مجلة وفاء wafaamagazine
د. ليلى شمس الدين
مع كل دقيقة اقتربت من الخامسة بعد ظهر أمس الأحد تسارعت دقّات قلبي وبشدّة .. تُرى ماذا سيرشح من قرارات؟ وماذا سيعلن رئيس حكومتنا في هذه الفترة الخانقة التي نعيش؟
فجأة زفّ الخبر .. باختصار دخلنا المرحلة الأدق والأصعب .. مرحلة تحميل وتحمّل المسؤوليات .. لن أدخل هنا فيما كان ينبغي أن يكون وماذا كان .. لكن المفارقة الحاصلة أنّ القرارات التي تُليَت البارحة كزخ المطر حملت أولوية حماية حياة الناس التي هي أغلى ما يُمكن وأغلى ما يكون ..
وقبل أن تنقضي الساعة .. انجلت الصورة … كي لا ندخل في القيل والقال .. سأسرّ لكم ما قالته لي العرّافة البارحة عبر بلورتها المستديرة المضاءة بألوان لم أعرف كنهها ولم أدرك تفاصيل أنوارها ..
قالت لي العرّافة بهدوئها المعتاد .. اسمعي يا ابنتي فالأيام والأسابيع القادمة ستحمل معها مفاجآت ومفاجآت .. العيد سيأتي هذا العام محمّلاً بالأرقام .. سيتسارع عدّاد الاحتساب في كل اتجاه ومن كل حدب وصوب ..
اسمعيني جيّداً يا ابنتي .. نصيحتي أن لا تحلموا كثيراً .. لا تتناسوا أنّنا في زمن الكورونا .. الزمن الذي لن ينته قريباً إلاّ بإذن الواحد الأحد .. الزمن الذي يوجب تبديل أنماط الحياة والبحث عن أحلام جديدة .. الزمن الذي يستوجب الكثير من الوعي والحكمة .. الزمن الذي يفرض تعديل الخطط والمشاريع وربما يُلزم خفض سقف الطموحات ..
في زمن العرّافون والعرّافات بامتياز .. لم تخبرني عرّافتي بأي اتجاه ستتصاعد هذه الأرقام .. وعندما سألتها وألححت بسؤالي .. صمتت ونظرت إلي نظرة عميقة وهي تغادرني وكأنّها تقول لي “أنتم من ستلقون بأيديكم إلى التهلكة .. انتبهوا وتنبّهوا” …
باحثة في الأنثروبولوجيا والإعلام.