مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في بكركي، وعاونه كل من المطرانين حنا علوان وانطوان عوكر.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة، قال فيها: “لا بد من أخذ الحيطة بتجنب الخروج من المنازل إلا لأسباب قاهرة، والتجمعات، وبالجلوس الواحد بقرب الآخر بل على مسافة، والاستفادة من وسائل الاعلام الدينية التي تساعدنا على الصلاة إلى الله في بيوتنا، كي يشفي المصابين بوباء كورونا، ويزيله من وطننا ومن العالم. فهو وحده كلي القدرة والرحمة. وأود ان اشكر محطة تيليلوميار نورسات التي شاءت نقل هذا القداس لكي يتاح للكثيرين في بيوتهم المشاركة في الذبيحة المقدسة”.
وأضاف: “يجب أن يعود العالم إلى الله. لقد كثر الشر في كل مكان، وكأن الله غير موجود، ولم يترك للبشرية وصايا ورسوما كطريق آمن ليعيشوا بسلام فيما بينهم. من هنا خطايا الحروب والقتل والتدمير، والظلم والكذب والخلاعة، والفساد وسرقة المال العام وأموال الغير، والكبرياء والحقد والبغض والانقسامات وسواها. فيجب الاتعاظ مما جاء في الكتب المقدسة”.
وتابع: “يجب أن نقرأ علامات الأزمنة في ضوء الكتب المقدسة وتعليم الكنيسة. فوباء كورونا من هذه العلامات. إنه دعوة للعودة إلى الله، للتوبة، لمصالحته بعيش وصاياه ورسومه وتعليم إنجيله والكنيسة؛ ودعوة للمصالحة في العائلة والمجتمع وبين الجماعة السياسية؛ ودعوة للمصالحة مع الذات بعيش واجب الحالة والمسؤولية”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من المظاهر الدينية عندنا والغيرة على شؤون الدين، فإن في داخل الإنسان ما يناقض هذا الواقع، كما هو ظاهر للعيان. أجل، نحن بحاجة إلى توبة شخصية وجماعية. لا يمكن وضع الله وراء الظهر وعدم استحضاره واستلهام كلامه في ما نعيش ونفعل! ولا يمكن النظر إلى الكنيسة من وجهها الاجتماعي فقط وإغفال وجهها وجوهرها السري، وقد أقامها المسيح الرب “أداة خلاص شامل للاتحاد بالله والوحدة بين البشر”.
وقال الراعي: “زمن الصوم هو زمن سماع كلام الله وقبوله في القلب لكي يثمر أعمالا صالحة. وهو زمن التوبة والعودة إلى الله بالاعتراف النقي بخطايانا، وبتغيير داخلي في القلب يظهر في مسلكنا الخارجي وتصرفاتنا ومواقفنا. وهو زمن أعمال المحبة والرحمة، وخصوصا أن الحاجات تتكاثر والفقر يتسع، ندعو إلى المزيد من مبادرات المحبة الفردية والجماعية، وتنسيقها بحيث تشمل كل المحتاجين”.
وختم: “فيما نسأل الله أن يلطف بنا وينجينا من وباء كورونا ومن الفقر والجوع والانهيار في لبنان، نسبحه ونصرخ إليه بروح الابناء ونمجده، فهو الإله الرحوم القدير، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.