مجلة وفاء wafaamagazine
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ القوات الروسية دمّرت في سوريا فصائل إرهابية مزوّدة بعتاد نوعي، ومنعت ظهور تهديدات جدّية لروسيا. في حين أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنّ أنقرة لم تف بالتزاماتها في شأن اتفاق سوتشي حول إدلب السورية، لافتاً إلى أنّ الإرهابيين في إدلب يحصلون على “معدات عسكرية خطيرة جداً”.
وأكد بوتين أنّ الضباط والجنود الروس أظهروا مهنيتهم العسكرية وكفاءاتهم القتالية العالية أثناء عملياتهم في سوريا، حيث “قَضوا على مجموعات إرهابية كبيرة مزودة بأسلحة نوعية، ومنعوا ظهور تهديدات خطيرة لوطننا على مسافة بعيدة منه، كما أنهم ساعدوا السوريين في الحفاظ على سيادة بلدهم”.
وفي كلمة ألقاها في حفلة أقيمت في موسكو بمناسبة عيد “حماة الوطن”، شكر بوتين جميع العسكريين الذين شاركوا في الأعمال القتالية في سوريا على خدمتهم.
وأكد عزم الدولة الروسية تزويد قواتها المسلّحة بأحدث أنواع الأسلحة، بما فيها سلاح الليزر والمنظومات فرط الصوتية، ومنظومات عالية الدقة.
وأشار إلى أنّ الكثير من الأسلحة الروسية لا مثيل لها في العالم، مضيفاً أنّ هناك “نماذج واعدة عدّة، وهي عبارة عن أسلحة المستقبل، وقد انتقلنا من مرحلة اختبارها إلى مرحلة وضعها في الخدمة”.
بيسكوف
من جهته، دعا بيسكوف إلى تجنّب بناء سيناريوهات سلبية بخصوص تطور العلاقات الروسية – التركية، بسبب توتر الأوضاع في إدلب. وأكد أنّ العسكريين الروس والأتراك “على اتصال دائم”، مضيفاً أنه “إذا لزم الأمر، يناقش الرئيسان (الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان) هذا الموضوع”.
كما أوضح بيسكوف أنّ الرئيس الروسي يدعم فكرة عقد قمة رباعية حول سوريا.
إردوغان
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن عن قمة في 5 آذار مع قادة روسيا وفرنسا والمانيا للبحث في الوضع في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا.
ويأتي الإعلان غداة دعوة فرنسا وألمانيا إلى عقد قمة رباعية حول سوريا بغرض وقف المعارك وإنهاء الأزمة الإنسانية، بمشاركة الرئيسين التركي والروسي.
وقال إردوغان في خطاب متلفز في إزمير: “سنجتمع في 5 آذار لبحث هذه القضايا”، وذلك بعد مشاورات هاتفية مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ولم يحدّد إردوغان مكان انعقاد القمة، لكنّه أكد للصحافيين بعد صلاة الجمعة أنّ ماكرون وميركل اقترحا عقدها في اسطنبول، إلّا أنّ بوتين لم يحسم موقفه بعد من هذا الاقتراح.
وتتوعّد أنقرة بشَن هجوم “وشيك” في إدلب بعدما تعرضت قواتها لقصف قوات النظام السوري، وقد أمهلت دمشق حتى نهاية الشهر الحالي لتسحب قواتها.
معبر حدودي
من جهة ثانية، اقترحت الأمم المتحدة إمكانية استخدام معبر تل أبيض الحدودي بين سوريا وتركيا لإيصال مساعدات للمدنيين في شمال شرق سوريا، بعدما منعت روسيا والصين المنظّمة الدولية من استخدام معبر اليعربية على الحدود العراقية لهذا الغرض.
وسمح مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي باستمرار عملية تقديم مساعدات عبر الحدود من موقعين في تركيا لمدة 6 أشهر، لكنه ألغى معبرين من العراق والأردن بسبب معارضة روسيا والصين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في تقرير لمجلس الامن: “في غياب موافقة الحكومة السورية والدول المجاورة لاستخدام المعابر الحدودية إلى شمال شرق سوريا، سيحتاج مجلس الأمن لمنح الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين تفويضاً باستخدام معابر إضافية”.
وقال دبلوماسيون غربيون إنّ إغلاق معبر اليعربية قطع نحو 40 في المئة من المساعدات الطبية لشمال شرق سوريا.
وكتب غوتيريس: “إذا لم يتم العثور على بديل مناسب لليعربية لنقل الأغراض الطبية، فإنّ الفجوة بين الإغاثة والاحتياجات الإنسانية ستتسِع”.
وأضاف: “من منظور أمني ولوجيستي، في الظروف الحالية، يمثل معبر تل أبيض الحدودي أكثر بديل مناسب”.
وذكر التقرير أنّ في كانون الأول 2019 كانت هناك 103 منشآت طبية في أنحاء شمال شرق سوريا تتلقى دعماً من المساعدات.
وقال: “تلقّت تلك المنشآت الطبية قدراً كبيراً من إمداداتها الطبية من الأمم المتحدة عبر اليعربية. إنّ 50 على الأقل من تلك المنشآت كانت مدعومة بالأدوية التي تصل إليها عبر الحدود فقط”.