مجلة وفاء wafaamagazine
رغم أن الذهب سجّل ارتفاعًا بنسبة 27.7% منذ بداية كانون الثاني وحتى نهاية الأسبوع الثامن والعشرين من عام 2025، وهي ثاني أفضل بداية سنوية منذ عام 2006، إلا أن وصفه بـ”الممل” لم يأتِ من فراغ، بل من زاوية ضيق نطاق تذبذبه الأخير، حيث تراوح سعره بين 3290 و3382 دولارًا فقط، بنسبة لا تتجاوز 2.8%، ما جعله ثالث أضيق نطاق في مثل هذه الفترة منذ مطلع القرن، حسب موقع gold eagle.
ورغم ارتفاع المعدن الأصفر إلى مستوى 3370 دولارًا (لعقد آب 2025)، فإن ذلك لم يُضف إلى الإثارة المطلوبة، مقارنةً بأداء شقيقته الفضية.
على النقيض تمامًا، أبهرت الفضة المتداولين بارتفاع أسبوعي بلغت نسبته 8%، لتُغلق عند 39.08 دولارًا، وهو أعلى إغلاق يومي لها منذ أيلول 2011، ما رفع مكاسبها منذ بداية السنة إلى 33.4%.
ومع انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة من 90.1x إلى 86.3x، لا تزال الفضة تُعتبر رخيصة تاريخيًا، بالنظر إلى المعدل المتوسط منذ قرن (69.2x). الفضة اختارت مؤخرًا أن ترتدي “معطفها الصناعي” بدلاً من مظهرها الكلاسيكي، لتتماهى مع النحاس الذي تصدّر مكاسب سلة BEGOS بارتفاع 38.8% منذ مطلع العام.
من حيث ديناميكيات الأسبوع الماضي، سجّل الذهب الأسبوع التاسع من الاتجاه الهابط قصير المدى، في حين تستمر الفضة في اتجاه صاعد منذ ثمانية أسابيع. ومع أن نطاق تداول الذهب تضاعف منذ كانون الثاني، إلا أن أداءه لا يزال دون المستوى المتوقع، حيث بلغ متوسط نطاقه 145 نقطة خلال الأسبوع الجاري.
اقتصاديًا، قد يكون هناك بصيص أمل في أفق الاقتصاد الأميركي، بعد إشارات متباينة الأسبوع الماضي:
انخفاض مخزونات الجملة
تراجع مطالبات البطالة
تسجيل فائض نادر في ميزانية حزيران
لكن بالمقابل، تراجع نمو الائتمان الاستهلاكي
كل هذا يأتي في وقت تصرّ فيه الإدارة الأميركية على وصف الاقتصاد بأنه “مزدهر”، على لسان السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت.
ينتظر المتابعون 18 مؤشرًا اقتصاديًا مهمًا، أبرزها بيانات التضخم لشهر حزيران، ما قد يحرك الأسواق بشكل حاد، وسط تساؤلات: هل نحن مقبلون على موجة تباطؤ جديدة؟ أم أن الاقتصاد سيصمد أكثر؟
