مجلة وفاء wafaamagazine
علّق رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني حسن منيمنة، على الإعلان الاميركي عن تفاصيل “صفقة القرن” في بيان جاء فيه:
“جاء إعلان تفاصيل “صفقة القرن” الذي أذاعه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في حضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “أزرق – أبيض” الجنرال بني غانتس من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، ليطلق مرحلة نوعية تحمل أشد الأخطار ليس على الشعب والقضية الفلسطينية فحسب، بل على سائر دول المنطقة العربية وكياناته”.
وأضاف: “إن من واجبنا في هذه اللحظة التاريخية بالذات إعلاء مبدأ نصرة الشعب الفلسطيني دفاعا عن حقه في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني المحتل، وعن حق دول المنطقة العربية في سون مجتمعاتها وكياناتها في مواجهة “حق القوة” الذي لطالما مارسته اسرائيل منذ قيامها، عبر اعتداءات متكررة طاولت معظم الدول والشعوب العربية القريبة والبعيدة”.
وتابع: “لقد أعلن الرئيس الاميركي بوضوح أن فلسطين هي اسرائيل التوراتية التي يصممها اليمين الاسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو وفريقه الذي لا يعترف بأي حق أو وجود فلسطيني، ويعتبر أن اسرائيل هي دولة اليهود من دون سواهم، لا وجود على أرضها لشعب فلسطيني يرفض الاحتلال ويصر على انتزاع حقوقه السياسية والانسانية بصموده ونضاله اليومي”.
وقال: “الآن يأتي قرار الرئيس الاميركي ليضرب عرض الحائط كل ما توصلت إليه البشرية من مواثيق وقرارات وقانون دولي يرفض السيطرة على أراضي الغير بالقوة، ويؤكد حق الشعوب في نيل الحرية وتحقيق الاستقلال وإقامة دولها على ترابها الوطني. إن مثل هذا التطور الجديد بمثابة ضوء أخضر يبيح للكيان الاسرائيلي السيطرة على المزيد من الأراضي العربية وضمها. من هنا فان الخطوة الأخيرة هي مجرد نقلة في سياق بدأه الرئيس ترامب بخلاف الرؤساء الاميركيين السابقين، عندما أعلن الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، وحاول جاهدا حذف قضية اللاجئين من قاموس التفاوض والحل النهائي، والقضاء على وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الاونروا” كشاهد أممي على المأساة الفلسطينية المتواصلة منذ 72 عاما. وفي هذا السياق، جاء قطع التمويل عنها وشيطنة ما تقوم به من مساعدة وحماية للشعب الفلسطيني في مواطن لجوئه ما أوقعها في حال من العجز عن النهوض بالمهمات المنوطة بها. وأكمل هذا وذاك عندما اعترف بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل وضمه إلى كيانها، وتابع هذا المنحى عبر تكريس زحفها الاستيطاني وبناء مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة. أكثر من ذلك يحاول الرئيس الاميركي عبر ما يسمى “صفقة القرن” تثبيت شرعية الضم والتهويد لما تبقى من الضفة الغربية وغور الاردن والبحر الميت، وشرعنة معظم مستوطنات الضفة واطلاق موجات متجددة من الفعل الاستيطاني العدواني، على حساب أصحاب الأرض الفعليين وحقوقهم الثابتة، محاولا تصوير مواقفهم بأنها ترفض السلام وتسوية الصراع عبر التفاوض”.
وأضاف: “إن لبنان الذي يستشعر خطر هذا الاعلان بالنظر إلى ما يتضمنه من بنود لتصفية القضية الفلسطينية بما فيها قضية اللاجئين، يدعو الشعوب والدول العربية والصديقة المحبة للسلام والأمن الدوليين، والمجتمع الدولي إلى رفض ما تتضمنه هذه الصفقة من تجاوز على الحقوق الفلسطينية المكرسة، ويرى فيه مقدمة لمشروع التوطين الذي أعلن الدستور اللبناني رفضه، متقاطعا في موقفه هذا مع الأخوة في القيادة السياسية والفصائل الفلسطينية الذين يصرون على حق العودة بموجب القرار الأممي رقم 194، وكذلك ما ورد في القوانين الدولية والشرعة الدولية لحقوق الانسان وسواها من وثائق أممية”.
وختم: “إن لبنان من هذا المنطلق يدعو الأخوة في جامعة الدول العربية والدول الاسلامية إلى أخذ زمام المبادرة وتنظيم حملة عالمية لمحاصرة هذا التوجه، ودعم الشعب الفلسطيني بشتى السبل في نضاله. ويدعو أيضا الأخوة في الفصائل الفلسطينية إلى التوحد تحت راية الدفاع عن أرض فلسطين وترابها، وكل ما تحمله من رموز اسلامية ومسيحية في مواجهة محاولة إلغائها وحذفها من الوجود، ويصر على اعتماد حل الدولتين الذي تدعمه دول العالم باستثناء أميركا واسرائيل. وفي المناسبة، يؤكد لبنان للأخوة الفلسطينيين أنه سيواصل مهمة الدفاع عن حقوقهم في شتى المحافل، نصرة لقضيتهم، ودعما لصمودهم المثابر توصلا إلى انتزاع وتحصيل لحقوقهم الشرعية الثابتة في بناء دولتهم الوطنية وعاصمتها القدس”.