مجلة وفاء wafaamagazine
كشفت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، في حديث خاص لـ»الجمهورية»، عن حجم المساعدات الطبيّة والإنسانية والمالية الكبيرة التي قدّمتها بلادها للبنان خلال أزمة كورونا. وصرّحت أنّ بلادها ستواصل دعمها للبنان في هذه الأوقات الصعبة، لأسباب إنسانية بحتة وليس لتحقيق مكاسب جيوسياسية.
«نحن في هذه الأزمة معاً» هو الشعار التي ترفعه السفارة الأميركية في بيروت على موقعها الالكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. شعارٌ تتحدّث تحت رايته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، لتكشف عن استعداد بلادها لتقديم كل سبل المساعدة والدعم على كافة المستويات لاجتياز أزمة كورونا بسلام وصحّة من أميركا إلى لبنان.
• هل ما زالت الولايات المتحدة الأميركية، الغارقة مثل أي دولة أخرى في تداعيات فيروس كورونا، تنظر في مساعدة بلدان أخرى مثل لبنان؟
– الولايات المتحدة الأميركية هي دولة رائدة عالمياً في مجال المساعدة الصحيّة، وقد قدّمت في عام 2019 أكثر من 9.5 مليارات دولار للصحّة الدولية العامة. وفي مطلع شهر شباط، ومع بداية الوباء، سلّمت الولايات المتحدة أكثر من 17 طناً من الإمدادات إلى الصين. ومن ثم، في 18 آذار، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) عن أموال إضافية للمساعدة في التصدّي لفيروس COVID-19، والتي تتجاوز مبلغ الـ1.25 مليار دولار الذي قمنا بتحديده سابقاً. وعلى رغم التحديات في الولايات المتحدة، نواصل تحديد الطرق لمساعدة الدول الأخرى.
• ما هي المستلزمات الطبيّة التي قدّمتها الولايات المتحدة للبنان خلال هذه الفترة؟
– يسعدني أن أعلن أنّ الولايات المتحدة قدمت للتوّ 6 ملايين دولار للوكالة الدولية للطاقة الذرية لشراء وتوزيع مجموعات اختبار الكشف السريع عن فيروس كورونا (Rapid Test Kits)، 2000 منها في طريقها إلى لبنان هذا الشهر. وتوفّر مجموعات الاختبار هذه نتائج في غضون ساعات، بدلاً من أيام بالسُبل القديمة. هذا هو أحدث تبرّع في قائمة طويلة مقدّمة من الولايات المتحدة، والتي تتضمّن 17000 قناع طبي، 120.000 قفّاز، 20000 مجموعة من أدوات النظافة، 10000 زجاجة من مطهر الأيدي. كما قدمنا 400 ألف دولار لتمويل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لشراء أقنعة ولوازم للمستوطنات والمدارس، كما أننا نساهم في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتمويل فحص ومعالجة اللاجئين. وفوق كل ذلك، هناك مساهمات الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تُعدّ واحدة من أكبر الجهات المانحة لها؛ لقد ساهمنا بـ 400 مليون دولار في عام 2019، مقارنة بـ 44 مليون دولار فقط من الصين، على سبيل المثال.
• إلى أي مدى تبقى الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة لبنان على المستوى الطبّي؟
– بالإضافة إلى المستلزمات المذكورة سابقاً، لدينا مجموعة من البرامج التي تقدّم المساعدة للقطاع الطبّي. قدمنا 1.3 مليون دولار لمستشفى الجامعة الأميركية اللبنانية لتطوير غرفة عملياتهم ورفع مستواها، و1.2 مليون دولار لمستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لتجديد مختبر علم الأمراض فيها. وهناك أيضاً برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الأخرى، مثل برنامج تطوير المشاريع في لبنان، والذي يمتلك ما يصل إلى 500 ألف دولار للمعدات، والمساعدة التقنية، وتمويل الشركات اللبنانية التي تصنع معدات الحماية الشخصية، والمنظّفات، وأجهزة التنفّس الصناعي، أو غيرها من العناصر ذات الصلة. ولا أريد أن أنسى التدريب السنوي الذي يقدّمه جيشنا للجهاز الطبّي في الجيش اللبناني.
• هل تنوي الولايات المتحدة خلال هذه الفترة مساعدة لبنان بالمسلتزمات الطبية فقط، أو أنها ستقدّم المساعدات المالية والإنسانية أيضاً؟
– كما شرحتُ سابقاً، نحن نقدم المساعدة لمجتمعات اللاجئين واللبنانيين الضعفاء من خلال مفوضية شؤون اللاجئين UNHCR. ولدينا أيضاً عدد من برامج المساعدة الأخرى، مثل مشروع توسيع سبل العيش والشمول المالي (LIFE)، والذي سيسمح لقرابة 5000 أسرة لبنانية بالحصول على قروض وأموال، مما يوفّر ما يقرب من مليون دولار. يعمل برنامج دعم المجتمع مع 7 شركات تدريب تقنية لتدريب وتطوير مقدّمي الرعاية الصحية المنزلية، الذين سيكون المجتمع بأمسّ الحاجة إليهم في هذا الوقت العصيب. ولا يمكنني أن أنسى برنامج QITABI، الذي يعيد تخصيص 10 ملايين دولار من التمويل لمساعدة أكثر من 50000 طالب محروم في جميع أنحاء لبنان من خلال توفير التعلّم عن بُعد وبثّ الدروس عبر الإنترنت.
• من هي الجهة التي ستتولّى تقديم هذه المساعدات، هل سيتمّ ذلك عن طريق الجيش الأميركي، أو وزارة الصحّة أو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية؟
– كما ترون من قائمة البرامج التي ذكرناها، فإنّ بعضها يتمّ بقيادة الجيش الأميركي، وبعضها برامج للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وبعضها مبادرات من إدارات ووكالات أخرى. هذا كلّه رد فعل الحكومة الأميركية بالكامل.
• هل سيؤثر موضوع «حزب الله» بأيّ طريقة على المساعدات الأميركية؟
– الولايات المتحدة الأميركية والشعب الأميركي هما أعظم من يتمتّع بالحسّ الإنساني. ونحن في هذه الأزمة معاً، ونحن نقف إلى جانب الشعب اللبناني من خلال الاستجابة إلى وباء كورونا بحسّ إنساني حقيقي، وليس من أجل تحقيق مكاسب جيوسياسية أو من أجل تمجيد ذاتنا.
• كيف ستوجّهون مساعداتكم إلى لبنان، هل ستكون من خلال وزارة الصحة اللبنانية، أو الجيش اللبناني، أو المنظمات غير الحكومية أو أي طرف آخر؟
– المساعدات المخصّصة للبنان يتمّ تقديمها إلى الجيش اللبناني، المنظمات غير الحكومية، المنفذّين المحليين، الشركات الخاصة، وأيضاً إلى المنظمات الدولية.
• كيف ستتعاملون مع اللاجئين السوريين في لبنان خلال فترة الأزمة هذه، وهل سيتمّ اقتطاع حصتهم من المساعدة المقدّمة إلى لبنان؟
– تستمرّ المساهمات الأميركية لمفوضية اللاجئين واليونيسيف في تقديم المساعدة للاجئين والمجتمعات اللبنانية المضيفة. وكما ذكرتُ سابقاً، فقد أدرجنا تمويلاً محدداً للتفاعل والاستجابة لمخاطر COVID-19.
• هل هناك مبلغ محدّد لحجم المساعدة المقدّمة إلى لبنان؟
– أعتقد أنّ مجمل المساعدة الأميركية للبنان، قبل وبعد وباء كورونا، سواء كانت إنسانية أو أمنية أو تعليمية، تساعده على الاستجابة والردّ على التحديات الكثيرة. لقد قدمنا استثماراً ودعماً ثابتاً للبنان منذ عقود. وكما يقول هاشتاغ سفارتنا #inthistogether، فنحن معاً في هذه الأزمة، وسنواصل مساعدة لبنان في هذا الوضع غير المسبوق.
المصدر: الجمهورية