
مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت الاعلامية وفاء بيضون في نعي الفنان الراحل زياد الرحباني:
عليك يا زياد سلام الله مني تحيةً
أيها الراحل نحو حقيقة الوجود، تاركًا خلفك حكايات وتر ونوتة وفيلم أمريكي طويل ما زلنا نعيش تفاصيله.
أيها المتمرد على التاريخ والجغرافيا، والقارئ في قلوبنا ما نحب، وما نخفي من خوف وتردد.
لم تحمل بندقية، لكنك أحدثت بركانًا من التغيير بثورية مقاوم لثقافة الـ لا في مواجهة النعم الهزيلة.
أن تنحني قامتك إذعانًا لأمر الله، فهذا بحد ذاته دليل من عظمة.
وعندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالم المليء بالتناقضات.
عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، وتنكسر النفوس، ليبقى عزاؤها اسمًا حمل في طياتهم زادًا من زياد.
زياد، وشالك الأحمر ما عاد يوشح وجه الصبح مع قهوتك العربية بامتياز .
وشوارع بيروت قرعت طبول الرحيل.
فأنا لا أرثيك رجلًا عاديًا، أو شخصًا عابرًا، أو حتى أحد رموز الأمة المترامية من المحيط إلى الخليج ..
لذا.. أقف على أنغام عزفك بمشاعر حزن عميقة، تشعل فينا أيقونة الشوق.
في يوم خلودك، أرثيك قائدًا إنسانيًا فتح بأفكاره ما أوصدته مدارس العلم والتجهيل، لتصرخ ونصرخ على هدير البوسطة التي حملت آهات زياد، وأوتار عود سيبقى رنانًا.
أيها الحر في حياتك، والمتألق في موتك كيسوع المصلوب على خشبة خلاص الوطن.
أن تترجّل عن صهوة مسرحك، فارسًا حاملًا مشعل السؤال الذي لا ينتهي مع زحمة الأسئلة، وإشكالية الوجود الذي فلسفته بأناملك.
زياد، معك انكسر اللحن ومات،
يا سليل بيت الفن الأصيل، وابن عروسة الشواطئ وأسوار العروس الفيروزية.
رح نظل نردد مع طيفك اي فيه أمل.
ومن ولا بلا شي رح تبقى ويبقى الوطن.
وإذا صار لازم تودعنا بقللك: يللي متلك بيرحل بالجسد، لأن
العظماء لا يموتون.