فشرٌ يعم، ويأسٌ ينتشر، وهزيمة تزرع الخوف والانقسام لعقود. والتاريخ لا يرحم من تفرّج، ولا يُنصف من صمت ساعة الحاجة”.
ختم: “أيها اللبنانيون، لا يُبنى وطنٌ عظيم بالشعارات وحدها، بل بوعيٍ راسخ بالموطنة الصالحة، واحترامٍ لمؤسسات الدولة، وسعيٍ جاد لبنائها وتطويرها”.
