مجلة وفاء wafaamagazine
أشار موقع “غاتستون إنستيتيوت، الى انه “فيما ينشغل المحللون وصانعو السياسات بالتكهنات بالطرق التي سيلجأ إليها نظام رجال الدين للانتقام من اغتيال الجيش الأميركي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، لكن السؤال الأهم هو: “ما هو التأثير المحتمل لموت سليماني على الصراع على السلطة الذي عُلق في الوقت الحاضر، والذي ينتظر أن يتجدد بحيوية أكبر في طهران”.
وذكر الموقع أن البروباغندا الإيرانية تسعى إلى تسويق سليماني شخصاً خارقاً، تمكن بمفرده من وضع العراق، وسوريا، ولبنان، وغزة، وأجزاء من أفغانستان، واليمن تحت النفوذ الإيراني فيما يعمل على إخراج الأميركيين من الشرق الأوسط، وسحق تنظيم داعش الذي حاول أن يُنافس طهران”.
وعمل سليماني نفسه على تعزيز تلك الصورة، بمساعدة من الغرب، خاصةً وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية. وأوضح كاتب المقال أن الحقائق، مع ذلك، تظهر صورة أخرى للجنرال الراحل.
انضم سليماني إلى الثورة الإيرانية في 1980 عندما كان في الـ27 وقت كان رجال الدين منشغلين في إنشاء حرس حديدي لحماية نظامهم. وبعد بضعة أشهر، أُرسل الجيش الإيراني المهترئ الذي انضم إليه سليماني، لترميم بقايا الجيش الوطني الذي خضع لتطهير واسع، ليقاتل القوات العراقية الغازية.
وأقصى الخميني 8 ألاف ضابط من الجيش الوطني، بينما دفع النظام بدلاء مثل سليماني الذي التحق بالقوات المسلحة، دون تدريب كافٍ، أو تعليم رسمي، أو بقليل منه.
سلسلة من الكوارث
وبعد ذلك بثلاثة أعوام فقط وجد الرجل نفسه على رأس فرقة من المجندين الجدد. وتحت قيادته، واجهت القوات الإيرانية ثلاثة من أكبر هزائمها في عمليات الفجر 8، وكربلاء 1، وكربلاء 2. ووصف رئيس الحرس الثوري يومها محسن رضائي هذه المعارك الثلاث بـ “سلسلة من الكوارث” للقوات الإيرانية.
ولفت الكاتب إلى أن سليماني، الذي برع في تلميع صورته، أحرز نصراً آخر بالصاق نفسه بمرشد إيران علي خامنئي. وبمساعدة خامنئي تمكن سليماني من تأسيس فيلق القدس، جزءاً من الحرس الثوري لكن بميزانية منفصلة، وعلى علاقة مباشرة مع خامنئي.
ووضع سليماني يده على السياسة الخارجية لإيران في الدول العربية، وأفغانستان، وكوريا الشمالية، وجنوب أميركا، وفي بعض المناطق الحساسة الأخرى، وحتى في روسيا. ولم يجر أي من رؤساء إيران ووزراء خارجيتها لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقدر ما فعل سليماني.
وبات أمراً روتينياً أن يعين سليماني سفراء إيران في بغداد، ودمشق، وبيروت، والدوحة، وعواصم عربية أخرى. وفي دلالة على “استقلالية” سليماني، وضع الرئيس السوري بشار الأسد في طائرة وإرسله إلى طهران، دون إبلاغ لا الرئيس حسن روحاني، ولا وزير الخارجية، الذي استثني من الظهور في صورة لقاء الأسد وخامنئي.
وفي مقابلة معه في (تشرين الثاني) الماضي، تحدث سليماني عن تنسيقه كل خطوة مع الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله.
وفي الداخل الإيراني، بنى سليماني دولة داخل الدولة. واستناداً إلى مكتب الجمارك الإسلامي، فإن فيلق القدس يشغل 25 رصيفاً في أكبر خمسة مرافئ إيرانية لتسيير “وارداته وصادراته” دون تدخل من السلطات المسؤولة.
وتوضع أموال جباية الرسوم على الواردات من السيارات الأجنبية، في صندوق خاص يشرف عليه فيلق القدس، لتغطية النفقات في العراق، وسوريا، ولبنان، ومساعدة فصائل فلسطينية موالية لإيران.
ما بعد سليماني
ولاحظ الكاتب أن سليماني حاز على رتبة ميجر جنرال ليتخطى بذلك 12 شخصاً في قمة التسلسل العسكري. وبعد مقتلة رُقي إلى رتبة لفتنانت جنرال.
ويعتقد بعض المحللين في طهران أن خامنئي كان يخطط ليجعل سليماني رئيساً في 2021. وإذا كانت هذه هي نية خامنئي حقاً، فإن مرحلة ما بعد سليماني، ستقود إلى مزيد من الشك في مستقبل السياسة الإيرانية.
المصدر: 24