مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميّل، أن “الموازنات التي اقرت منذ 2017 الى 2020 وقد اعترضنا عليها كلها واقروا باجماع مجلس النواب هي التي خلقت الفجوة في الموازنة العامة وادت الى ثغرة في موازنة الدولة”.
وأشار الجميل، خلال مؤتمر صحفي إلى “ارقام وهمية وزائفة ومشاريع جزء منها وهمي، البواخر، وكل التجاوزات التي رأيناها في المالية العامة موجودة في قوانين الموازنات التي اقرت في المرحلة الماضية”، لافتا الى ان “كل الارقام كانت خاطئة ما تسبب بعجز وباتت الدولة بحاجة لمزيد من الديون والاموال لأنها كانت تصرف هذه الأموال”.
وقال: “الشعب وضع أمواله في المصرف الذي ديّن الدولة بشكل مباشر أو وضع الأموال في مصرف لبنان الذي ديّن بدوره أموال المودعين”. وأضاف: “ذهبت اموال المودعين لتمويل كل الاخطاء والارقام الوهمية واليوم اللبنانيون غير قادرين على سحب اموالهم، لأن الدولة صرفتها على تمويل المشاريع والموازنات الوهمية”.
وسأل: “كيف وصلنا الى مكان لم يعد هناك دولار في البلد؟، والدولة تصرف اكثر بكثير من امكانياتها ومن المسؤول؟، وكيف وصلنا الى مكان تم استعمال اموال المودعين؟”. وأكد أن “كل ما نراه اليوم من مساعدات تقدمها الدولة هي من أموال المودعين”.
وشدد الجميّل على أن “المسؤولية الاولى والأكبر هي على السلطة”، مشيرًا إلى أن “كل السلطة السياسية وسلطة التسوية التي جمعت كل الاحزاب مسؤولة بالدرجة الاولى، لانها تعرف وضع وامكانيات الدولة ورغم ذلك اقرت الموازنات الكارثية واكملت كأننا في سويسرا”.
وقال إن “المسؤولية الثانية هي على حزب الله لأن السيولة التي كانت تدخل الى لبنان توقفت بمجرد أن حزب الله وضع يده على الدولة ودخل بحالة عداء مع كل الناس فلم يعد احد يتجرأ على وضع المال في لبنان تحت اطار سلطة يسيطر عليها حزب الله”. وأضاف: “تم عزل لبنان عربيا ودوليا بسبب هيمنة حزب الله وتصرفاته على صعيد المنطقة والعالم”.
ولفت إلى أن “المسؤولية الثالثة على مصرف لبنان، لأنه كان يعرف أن الدولة تصرف من أموال المودعين وهي مفلسة، رغم ذلك استمر في استعمال أموال المودعين ليمول عجز الدولة وفسادها”.
واعتبر أن “المصرفي يجب أن يتصرف كأب صالح وهذا ما لم يحصل، مصرف لبنان كان يجب أن يضع الدولة امام مسؤولياتها، وان يقول لها انه لا يمكن السماح باستخدام أموال الناس لفسادها”. ورأى إلى أن “مصرف لبنان اعطى الدولة الاموال من دون شروط، وهذه الاموال لم تكن أمواله بل اموال الناس”.
وتوجه الجميّل إلى المواطنين، قائلا: “انطلاقا من توصيف الواقع والمسؤوليات المحددة، لا تسمحوا لاحد بأن يكذب عليكم”. وأشار الى ان “هناك فريق حكم البلد خلال الفترة السابقة وعليه تحمل مسؤولية المكان الذي وصل اليه البلد ولا يجب ان يوهمكم انه ضد المس بأموال المودعين والهيركات، هذا كله وهم لأنه اليوم يتم المس بأموال المودعين”.
الجميل الذي اعتبر أن “هناك ضرورة اليوم لاجراء انتخابات نيابية مبكرة لتشكيل حكومة جديدة نابعة عن ارادة اللبنانيين ومسلحة بالشرعية، ولكي تأخذ قرارات جذرية واساسية وتنقل البلد الى مكان اخر”، دعا إلى “وقف كل صرف لا حاجة له واختصاره على مساعدة الناس للصمود في هذا الوضع، والبدء باصلاح الادارة من الوظائف، الى كهرباء لبنان والاموال المنهوبة، ويجب ان نكون جديين”، مطالبًا بـ”تكليف شركة تدقيق دولية لتتبع كل المشاريع واسترداد الاموال”.
وقال: “كل اصحاب النفوذ والذين يجب ان يخضعوا للهيركات هربوا اموالهم من لبنان، اذاً على من سيطبقون الهيركات؟ هل على من لم يتمكن من تهريب امواله ومن دون كابيتال كونترول”.
واضاف: “على حزب الله رفع وصايته عن الدولة وتشكيل حكومة مستقلة تتعاطى مع المجتمع الدولي”، لافتًا إلى أن “هناك مسؤولية كبيرة على حزب الله ليترك البلد يقف على رجليه”.
وشدد على “ضورة اعادة تحصين القطاع المصرفي في لبنان، لان البلد لا يقوم من دون قطاع مصرفي، مع محاسبة المصارف والمسؤولين في مصرف لبنان من الحاكم نزولا على ما حصل في الفترة الماضية”.
ورأى أنّ “هذا التحصين يجب وضع خطة له لحماية القطاع المصرفي والقطاع الخاص”.
وأعلن أنّ “هذه الاجراءات التي يعتبرها البعض خيالية يجب ان نحوّلها الى حقيقة لانقاذ الشعب اللبناني”.
وأكّد “أننا لا نملك ترفا الا للقيام بالمستحيل لخلاص البلد اما المستحيل نحوله لحقيقة لحماية الناس والا فالافلاس لن يوفر احداً القرار يجب ان يكون عند الشعب اللبناني عبر الانتخابات النيابية”.
وختم: “في هذا الظرف لا مكان للحسابات السياسية الضيقة، الوقت اليوم لكي نرى كيف ننقذ السفينة التي تغرق وكل ما عدا ذلك هو تضييع للوقت وسيؤدي الى ازمات اكبر من التي نعيشها”.