الرئيسية / آخر الأخبار / ما أوجه التشابه بين كورونا والإنفلونزا الإسبانية التي قتلت 50 مليون شخصا في 1918؟

ما أوجه التشابه بين كورونا والإنفلونزا الإسبانية التي قتلت 50 مليون شخصا في 1918؟

مجلة وفاء wafaamagazine

كل 30 -40 عاماً يتفشى وباء في العالم، ويؤدي إلى آلاف الوفيات، ومنذ سنوات والخبراء يؤكدون أن العالم أصبح مهيأ لتفشي هذا الوباء، كما كان الحال قبل 100 عام عند تفشي فيروس الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 وقتل 50-100 مليون شخصاً.

واليوم، يضرب العالم فيروس كورونا المستجد بقوة، وانتشر في أكثر من 170 دولة حول العالم، وأُصيب به أكثر من 470 ألف شخصا، وقتل نحو 21 ألف آخرين.

في هذا الصدد، كشف موقع “إنسايدر ” الأميركي، الكثير من أوجه التشابه بين فيروس الإنفلونزا الإسبانية، وفيروس كورونا المستجد، مما قد يساعدنا في فهم الأوضاع الحالية والتنبؤ بما قد يحدث مستقبلاً.

الإجراءات
تعتبر نفس الإجراءات التي تطبقها الحكومات من الحجر الصحي وعزل المدن، وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، والمطالبة بغسل اليدين باستمرار للحد من تفشي فيروس كورونا، هي نفس الإجراءات التي طبقتها الدول قبل 100 عاما عند التعامل مع وباء الإنفلونزا الإسبانية، الذي تعتبر أسوأ وباء في العصر الحديث.

وقال توم إيوينغ، أستاذ التاريخ في فرجينيا تيك: “ما نسمعه الآن، فيما يتعلق بغسل يديك أو البقاء في المنزل إذا كنت مريضًا، هي تقريبًا نفس الإجراءات التي تم التوصية بها في عام 1918”.

بينما قالت عالمة الأنثروبولوجيا الطبية مونيكا شوتش-سبانا، الباحثة أفي مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي بأميركا: “عندما لا يكون لديك لقاح، ولا يكون لديك علاج، لا يكون أمامك سوى هذه الإجراءات”.


اسم الفيروس
غالبا ما يتم تعريف الأوبئة من خلال انتشارها العالمي، وهذا ما حدث مع فيروس كورونا والإنفلونزا، فقد ظهر المرض لأول مرة في الولايات المتحدة، ثم انتقل إلى أوروبا في صيف 1918، لكنها تفشى بشكل كبير في العاصمة الإسبانية مدريد، ومنها عٌرف بالإنفلونزا الإسبانية.


بدوره، أكد إيوينغ أن تفشي الفيروس في مدريد لم يكن أكبر بكثير من المدن الأخرى، مشيراً إلى أنه على عكس الدول المتورطة في الحرب العالمية الاولى، كانت إسبانيا، التي ظلت محايدة، حرة في الإبلاغ عن التفشي بالتفصيل، دون القلق بشأن التأثير على الروح المعنوية، كما أن معظم الاخبار عن الإنفلونزا جاءت من مصادر إخبارية إسبانية، لذلك افترض الناس أن تفشي المرض بدأ في إسبانيا، وأصبح يعرف باسم الإنفلونزا الإسبانية.

وبالمثل، ارتبط فيروس كورونا ارتباطاً وثيقاً بالصين، لأنه تم تسجيل أولى الحالات في مدينة ووهان الصينية في أواخر كانون الاول 2019، لذلك أطلق عليه الرئيس الأميركي “الفيروس الصيني”.

ومع تفشي فيروس كورونا بشكل كبير، أعلنت أغلب دول العالم إغلاق المدارس وتطبيق سياسة التعليم عن بعد، حتى أصبح أكثر من 300 مليون طالب في العالم محرمون من مدارسهم، وهو ما حدث في عام 1918، عندما أعلنت أغلب الدول التي تفشى فيها وباء الإنفلونزا إغلاق المدارس

كما أغلقت الحكومات دور العبادة في عام 1918، خوفاً من انتقال العدوى بين المصلين، كذلك أعلنت أغلب دول العالم في 2020 إغلاق دور العبادة، فقد تم تعليق الصلاة في المساجد وفي مقدمتها المسجد الحرام في السعودية، كما تم تعليق الصلوات في أغلب الكنائس والأبرشيات.


التداعيات الاقتصادية
عام 1918، عندما تفشى وباء الإنفلونزا الإسبانية، توقفت الحياة في أغلب دول العالم وأُصيب الحياة بالشلل، وأٌغلقت العديد من المصانع والمحال التجارية، وفقد الآلاف من العمال وظائفهم، وبالتالي مصدر دخلهم، مما تسبب في حالة من القلق والهلع بين الناس.

وبالمثل، تسبب فيروس كورونا المستجد فقد أغلقت الدول حدودها وتم تقييد حركة السفر، وإغلاق المحال التجارية والمصانع، وانهارت البورصات العالمية، مما يهدد باحتمال حدوث كارثة اقتصادية وحالة من الكساد العالمي، التي قد تتسبب في فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم.

وتحاول بعض الدول حل هذه المشكلة بعدد من الإجراءات الاقتصادية وضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد لمنع اقتصادها من الانهيار.

الإمدادات الطبية
كانت مشكلة انخفاض عدد المستشفيات والأطباء والممرضين، أحد أكبر المشكلات التي تواجه الحكومات في تعاملها مع وباء الإنفلونزا.

كما هو الحال في 2020، مع تفشي فيروس كورونا، يٌعتبر نقص الإمدادات الطبية من كمامات وأجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى العجز في عدد الأسرة في المستشفيات أكبر المشكلات، لذلك يجٌري بعد الأطباء كما هو الحال في إيطاليا عملية فرز للمرضي الذين سيتم مساعدتهم وعلاجهم وترك الباقي يواجهون مصيرهم.

ولحل هذه المشكلة بدأت عدد من الدول في بناء مستشفيات ميدانية بسرعة كبيرة وتجهيزها بأحدث الإمكانيات واستعانت بالجيوش لتحقيق ذلك، كما حدث في الصين وفرنسا وأميركا.

المعلومات الطبية الخاطئة
وكعادة البشرية، عندما يتفشى وباء تنتشر إشاعات ومعلومات خاطئة عن المرض، ففي عام 1918، اعتقد الناس أن فرك البصل على صدر المريض يؤدي إلى شفاءه.

أما في عام 2020، انتشرت العديد من الوصفات الطبية الخاطئة والإشاعات عن فيروس كورونا، فيعتقد الناس أن الماء الدافئ والملح يقضي على الفيروس، وأن تناول الثوم والبصل يحمي الإنسان من العدوى.

وبسبب كثرة هذه الإشاعات اضطرت منظمة الصحة العالمية إلى الرد عليها على موقعها الإلكتروني.


متى ينتهي المرض
كما كان الحال في عام 1918 في عدم معرفة متى ينتهي الفيروس، وتخبط التوقعات عن انتهاء وباء الإنفلونزا، وهذا ما يحدث الآن في 2020، حيث كثرت التوقعات عن موعد انتهاء أزمة كورونا، فاعتقد البعض انه سينتهي مع بدء فصل الصيف، والبعض يتوقع أنه قد يستمر لنهاية العام، وتبقى كل هذه الاحتمالات في اطار التكهنات.
المصدر: الحرة

عن H.A