الرئيسية / آخر الأخبار / هل هاتفك الذكي مقرصن؟

هل هاتفك الذكي مقرصن؟

مجلة وفاء wafaamagazine 

مع استمرار الإجراءات الوقائية عالميًا للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، يعمل مئات ملايين الأشخاص من منازلهم عبر حواسيبهم وهواتفهم الذكية. ورغم وجود عدد من التطبيقات التي تحمي الهواتف الذكية من خطر الفيروسات، إلّا أنّها عُرضة كالحواسيب لخطر القرصنة خصوصًا في فترة يتمّ فيها استخدام مفرط للهواتف الذكية.

دعت هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة “آيكان”، إلى الحذر من انتشار عمليات الاحتيال التي تستغل المخاوف المرتبطة بفيروس كورونا الجديد. وأوضحت “آيكان”، أنه، في مارس/ آذار، تم تسجيل 100 ألف موقع إلكتروني جديد على الأقل تحت أسماء نطاقات تشمل كلمات مثل “كوفيد” و”كورونا” و”فيروس”.
وتعمل آلاف عدة من هذه المواقع كأساس لحملات التصيد الإلكتروني، أو لإغراق البريد الإلكتروني برسائل عشوائية تروج لعمليات احتيال مرتبطة بـ”كوفيد-19″. وقال مدير الهيئة غوران ماربي، إن “آيكان”، المنظمة غير الربحية التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، لا يمكنها التدخل في محتوى المواقع “لكن هذا لا يعني أننا لسنا قلقين أو على علم بهذه النشاطات الاحتيالية”. وقال مدير الأمن في المنظمة، جون كرين: “كوفيد-19 فريد لأنه مسألة عالمية، والمجرمون يحاولون الاستفادة من هذا الأمر بشتى الطرق”.
وكانت المنظمة قد ذكرت، في تقرير سابق، أن هناك “ارتفاعاً هائلاً في نسبة الجرائم الإلكترونية” المرتبطة بفيروس كورونا. وخسر المستهلكون الأميركيون حوالى خمسة ملايين دولار في عمليات احتيال متعلقة بالوباء، في الأسابيع الأخيرة، وفقاً للوكالة الفدرالية لتنظيم التجارة والمنافسة.

كيف يمكن تفادي ذلك؟ غالبًا ما تحصل القرصنة دون أي علامات أو إشارات، إلّا أنّه تمكن ملاحظة بعض التفاصيل التي من شأنها دق جرس الإنذار للمستخدمين بضرورة الانتباه لخطورة موضوع القرصنة. ورغم أنّ هواتف آيفون محصّنة أكثر من باقي الهواتف الذكية ضدّ التجسّس، إلّا أنّ البرامج المطوّرة حديثًا بإمكانها اختراق أكثر الهواتف الذكيّة االمحصنة.

إليكم عددًا من الطُرق يمكن من خلالها التأكّد أنّ الهاتف مُقرصن:

استخدام غير طبيعي لباقة البيانات: غالبًا ما يعلم المستخدم عن كمّية صرفه لباقة البيانات الخاصة به، والمدّة الزمنية التي اعتادها لاستنزافها. أي نفاد سريع لتلك الباقة مؤشّر على أنّ الهاتف مُراقب عبر تطبيق تجسّس خفي. بشكل عام، تستخدم أدوات برامج التجسس الأقل جودة كمية كبيرة من البيانات لإرسال المعلومات التي تم جمعها من الهاتف الذكي. من ناحية أخرى، يتطلب برنامج التجسّس من الدرجة الأولى في السوق بيانات أقل بكثير لإرسال المعلومات التي تم جمعها من الهاتف. لذلك يكاد يكون من المستحيل معرفة ما إذا كان تطبيق تجسّس متقدم مثبتًا على شريحة هاتفٍ ما في نظرة عامة على استخدام البيانات الشهرية. لمراقبة الصرف الشهري تبعًا لكل تطبيق، على المستخدم إعادة ضبط صرف بيانات الهاتف الإجمالية وفقًا لكل تطبيق من داخل تطبيق الإعدادات الرئيسي في الهاتف.

إعادة تشغيل مفاجئة: إذا كان المستخدم يستخدم هاتفه أو كان في وضعية الاستعداد للعمل وانطفأ الهاتف وأعاد التشغيل فهذا مؤشّر واضح أنّه مقرصن. في هذه الحالة، فإن البرنامج المستخدم للتجسّس على الهاتف من الدرجة الأولى، وإعادة تشغيل الهاتف ليس الأمر الوحيد الذي يستطيع هذا البرنامج القيام به.

علامات استخدام للهاتف في وضع الاستعداد: بصرف النظر عن المكالمات والرسائل القياسية والإشعارات الأخرى التي تؤدي إلى نشاط على الهاتف الخلوي، يجب أن لا تضيء شاشة الهاتف الذكي في وضع الاستعداد (الخمول). في حال التجسّس على الهاتف، من الممكن أن تنير الشاشة من تلقاء نفسها في عدد من الأوقات بحيث إنّ تطبيق التجسّس يُجبر الهاتف على الخروج من وضع الاستعداد لتنشيط الهاتف وبالتالي الولوج للتطبيقات والبيانات. أيضًا يمكن الانتباه لقرصنة الهاتف إذا ما أصدر أي صوت غير متوقّع لجرس تنبيه أو تطبيق.

أصوات غريبة أثناء المكالمات: في السنوات الماضية، كانت الأصوات الغريبة أثناء الاتصال دليلا على رداءة الخدمة، أو ربّما بعد المستخدم عن مدى تغطية عواميد شركة الاتصالات. أمّا اليوم، ومع التطوّر الملحوظ في مجال الاتصالات، فإن الضوضاء الغريبة في الاتصالات عبر شريحة الهاتف، أو عبر بعض التطبيقات ما هي إلّا دليل واضح على قرصنة هذا الهاتف والاستماع المباشر لكافة المكالمات. بالتالي ليس من الطبيعي سماع أصوات نقر غريبة أو أصوات بعيدة تقطع المحادثات.

رسائل نصية غير متوقعة: غالبًا ما يستقبل المستخدم رسائل نصّية دعائية، لكن الرسائل النصيّة ذات المظهر الغريب مريبة ومدعاة للشك. الرسائل الغريبة هي مثلًا رسالة تحتوي على مجموعة متنوّعة من الرموز الغريبة أو تسلسلات رقمية عشوائية أو حتى أحرف أخرى مع إمكانية وجود أداة برامج تجسّس محتملة على الهاتف. عادةً، يستخدم برنامج تجسس رديء الجودة هذا النوع من “لغة التعليمات البرمجية” للتواصل مع ميزته عن بُعد. في هذه الحالة، إنها علامة على أنّ البرنامج بحاجة لنقرة من المستخدم على رابط أو الاتصال على رقم من الأرقام العشوائية داخل الرسالة النصيّة لتمكين القرصنة.

تدهور عمر البطارية: عمر البطارية من المؤشرات الواضحة على برامج التجسّس داخل الهاتف الذكي. أي انخفاض مفاجئ في أداء عمر بطارية الهاتف الذكي مدعاة للشك. يمكن في أي وقت الدخول للإعدادت الرئيسية في الهاتف والتأكّد أنّ عمر البطارية ما زال جيّدًا وبالتالي نفادها بشكل سريع مؤشّر على عملية تجسّس. ذلك يعود لمراقبة برنامج التجسّس على الهاتف جميع الأنشطة ليقوم بإرسال هذه التسجيلات إلى جهاز تابع لجهة خارجية. عندما تقوم برامج التجسّس بعمل تسجيلات بواسطة الكاميرا أو مكبر الصوت، بذلك تستنزف جزءًا كبيرًا من بطارية الهاتف، خصوصًا أن الأمر يحدث عندما يكون الهاتف في وضعية الاستعداد.
زيادة درجة حرارة البطارية في وضع الاستعداد: من الممكن أن تكون واحدة من أقل العلامات وضوحًا، ذلك لأن درجة حرارة بطارية الهاتف الذكي غالبًا ما ترتفع بحسب وتيرة استخدام التطبيقات أو عندما يتم شحنه. ومع ذلك، فإن دفء الجهاز في وضعية الاستعداد مؤشّر واضح على وجود برنامج تجسّس يرسل البيانات إلى جهاز آخر.

زيادة مدة الإغلاق: على غرار الحاسوب، والذي يُغلق دائمًا جميع العمليات النشطة بعد إيقاف تشغيله، يتبع الهاتف الخليوي نفس الروتين بالضبط. اذًا، سيغلق الهاتف الذكي جميع عملياته النشطة قبل إغلاقه تمامًا أو إعادج تشغيله. لذلك، سيستغرق الهاتف وقتًا أطول قليلاً لإغلاقه إذا كان عليه أيضًا إلغاء جميع أنشطة نقل البيانات لبرنامج التجسس. في هذه الحالة، إذا لاحظ المستخدم أنّ الهاتف يأخذ وقتًا طويلًا لإعادة تشغيله عن جديد، فإنّه مؤشّر لوجود تطبيق تجسّس عليه.

بطء في العمل: تم تجهيز أحدث الهواتف الذكية بشرائح عمل ذكية وبرامج قوية تجعل الهاتف قادرًا على تشغيل العديد من التطبيقات المختلفة في نفس الوقت وبسرعة فائقة. إذا لاحظ المستخدم أن الهاتف الذكي بدأ فجأة يُظهر علامات انخفاض كبير في السرعة والإنتاجية، فمن المحتمل أن يكون تحت تأثير برنامج تجسّس يتحكّم فيه ويراقبه عن بُعد.

المصدر: العربي الجديد