مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة صلاة المساء وزياح المصلوب في كنيسة القديسين قزما ودميانوس في بلدة بزيزا في قضاء الكورة، ضمن سلسلة النشاطات الروحية لمناسبة اسبوع الالام، بمشاركة النائب العام الخوراسقف انطوان مخائيل، الخوري عزت الطحش، وخادم الرعية الخوري شارل قصاص، وقد تابع المؤمنون وقائع الصلاة مباشرة على صفحة فايسبوك التابعة لابرشية طرابلس المارونية.
والقى المطران بو جوده عظة قال فيها: “في تقاليدنا الشعبية المارونية نسمي هذا اليوم، الأربعاء من أسبوع الآلام، أربعاء أيوب لأننا نقرأ فيه فصل من سفر أيوب يصف لنا المصائب والويلات التي حلت بهذا الرجل الذي أصبح مثالا للصبر وتحمل الآلام، ولثقته المطلقة بالله. هذا السفر من العهد القديم ليس حادثة واقعية إنما هو رواية رمزية تهدف إلى إعطائنا أمثولة في حياتنا اليومية التي نتعرض فيها لمختلف أنواع الصعوبات والمشاكل إن من الناحية المادية أو من الناحية الجسدية، والتي قد توقعنا في تجربة إلقاء التهمة على الله في كل ما يحل بنا، حتى نصل إلى درجة الكفر به. أيوب إنسان بار وصديق أنعم الله عليه بصحة جيّدة وبوفرة من الخيرات. عائلته مترابطة متكاتفة يلتقي أبناؤه دوريا عند بعضهم البعض ويعيشون حياة الأُخوة الصحيحة والوفاق التام. وخوفا من أن يكونوا قد أخطأوا في تصرفاتهم كان أيوب يقول: لعل بني خطئوا فجدفوا على الله في قلوبهم فكان يدعوهم ويطهرهم ويبكّر في الصباح فيصعد محرقات لعددهم جميعا”.
اضاف بو جوده: “وتتوالى المصائب والضربات على أيوب، المادية منها أولاً: الأعداء يقتلون خدمه ويسرقون بقره، ونار السماء تحرق غنمه وتقتل رعيانه، ويغير الكلدانيون على الإبل والجمال ويأخدونها بعد أن يقتلوا الخدم. وتهب ريح شديدة على بيت إبنه البكر، وقد إجتمع فيه كل أبناء أيوب يأكلون ويشربون الخمر، فيسقط البيت عليهم ويقتلهم جميعا. ومع كل ذلك لم يكفر أيوب بالرب، بل يرتمي على الأرض ويقول: عريانا خرجت من جوف أمي وعريانا أعود إليه. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن إسم الرب مباركا”.
وقال: “في الواقع فإن رواية أيوب وما نعيشه اليوم على الصعيد العالمي بإنتشار وباء الكورونا، تهدف إلى إعطائنا درسا في قبول مشيئة الرب الذي يريد خيرنا لا بلوانا، وفي قبول ما يحصل لنا من صعوبات في حياتنا، نابعة من ظروف الحياة وبصورة خاصة، بصورة غير مباشرة، من إرادتنا في جعل أنفسنا آلهة لأنفسنا وفي إستغنائنا عن الرب ورفضنا له، تماما كما حصل مع أبوينا الأوّلين، اللذين إستسلما لإرادة الشيطان المجرب وإعتقدا أنهما لن يحققا ذاتهما إلا إذا إتخذا هذا الموقف”.
وختم: “إن هذا الأسبوع الذي نعيشه هو أسبوع الآلام الذي في نهايته سيرفع المسيح فيه على الصليب، ليموت فداء عن البشرية جمعاء، ثم يعود فينتصر على الموت، وبإنتصاره ينتصر الجنس البشري بكامله. وفي الواقع، أيها الأحباء فإن حياتنا على هذه الأرض فيها الفرح والسرور والتعزية، وفيها العذاب والألم والموت. ونحن غالبا ما نقف حيارى لا نفهم لماذا تحل بنا المصائب والويلات، فنوجه اللوم إلى الرب ونسأله لماذا يا رب كل هذا العذاب والألم الذي يصيبنا ونحن أبرياء. وقد يصل بنا الأمر في بعض الأحيان إلى الكفر بالله، وهي التجربة التي عرضتها زوجة أيوب عليه. لكن الكنيسة، ولأنها فهمت تعليم المسيح وهي تنقله إلينا بأمانة، أعطتنا الوسائل التي تساعدنا على عيش إيماننا بصورة صحيحة. وقد وضعت بتصرفنا وسائل لشفائنا الروحي من المرض الأخطر الذي يتهددنا، وهو مرض الخطيئة، وأهمها سر التوبة المقدس الذي بواسطته ننال المغفرة بعد إقرارنا بخطيئتنا أمام الرب المتمثّل أمامنا بالكاهن الذي يقول لنا: مغفورة خطاياك، إذهب بسلام”