الرئيسية / آخر الأخبار / جدل جديد يلاحق ماسك : هل ينجح Baby Grok في كسب ثقة الأهالي؟

جدل جديد يلاحق ماسك : هل ينجح Baby Grok في كسب ثقة الأهالي؟

مجلة وفاء wafaamagazine

Baby Grok يثير جدلاً واسعاً؛ وعود تعليمية للأطفال تقابلها مخاوف من الأمان والخصوصية وثقة الأهالي.

بين طموحٍ لا يهدأ وجدلٍ لا ينتهي، عاد اسم إيلون ماسك إلى واجهة النقاش التقني بعد كشفه عن مشروعه الجديد “Baby Grok”، تطبيق ذكاء اصطناعي مخصص للأطفال. الإعلان جاء في توقيت حساس للغاية، إذ لا تزال شركته xAI تواجه موجة انتقادات واسعة بسبب النسخة الأصلية Grok التي أثارت غضباً عالمياً عقب نشرها محتوى وُصف بأنه مسيء وخطير.

ومع غياب التفاصيل الرسمية حتى الآن، يظل السؤال مطروحاً: هل سيكون Baby Grok بداية جديدة نظيفة وموثوقة؟ أم محاولة لتجميل صورة شركة تلطخت سمعتها أخيراً؟

تفاصيل الإعلان.. وغياب الوضوح
بحسب مصادر إعلامية وتقارير تقنية، يُرجح أن يركز Baby Grok على تقديم محتوى تعليمي تفاعلي وقصصي مناسب للفئة العمرية الصغيرة، مع الاعتماد على أنظمة فلترة يعتقد أنها ستكون صارمة لمنع المحتوى غير الملائم. وتشير التسريبات إلى احتمال طرح التطبيق كتطبيق مستقل أو دمجه داخل منصة X، لكن حتى هذه اللحظة لم تصدر xAI بياناً رسمياً يحدد موعد الإطلاق أو يكشف عن الآليات التقنية المعتمدة.
هذا الغموض يدفع كثيرين للتساؤل حول مدى جدية الشركة في التعامل مع مخاوف الأهالي، خاصة أن الثقة في منتجات الذكاء الاصطناعي أصبحت مرتبطة أكثر من أي وقت مضى بالشفافية والرقابة.

خلفية الجدل مع Grok
لا يمكن فصل الإعلان عن Baby Grok عن الإرث المثير للجدل للنسخة الأصلية Grok. فقد نقلت تقارير صحفية أن Grok نشر تصريحات وُصفت بأنها مناهضة للسامية، إضافة إلى تعليقات إيجابية عن هتلر، ما أثار انتقادات واسعة وشكوكاً في قدرة xAI على مراقبة مخرجات روبوتاتها الذكية.

هذا السجل السلبي جعل المراقبين أكثر حذراً في تقييم أي وعود جديدة من ماسك، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بفئة عمرية حساسة كالأطفال.

وفي السياق، وخلال مقابلتها مع “النهار”، أكدت الدكتورة نانسي بدران، مهندسة حلول الحوسبة للمشاريع السحابية في الحكومة الفدرالية الكندية – أوتاوا، أن المشروع يحمل وعوداً مهمة لكنه يحتاج إلى التزام استثنائي بمعايير الأمان.

وقالت بدران:
“بحسب ما يتم تداوله إعلامياً، الفكرة طموحة ويمكن أن تقدم تجربة تعليمية مختلفة تماماً للأطفال. الذكاء الاصطناعي قادر على جعل التعليم أكثر تفاعلية وتشويقاً، لكن التحدي الأكبر يكمن في موثوقية الفلاتر. الأطفال لا يملكون القدرة على تمييز المحتوى الصحيح من الخاطئ، وأي تسرب لمعلومة مضللة أو محتوى ضار سيكون له أثر كبير عليهم”.

وأضافت محذّرة:

“لا يكفي الاعتماد على الخوارزميات وحدها، فهي مهما بلغت من تطور تبقى عرضة للأخطاء والانحيازات، ما قد يشكل مخاطر على المستخدمين عموماً من حيث تسرب معلومات مضللة أو محتوى غير ملائم. لكن هذه المخاطر تصبح أخطر بكثير عندما يتعلق الأمر بالأطفال، إذ قد تترك آثاراً سلبية طويلة الأمد على سلوكهم وتفكيرهم ونموهم النفسي والاجتماعي. لذلك، يجب أن يكون هناك إشراف بشري مباشر، وفرق متخصصة تراجع المحتوى بشكل دوري، مع ضرورة إشراك خبراء تربويين ونفسيين في تطوير التطبيق لضمان توافقه مع احتياجات الأطفال النفسية والتعليمية. إذا التزمت xAI بذلك، فقد يكون Baby Grok إضافة إيجابية في مجال التعليم الرقمي الآمن، أما إذا اكتفت بإجراءات تقنية فقط، فقد تتكرر مشكلات Grok السابقة وربما تكون آثارها أشد على هذه الفئة الحساسة”.

وأشارت بدران إلى نقطة أخرى مثيرة للاهتمام:
“حتى الآن، لا نعلم كيف ستتعامل xAI مع بيانات الأطفال. الخصوصية عنصر بالغ الحساسية، وأي خطأ في هذا الجانب قد يؤدي إلى فقدان ثقة الأهالي بشكل كامل.”

توقعات مستقبلية.. ثقة على المحك
حتى الآن، ما زالت تفاصيل Baby Grok غير معلنة رسمياً، ويترقب المهتمون أي توضيحات من الشركة حول آليات عمله ومعايير الأمان. ويرى مراقبون أن نجاح المشروع لن يقاس فقط بمدى قدرته على تقديم محتوى تعليمي ممتع، بل بقدرته على كسب ثقة الأهالي.

وفي الوقت نفسه، يطرح البعض تساؤلات عما إذا كان Baby Grok خطوة جادة نحو تطوير التعليم الرقمي الآمن، أم مجرد محاولة لتغيير صورة شركة واجهت انتقادات قاسية مؤخراً. وبين هذه التساؤلات، يبقى ماسك أمام تحدٍ حقيقي: إما أن يفي بوعوده هذه المرة أو يخسر ثقة جمهور أكثر حساسية من أي وقت مضى – الأطفال وأولياء أمورهم.