مجلة وفاء wafaamagazine
اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر شاشة محطة تلفزيون “المنار”، فألقى كلمة تحدث فيها عن آخر مستجدات الاوضاع، فأعلن انه سيتحدث في الفترة المقبلة مرة كل اسبوع او اكثر.
ووجه تحية لكل الامهات في مناسبة عيد الام، مقدما التهاني للشعب الايراني لمناسبة العيد الشمسي الهجري عندهم. وقال انه سيتحدث عن قضية العميل عامر فاخوري ووباء كورونا.
وحول قضية الفاخوري لفت “الى وجود شائعات وتحليلات واستنتاجات مما يؤدي الى التضليل وتشويه الصورة لدى الرأي العام، وخاصة لدى جمهور المقاومة، مطالبا جمهور المقاومة بمواجهة المعركة وفهم وعي الرأي العام والثقة والايمان بالمقاومة في مواجهة الاسرائيلي والدفاع عن البلد ومحاربة الارهابيين.
واكد انه احتراما لمشاعر جمهور المقاومة، لا بد من توضيح الامور. فنفى وجود صفقة، مؤكدا ان ما نعلمه هو عدم وجود صفقة، وبالتالي نحن لسنا طرفا في صفقة او نغض الطرف عنها او نسكت عنها. نافيا وجود صفقة”.
وتابع:”منذ مجيء العميل الفاخوري الى لبنان بدأت الضغوط الاميركية على المسؤولين باستثناء نحن “حزب الله” لأن لا علاقة بيننا وبينهم”، كاشفا عن توجيه تهديدات مباشرة بوضع اسماء من يرفض الافراج عنه على لائحة العقوبات، وتهديد بوقف المساعدات للجيش اللبناني، ومنع دول العالم تقديم مساعدات للبنان، مشيرا الى تهديدات السفيرة الاميركية السابقة والحالية.
وذكر ان لا الجانب الانساني ولا الاخلاقي ولا القانوني كان يهتم به الاميركي الذي كان يمارس الضغوط والتهديد من دون اي اعتبار للوضع اللبناني.
ووجه انتقادا مبطنا لما وصفه بصمود القضاء اللبناني ستة اشهر تجاه هذه الضغوط. وقال “نحن اصحاب القضية ونحن لا نقبل بما حصل لأنه امر خطير ولأنه لاحقا سيسمح للاميركي بممارسة الضغوط وتحقيق ما يريده”، معددا منها اذا ما طالب الاميركي بترسيم الحدود وغيرها، وكرر وصف ما حصل بأنه خطير، مؤكدا ان “حزب الله” لم يتعرض لأي ضغوط من اي فريق لبناني رغم الضغوط التي كانت تمارس من الاميركي على المسؤولين اللبنانيين.
وعن المتابعة القضائية تم توجيه سؤال لنا حول قضية اخلاء السبيل وكان جوابنا ان هذه قضية اخلاقية وانسانية وقضية مقاومة وقضية لله والآخرة، ولمصلحة القضاة وعائلاتهم، وبالتالي لا يجوز الخضوع للضغوط، ولكن رغم الوعود بعدم عقد جلسات قضائية بسبب كورونا، فأنني سمعت الخبر من وسائل الاعلام واخلت سبيل العميل فاخوري.
وتابع: “رغم القرار القضائي بمنع سفره، الا ان الضغوط الاميركية استمرت وقررت ارسال طائرة لنقله من مطار بيروت، لكن حصل اعتراض شديد لمنع سفره من مطار بيروت وتعرضه للاعتقال، فكان ان تم تهريبه من السفارة الاميركية”.
وقال :” وبعد هذه الحادثة تم توزيع الاتهامات وطالتني انا شخصيا و”حزب الله”، لذا انا اقول اننا نحن رفضنا منذ اليوم الاول اسقاط التهم عن العميل فاخوري، وسعينا كل جهدنا انصافا للمظلومين، ولم نظهر اي علامة تفهم او رضى في هذا الموضوع، لأننا نحن اولياء الدم، مكررا نفيه العلم بانعقاد جلسة المحكمة التي اخلت سبيله، واتهم كل ما اثير بأنه مبني على الشبهة لجهة انه لا يمكن لحركة امل و”حزب الله” الا يكونا على اطلاع بما جرى، مجددا نفي علمه بانعقاد الجلسة والقرار الذي اتخذته، متوقفا عند الشبهة التي عمل عليها العدو وتناولها الخصم وتقضي بأن “حزب الله” هو المسيطر على مؤسسات الدولة، آسفا لأن حتى بعض الاصدقاء مقتنعون بذلك، مشددا على نفيه هذا الامر”.
وقال:” لا الدولة دولة “حزب الله” ولا الرؤساء تابعون لحزب الله ونحن نحترمهم ولا القضاء ولا المحكمة العسكرية ومثلها ادارات الدولة، ولكن في المعادلة المحلية هناك قوى لها تأثير اكبر منا.
وعاد واكد حاسما ان قضية الفاخوري “لا علاقة لنا بما وصلت اليه”.
وتطرق شارحا الى ما حصل يوم 7 ايار والتي كانت سببها قرار الحكومة يومها بنزع سلاح الاشارة لدى المقاومة، رافضا الفكرة التي دعت ان يقوم حزب الله ب 7 ايار جديدة، متسائلا هل من المعقول ان نصطدم بالجيش، وهل هذا من مصلحة المقاومة، وهل هي مصلحة البلد ان نقوم كما دعا البعض الى اقامة كمين يمنع وصوله الى السفارة الاميركية، او كتلك الدعوة لنا بالانسحاب من الحكومة.؟ وقال : هل صح في مثل هذه الظروف ان نقدم على هذه الخطوة، لافتا الى عدم معرفة الحكومة مجتمعة بذلك، وان حصل بعض النقاش بعد ان تم اخلاء سبيل الفاخوري.
واعرب عن احترامه لكل ما تم تقديمه من افكار وقال “لا نرى فيها اي مصلحة للبلد، ونحن لا نشتغل بمزاج او انفعالات، ونحن حزب سياسي ولدينا رؤية ونقاش ودراسات، وحيث هناك مصلحة للناس والمقاومة والبلد فإننا نقدم عليها بشجاعة”.
ورأى انه “بدل توجيه الغضب على الاميركي الجلاد، تم توجيه الغضب على الضحية”.
واعلن ان “كل من سكت عن هذاالمعبر غير الشرعي في السفارة الاميركية والذي تم منه تهريب العميل فاخوري لم يعد يحق لهم التحدث عن معابر غير شرعية اخرى”.
وطالب جميع من يتحدث عن السيادة والاستقلال ان يراقب التدخل الاميركي في لبنان، منوها بالقضاة الذين رفضوا الضغوط، ولكن هناك من رضخ للضغوط بسبب ضعفه.
كما طالب بالاستمرار بتحريك قضية العميل فاخوري قضائيا لأنه هارب من العدالة ويجب الا يغلق هذا الملف، مع امكانية لملاحقتهم قضائيا في الخارج، مؤيدا الدعوات التي تطالب بلجنة تحقيق قضائية حول هذه القضية وشرحها للناس.
وابدى عتبه على الاصدقاء لأن النصيحة تكون اولوية، اضافة الى السؤال عن المعطيات، مشددا قبوله النصح والانتقاد والاقتارح من الاصدقاء بالعلن، رافضا التساهل بالتشكيك بالمقاومة، وايضا نرفض الشتيمة من الاصدقاء.
وخاطب جمهور المقاومة قائلا “من يتعدى هذين الحدين اللذين اشرت اليهما فلتقاطعوه ولا تأمنوا له”.
كما خاطب الاصدقاء قائلا “من الان وصاعدا نحن في “حزب الله” لا نقبل من حليف او صديق ان يتهم او يشكك او يشتم والا فليخرج من صداقتنا.
واكد حرصه على كل حليف وصديق ولكن ليس بهذه الطريقة.
وتمنى “ان يكون الناس اكثر تفهما لأن هذه المقاومة هي الاشرف والانزه والاطهر في العصر الحديث”.
وشدد على” ثقافة المقاومة والتي لا تخضع للاحراج لانها تتبع سلوكا للدنيا والآخرة”.
وابدى اسفه أن يأتي يوم اضطر فيه للحديث عن عميل قتل وعذب اهلنا واخوتنا، وقال هذا من نكد الدهر.
ثم تطرق الى وباء كورونا، فطالب بالتشدد “في الاجراءات والعزل في المنازل الا لمن كان مضطرا، وان تشكل لجان تراقب وتمارس المسؤولية من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين لمنع انتشار المرض”.
وطالب الحكومة “في حال علمت ان مناطق شيعية فيها وباء مثلا فلتعزلها”، واصفا من يطالب باعتماد ستة وستة مكرر بأنه عيب.
وشدد على ان “تطييف مسألة المرض امر غير انساني، واخطر من كورونا على مستقبل هذا البلد”. وتمنى على الحكومة “اتخاذ اي قرار شجاع تراه مناسبا”.
كما تطرق الى مسألة السجناء، مطالبا بإجراءات مخارج لهذا الموضوع.
كما تطرق الى المسألة الاجتماعية مشددا على “التكافل الاجتماعي”، داعيا “الى الاقتصاد في الانفاق”، معتبرا “الحال التي نعيش وكأننا في حالة حرب”.
واعلن عن وضع امكانيات “حزب الله” بتصرف الدولة “في مجال مكافحة الكورونا وفي تقديم المساعدات للمخيمات الفلسطينية وسواها”، مؤكدا ان “كل شبابنا الذين عادوا من طهران او من سوريا خضعوا للفحوصات”.
ولفت الى “قطاع غزة المحاصر وآلاف الاسرى الفلسطينيين في سجون العدو الاسرائيلي، واليمن التي تتعرض للحصار والقصف، وايران المحاصرة بالعقوبات الاميركية، وكل هؤلاء يخضعون للعنصرية الاميركية وعدم اكتراث المجتمع الدولي”.
وختم بالحديث عن ترامب وقال “انه من غير بشري لأنه عنصري ويريد الموت للبشرية كي لا يعطيها لقاحات ومساعدات، اضافة الى عنصريته تجاه الصين بقوله ان الفيروس صيني وبفرضه عقوبات عليها”.