الرئيسية / آخر الأخبار / أحداث السويداء الدموية «بروڤة إسرائيلية» متقدّمة لمحاكاة لبنان؟_وفاء بيضون

أحداث السويداء الدموية «بروڤة إسرائيلية» متقدّمة لمحاكاة لبنان؟_وفاء بيضون

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت الاعلامية وفاء بيضون في ” اللواء “

ثمة قراءة تجريها الأوساط المتابعة للأحداث السورية المسحوبة على تطورات محافظة «السويداء الدموية»، والتي خلّفت آلاف الضحايا والجرحى، والأسر المتبادل بين أبناء البلد الواحد الممتد على «واحة البادية وصولا الى تخوم الجولان المحتل». لترسم هذه القراءة مجموعة من علامات الاستفهام حول توقيت الأحداث وأسبابها، في ظل ظروف دقيقة وحسّاسة تمرُّ بها المنطقة بموازاة حرب الإبادة على غزة، وخروقات الاحتلال غير المبررة على لبنان، بالإضافة إلى نتائج الحرب التي انتهت بالتعادل في النقاط بين «إيران والكيان الإسرائيلي».
من هنا، يمكن ربط ما يجري باستمرار حرب الإبادة في ​قطاع غزة​، رغم بروز مؤشرات عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار​، لم يترجم حتى الآن، وتواصل الخروقات الإسرائيلية في ​لبنان​، بعدما بلغت ذروتها المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في غاراته الأخيرة على البقاع، والتي كانت أكثر دموية منذ تشرين الثاني الماضي، يبدو أن زنار النار الذي يلفّ الإقليم وصل إلى «محافظة ​السويداء»​، التي تتصدّر الأحداث منذ أيام، على وقع مواجهات دامية بين فصائل محلية درزية المذهب، ومجموعات سنّية من بادية المنطقة مدعومة من قوات تابعة للنظام السوري الجديد.
تقول المصادر: «إن حدّة العنف في مشاهد السويداء أعادت إلى الذاكرة القريبة أحداث الساحل السوري، مع كل ما حملته من تجاوزات وانتهاكات؛ استغلّت «إسرائيل» ذلك، ودخلت رسميا على خط الأزمة، ليس فقط عبر التصريحات والتهديدات المعتادة، بل أيضا من خلال شنّ غارات جوية، استهدفت مواقع عسكرية في محيط المدينة ومناطق أخرى جنوبي سوريا، حتى إنّها وصلت إلى قلب العاصمة السورية دمشق مستهدفة هيئة الأركان، ومحيط القصر الجمهوري في مشهد أراد منه «الكيان الإسرائيلي» أن يظهر لتصوير نفسه حاميا للأقليات، ما يرسم علامات استفهام حول أهداف ومرامي هذا التدخّل على مستوى الأطماع والتوسّع».
تتابع المصادر المواكبة: «أمام هذا المشهد المتداخل والمعقّد، يبرز التحدّي الأكبر في قدرة لبنان على تحصين ساحته الداخلية، وتفادي الانزلاق إلى صراع بالوكالة، ترسم خرائطه في الخارج بمؤشرات باتت واضحة من خلال الانقسام الحاد حول رؤية الفرقاء للبنان المستقبل، ولا سيما ان الاصطفافات المذهبية عنونت المشهد المتأثّر بالتطوّر السوري».
وتضيف المصادر: «ان التضامن مع أبناء السويداء لا يجب أن يتحوّل إلى سببٍ لزعزعة الاستقرار، كما أن أي تماهٍ مع التدخّل الإسرائيلي، ولو بحسن نيّة، يحمل في طياته خطر تفخيخ البيئة الوطنية من جديد ويدفعها نحو التناحر والمزيد من الانقسام، وهو ما تسعى إليه حكومة نتنياهو المتربصة بلبنان والمصطادة بعكر ماء نسيجه الوطني ووحدته وسيادته».
في المحصلة، يبقى الواضح من كل هذا المشهد أنّ «السويداء» ليست فقط ساحة سورية مشتعلة وتمثل جغرافيتها، بل إنها تؤثر بشكل مباشر بما تعكسه لمعركة إقليمية على النفوذ، واختبار إضافي للبنية اللبنانية التي تواجه ضغوطًا أمنية واقتصادية وسياسية متراكمة في ظل المطالبة بنزح سلاح «حزب الله»؛ لتنذر بان أي انكشاف قد يمهّد لسيناريوهات تتجاوز حدود التضامن، نحو الاصطفاف والصدام، وهذا ما حذّر منه مؤخرا رئيس الجمهورية اللبنانية «جوزاف عون» عندما تحدث عن حساسية ودقّة المرحلة والتنبّه لما تخطط له «إسرائيل»، لتجعل من أحداث «سوريا» مقدمة لنقل المشهد إلى «لبنان».

 

السويداء