
مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت نداء الوطن:
“ما لم يحدث تطور غير متوقع خلال محادثات براك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا النهار فمعنى ذلك “أن العد العكسي قد بدأ كي ينتقل زمام المبادرة مجددًا إلى إسرائيل” وفق معلومات لـ “نداء الوطن” من مصادر دبلوماسية ترافق زيارة الموفد الأميركي الثالثة للبنان.
وأتى في هذا السياق ما علمته “نداء الوطن” من “أن الجو العام طغت عليه السلبية خصوصًا في لقاء براك مع رئيس الجمهورية جوزاف عون. وقد تعقدت الأمور عندما طالب عون باسم الدولة اللبنانية بالضمانات فكان رد براك سلبيًا ورفض منح ضمانات مؤكدًا أن المطالب واضحة وقد قام بعمل كبير من أجل إنجاح المهمة وإيجاد حل، وبالتالي يبدو أن الأمور تتجه نحو العرقلة”.
وكان قصر بعبدا أعلن أن الرئيس عون سلّم براك “باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مرورًا خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين”.
من جهة ثانية علمت “نداء الوطن” أن “حزب الله” صعّد مواقفه وأكد في الساعات الماضية تمسكه بالسلاح ما يضع الدولة في موقف المحرجة وغير القادرة على فعل شيء.
من ناحيتها، أكدت مصادر السراي الحكومي لـ “نداء الوطن” أن لقاء براك مع رئيس الحكومة نواف سلام، “اتّسم بالإيجابية”، حيث أكد الموفد الأميركي “أهمية مواكبة لبنان ومتابعته لكل الأحداث التي تشهدها المنطقة وألا يكون بعيدًا منها، مع التشديد على ضرورة الانتقال سريعًا إلى المرحلة العملانية في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الشرعية”.
لماذا تم إرجاء لقاء بري – براك إلى اليوم؟
تجيب المصادر الدبلوماسية المشار اليها آنفًا بالقول إن الرئيس بري هو الوسيط الأساسي لـ “حزب الله”. وقد تسلم براك أمس الرد الرسمي لـ “الحزب” من بري. لذا، أرجأ براك موعد زيارة عين التينة من أمس إلى اليوم كي يكون بين يديه الموقف النهائي للإدارة الأميركية من جواب “الحزب” وتاليًا الرد اللبناني. وعليه، جرى تقييم الموقف في واشنطن بعد الوقوف على رأي إسرائيل. وهكذا، سيحمل براك إلى عين التينة اليوم الرد الرسمي الأميركي الإسرائيلي لجهة تلقف الرد اللبناني أو رفضه أو طرح شروط على الرد اللبناني.
الموقف الرسمي وموقف “حزب الله” واحد
وكشفت المصادر أنه بات واضحًا أن هناك تمسكًا من الجانب الرسمي اللبناني بموقف “الحزب” الذي يتدرج كالتالي:
• سيكون جنوب الليطاني خاليًا من السلاح، ما يعني أن عمق المنطقة الخالية التي تريدها إسرائيل كي لا تكون حدود الأخيرة مهددة سيتحقق من خلال تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة.
• لن يكون السلاح الثقيل الذي يشكل تهديدًا لإسرائيل مشكلة. إذ ما يهم “الحزب” والمسؤولين هو انسحاب إسرائيل وإطلاق الأسرى ووقف التهديدات الإسرائيلية. وفي مقابل وقف الاستهدافات الإسرائيلية سيتم التخلي عن السلاح الثقيل بالإضافة إلى أن جنوب الليطاني أصبح منطقة عازلة بما يضمن ألا يحصل كما حصل في طوفان الأقصى.
• ما يتعلق ببنية “حزب الله العسكرية”، سيخضع لحوار داخلي انطلاقًا من تحديات كثيرة بدءًا من الموضوع السوري سواء لجهة ما حصل في السويداء أو لجهة عدم قدرة واشنطن على توفير ضمانة لحليفها نظام الرئيس أحمد الشرع .
وتقول الأوساط الدبلوماسية إن الرد الرسمي المتماهي مع “حزب الله” يبقي الحل اللبناني في حلقة مفرغة، انطلاقًا من الموقف الرسمي كما تبلغه براك أمس “مرفوض رفضًا تامًا من الولايات المتحدة وتاليًا إسرائيل. والمطروح في واشنطن وتل أبيب هو تفكيك بنية “حزب الله” العسكرية في كل لبنان من دون قيد أو شرط”.
وخلصت الأوساط إلى القول “إن المبادرة بعد لقاء براك – بري اليوم تصبح بيد إسرائيل إلا إذا استدرك “حزب الله” وطلب عبر بري استمهاله لفترة 24 أو 48 ساعة. لكن في نهاية المطاف، بدأ العد العكسي لكي تصبح المبادرة بيد تل أبيب وهذا تحديدًا ما أبلغه توم براك أمس للمسؤولين”.
وشمل برنامج زيارة براك في يومها الأول إضافة إلى قصر بعبدا والسراي الحكومي متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة والرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. كما التقى مساء عددًا من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية.
أما اليوم فيتضمن برنامج زيارة براك إضافة إلى لقاء بري، الاجتماع بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. ويختتم برّاك زيارته للبنان غدًا الأربعاء، بزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.”