الرئيسية / آخر الأخبار / براك يمرر الوقت ولا ضمانات لديه تكبح اسرائيل : المساندة تتوقف على قرار حزب الله

براك يمرر الوقت ولا ضمانات لديه تكبح اسرائيل : المساندة تتوقف على قرار حزب الله

مجلة وفاء wafaamagazine

بدا الوسيط الأميركي توم برّاك في اليوم الأول من جولته الثالثة في لبنان كأنه يعاند اللحظات الحاسمة لإعلان عدم خروج وساطته من المربع الأول الذي تدور فيه حول نفسها. ولم تبدد صورة اللقاءات الكثيفة التي يعقدها برّاك على امتداد أربعة أيام من وقع الأجواء المتشككة للغاية في أي اختراق محتمل لمهمته التي تراوح عند استعصاء المسألة الجوهرية المتصلة بنزع سلاح “حزب الله” ضمن مهلة زمنية محددة ولو على مراحل، والتي يبدو واضحاً أن الردّ اللبناني الرسمي في شأنها الذي تسلّمه براك أمس لم يتضمن تعهداً قاطعاً حيالها.

وستتركز الاهتمامات على لقاء براك المقرر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيقدم إليه ورقة منفصلة عن الردّ الرئاسي الثلاثي، إذ يحمل في جعبته موقف “حزب الله” من المقترحات الأميركية المتصلة في شكل أساسي بسلاحه.

وصفت مصادر مطّلعة في بيروت ل”الشرق الاوسط”

الأجواء التي سادت الاجتماعات بأنها «غير مريحة» مع تأكيد المصادر استمرار الجهود، أملاً في التوصل إلى نتائج. وقالت المصادر إن برّاك تسلّم «مشروع المذكرة باسم الرؤساء الثلاثة، الذي يؤكد أن الأولوية للانسحاب الإسرائيلي ووقف الانتهاكات كي نبدأ بالتوازي البحث في سحب سلاح (حزب الله)».
لكن، وحسب المصادر، «أقفل المبعوث الأميركي الطريق أمام الضمانات التي يطالب بها لبنان بقوله إنهم لا يستطيعون الضغط على تل أبيب، علماً أن اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار لا تجتمع لنظر كل هذه الانتهاكات اليومية، وهو ما يجعل الأمور أكثر صعوبة، لا سيما أن (حزب الله) كان واضحاً بموقفه أنه لا يمكن البحث بسلاحه قبل الانسحاب الإسرائيلي، لما لهذا الموقف من مخاطر وتداعيات في ظل التشدد الدولي تجاه سلاحه». ورغم هذه الأجواء المتشائمة، تؤكد المصادر «أن الدولة اللبنانية والمسؤولين في بيروت سيستكملون مساعيهم».

كتبت” النهار”:

تقاطعت المعلومات التي تفيد أن معالم الدوران ضمن المربع الأول برزت من الجهتين اللبنانية والأميركية معاً. فالجانب اللبناني سلّمه مشروع “المذكرة الشاملة” لتطبيق ما تعهّد به وقد خلت من أي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة، وتمسّكت المذكرة بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الجنوبية التي تحتلها. وفي المقابل، صدم برّاك من راهن على ضمانات أميركية لإلزام إسرائيل بالانسحاب، مشدداً على أن مسألة نزع سلاح “حزب الله” مسالة داخلية وأن واشنطن تريد مساعدة لبنان، وأن لا ضمانات لتقديمها لبيروت، وأيضاً أن بلاده لا يمكنها إرغام إسرائيل على شيء.
وعُلم أن الموفد الأميركي شدّد امام المسؤولين الذين التقاهم أمس على ضرورة الانتقال من النظري إلى المرحلة التنفيذية، إن بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة أو الشروع في الإصلاحات.
وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات أخرى صدرت أمس عن برّاك رسمت إطاراً قاتماً لأجوائه حيال التطورات السورية، إذ انتقد التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، واصفاً إياه بأنه “جاء في توقيت غير مناسب”، وأنه عقّد الجهود الرامية إلى استقرار المنطقة. وفي ما يخص التدخل الإسرائيلي، أوضح أن الولايات المتحدة “لم تُستَشر ولم تشارك في القرار”، مضيفاً أن “توقيت التدخل الإسرائيلي خلق فصلاً جديداً من التعقيد”.

أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»

ان الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توماس باراك الى بيروت لم تتمكن من انتزاع موعد محدد من السلطات اللبنانية لمعالجة مسألة تسليم السلاح، فكل ما حصل عليه براك هو اعادة تأكيد القرار المتخذ بحصرية السلاح بيد الدولة وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، الامر الذي ابقى الملف في حال من المراوحة.

وقالت المصادر ان براك حاول الحصول على جواب من المسؤولين الذين التقاهم حول الجدول الزمني لتسليم السلاح كي يتم وضع الامور على السكة الصحيحة انما لم ينجح، وفي الوقت نفسه كان تأكيد لبناني رسمي على موضوع الانسحاب الإسرائيلي.
وأوضحت ان هناك انطباعات بدأت تتكون من ان الوضع ليس سهلاً وليس المقصود عودة الحرب انما بقاء الخروقات الإسرائيلية وهذا الامر لا يطمئن لاسيما ان ما من ضمانات لوقف هذه الإعتداءات.
ورأت ان المذكرة اللبنانية التي سلَّمها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اختصرت الموقف اللبناني، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية الذي لم يقطع خطوط التواصل مع حزب الله اكد اكثر من مرة ان لا عودة عن مبدأ حصرية السلاح.

كتبت” الديار”:

لم يفهم من التقوا المبعوث الاميركي توم برّاك، الهدف من زيارته الى بيروت، لا سيما انه لم يحمل معه اي جديد، فهو لم يتحدث عن ضمانات اسرائيلية محتملة ازاء اي ليونة لبنانية في ملف حصرالسلاح، بل جدد ترداد «الكذبة» الممجوجة بان بلاده غير قادرة على السيطرة على تصرفات تل ابيب. كما لم يحمل معه اي تصور اميركي، سلبا او ايجابا، ازاء المراوحة غير المفاجئة في مهمته، خصوصا انه كان يعلم مسبقا طبيعة الموقف اللبناني الذي لم يطرأ عليه اي جديد، بل اصبح اكثر حذرا بعد المجازر الدموية في السويداء. برّاك الذي يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، دون وجود رهانات كبيرة على اي تقدم محتمل في النقاشات التي ستتضمن عرضا من قبل مجلس النواب «لخارطة طريق» تراعي المصالح اللبنانية، والسلم الاهلي، وتتطلب اولا خطوات حسن نية من قبل «اسرائيل»، ثم ياتي دور لبنان في تنفيذ ما عليه ضمن الاستراتيجية الوطني.وكان لافتا ان المبعوث الاميركي استبق اللقاء بالتاكيد ودون «قفازات» ان بلاده لا يمكن ان تضغط على الاسرائيليين ولن تملي عليهم ما يجب ان يفعلوه!. اي ان «المراوغة» مستمرة.

يبدو واضحا ان براك الغارق في اتون الازمة السورية التي عرضت صورته الى الاهتزاز، بعدما ظهر انه فاقد السيطرة على الملف، يتولى مهمة تقطيع الوقت على الجبهة اللبنانية، بانتظار ان تتحول الى اولوية اسرائيلية، وحتى ذلك الوقت، من المتوقع ارتفاع نسق الضغط العسكري والامني، ودون اي سقوف، طالما ان «اسرائيل» لا تدفع حتى الان اي ثمن في المقابل، ولهذا فهو سيمضي وقته في اجتماعات ولقاءات غير مثمرة ويغادر يوم الاربعاء دون تحديد موعد جديد لزيارته، رابطا الامر بتوجهات جديدة من قبل البيت الابيض، مركزا على ضرورة انتقال الحكومة اللبنانية الى مرحلة التنفيذ وتحديد المهل الزمنية، متجاهلا دور دولته كدولة ضامنة.

كان رئيس الجمهورية قد سلّم الموفد الرئاسي الأميركي باسم الدولة اللبنانية، مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الأول 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً بخطاب القسم.
وتضمن المذكرة، حسب بيان رئاسة الجمهورية، «تأكيد الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين».

والتقى الموفد الأميركي ايضا كلاً من ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، ثم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وحاكم المصرف المركزي كريم سعيد، كما التقى مساء مجموعة من الوزراء والنواب إلى مائدة عشاء أقامتها السفارة الأميركية في عوكر، وسيلتقي اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.