مجلة وفاء wafaamagazine
أعلنت وحدة النقابات والعمال في “حزب الله” في بيان، أن الحزب “في لبنان يتقدم من عمال لبنان والعالمين العربي والاسلامي والعمال والشعوب المستضعفة في العالم بأحر التهاني والتبريكات بعيد العمال العالمي، وحلول شهر رمضان المبارك”، متمنيا أن “يكون العام 2020 عام الخلاص والنجاة، وينشر رحمته على كامل هذه البسيطة، ويزيل أنواع الهموم والبلاءات والتحديات التي تواجه البشرية”.
ورأى أن “عيد العمال العالمي مناسبة لائقة في كل عام لخطاب وجداني يحاكي آمال والآم العمال، لكن أحداث هذا العام تفرض إلى جانب ذلك خطابا أكثر مسؤولية، وأشد تعبيرا عن الالتزام بالقيم الانسانية للعمل والانتاج، قيم كان التفريط ببعضها سببا لنشوء الازمات والكوارث التي يعيشها عالم الظالمين والمترفين اليوم”.
ورأى أن “عمال العالم اليوم، وبالأخص عمال لبنان، عليهم أن يدركوا أن ظلم الطغاة، وأنطمة الطغيان السياسي والاقتصادي، والانحرافات الثقافية لأنظمة الطغيان هذه، هي المسؤولة عن هذه المآسي التي تعيشها البشرية في حياتها ومتطلبات عيشها، وفي صحتها وأمنها وأمانها، حيث تساوت كل الشعوب في المآسي. لقد أسقط فيروس صغير كل أشكال التمايز، وأسقط كل أشكال الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفلسفاتها، وفضح هشاشتها، ودمر أعمدة ظلمها، وحطم قيمها المزورة، ولم يبق للحياة غير قيمة العمل الصالح، المطيح بأنظمة الطغيان والفساد، لصالح نظام العدالة والتزام الحقوق واحترام النوع الانساني. وهذا ما نحتاجه اليوم بالذات للخلاص في لبنان”.
أضاف: “جميعنا اليوم يحصد نتائج تجربة نظام سياس واقتصادي عمره نحو 30 عاما. ألحق لبنان بأنظمة الظلم العالمي، وخضع للإملاءات الخارجية، وأنتج طبقة سلطوية فاسدة، غيبت مفهوم الدولة لصالح الأشخاص المتسلطين، الذين ربطوا مصالحهم الشخصية بمصالح الطغيان العالمي الاميركي في لبنان، أشخاص غيبوا منطق الدولة لصالح التسلط. وغيبوا منطق السيادة الوطنية لصالح رهن الوطن لسيادة الاميركي، وغيبوا قيمة الليرة اللبنانية لصالح الحكم الكلي للدولار، أشخاص متسلطون سياسيون واقتصاديون ومواقع نقد ومال، شكلوا منظومة فساد متآزرة، رسخت مثالبها في مفاصل البلد، السياسية والاعلامية والقضائية وغيرها من أدوات الحماية المجتمعية والمذهبية، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، من ترد سياسي واقتصادي، وشبه استعصاء للفساد، ومستوى عال من الخطورة، وتهديد لكينونة الوطن”.
وتابع: “بارقة الأمل موجودة، وفي الأفق المعتم ثغرة ضوء، لا بد لعمال لبنان ونقابييه، أن يلاقوها بنظرة الامل وقوة الارادة. نعم هناك في لبنان حكومة بإمكانها أن تعمل ومطلوب منها أن تعمل لتكون حكومة وطن تنقذه من سلطة الفاسدين المتسلطين، وستنجح كما نجحت في مواجهة الكورونا، فلا يصح أن يبقى لبنان محتلا من الخارج بفساد بعض الداخل.
وأكد أن “عمال لبنان كل لبنان بمختلف قطاعاته وميادينه قدرة أساس في استنقاذ الوطن، وهم إن حضروا في الساحات بوعيهم الوطني، في هذه المرحلة الصعبة، سينقذون وطنهم من يد عتاة الفساد”.
وتوجه إلى عمال لبنان بالقول: “الفساد في لبنان هو المسؤول عن مآسينا الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، والتصدي له أوجب الواجبات اليوم، لا باب غير باب قطع يد الفساد يفتح على الحلول لأزماتنا المعيشية، سلطة الفاسدين يجب أن تزول من كل المواقع، وسلطة الدولار المتلاعبة بلقمة العيش ستزول بتبعية زوال سلطة الفاسدين. ليكن عمال لبنان اليوم وحركتهم النقابية وحدة واحدة مقاومة لاستنقاذ لبنان من مخالب الفساد، وليشكلوا الرافعة التاريخية لوطنهم، ولهويتهم الوطنية، وليخرجوا من واقع تهميش دورهم، إلى قلب تفعيل قدرتهم، فبهم تدور عجلة الحياة النظيفة الخالية من كل فساد في لبنان”.