
مجلة وفاء wafaamagazine
بعد القرار الأميركي المفاجئ بتوقيف بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، أجرى الرئيسَان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية أمس، حيث ذكر الكرملين أن المكالمة استمرّت حوالى الساعة، موضحًا أنها كانت “على نفس الموجة، وعملية، ومحدّدة”، لكنه أشار إلى أن الزعيمَين لم يبحثا إمكانية عقد لقاء شخصي وتوقف بعض شحنات الأسلحة الأميركية إلى كييف. ولفت إلى أن بوتين أبلغ ترامب بأن موسكو لن تتراجع عن أهدافها في أوكرانيا، لكنها لا تزال مهتمّة بالتوصّل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع، كاشفًا أن ترامب أثار مسألة التوصّل إلى نهاية سريعة للحرب.
ويأتي ذلك بعدما أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” بأنه من المتوقع أن يُناقش ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفيًا اليوم تعليق بعض شحنات الأسلحة الأميركية إلى كييف، فضلًا عن مبيعات الأسلحة المحتملة في المستقبل، في وقت كشف فيه زيلينسكي خلال زيارة إلى الدنمارك أن أوكرانيا وقعت اتفاقًا مع شركة “سويفت بيت” الأميركية لإنتاج مئات الآلاف من الطائرات المسيّرة هذا العام، لكنه اعتبر أن “الشكوك” في شأن استمرار المساعدات العسكرية الأميركية تعزز أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي وحلف “الناتو”، فيما رأت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن أن عدم تقديم أميركا الدعم العسكري الذي تحتاج إليه أوكرانيا سيكون انتكاسة خطرة لكييف والاتحاد الأوروبي و”الناتو”.
في الغضون، كشف الجيش الروسي مقتل نائب قائد البحرية الروسية الميجر جنرال ميخائيل غودكوف خلال “عملية قتالية” في منطقة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا، مشيرًا إلى أن غودكوف قاد أيضًا لواء بحريًا قاتل ضد أوكرانيا وحصل على أعلى وسام عسكري في الكرملين من بوتين في شباط الماضي. وذكرت قنوات روسية وأوكرانية غير رسمية أن غودكوف قتل مع جنود وضباط آخرين في هجوم أوكراني على مركز قيادة في كورسك باستخدام صاروخ أميركي من طراز “هيمارس”. ولفت بعض مدوّني الحرب الروس إلى أن غودكوف كان يقود قوات مشاة البحرية التي تتقدّم في منطقة سومي الأوكرانية.
توازيًا، قتلت روسيا شخصَين في غارة جوية على مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا وألحقت أضرارًا بمكتب التجنيد في الجيش الأوكراني هناك، فيما اعتبرت كييف أن الضربة تأتي في إطار حملة منسّقة لعرقلة التجنيد في جيشها. وأفاد مسؤول أمني أوكراني لوكالة “رويترز” بأن روسيا تهدف إلى عرقلة جهود كييف في تعبئة الجيش الأوكراني أيضًا من خلال نشر معلومات مضلّلة واختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمكاتب التجنيد، بينما كشف حاكم منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا أوليه كيبر أن شخصَين قُتلا في هجوم بصاروخ باليستي مزوّد بذخائر عنقودية استهدف البنية التحتية لميناء أوديسا.
وادّعت الدفاع الروسية أنها سيطرت على بلدتين في مقاطعتي دونيتسك وخاركيف، مشيرة إلى استمرار تقدّم قواتها في مقاطعة سومي، في حين نقل موقع “فونتانكا” الروسي عن مصادر قولها إن موسكو ألغت عرضًا عسكريًا سنويًا للبحرية في سان بطرسبرغ، والذي كان من المقرّر تنظيمه في آخر يوم أحد من الحالي، بسبب مخاوف أمنية.