الأربعاء 19 حزيران 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
تعتبر التغيرات المناخية الحاصلة في عصرنا هذا من القضايا الأساسية والحساسة التي تواجهنا اليوم والتي ترافقت معها تغيرات جذرية في أنماط الطقس المعتادة والتي بدورها باتت تهدد طبيعة الحياة برمتها على سطح كوكبنا.
إن ارتفاع منسوب مياه المحيطات الآخذ بالتزايد والناتج عن كم الإنبعاثات الهائلة للغازات المولدة بدورها الإحتباس الحراري في غلافنا الجوي والذي جاء أيضا بتزايد أخطار الأعاصير والفيضانات المدمرة التي تجوب مساحة الكوكب .
إن ما نواجهه من أخطار محدقة لفت بقوة نظر علماء وخبراء المناخ فباتوا بدورهم يحذرون على مدار الوقت من مواجهة حتمية خطيرة وقاتلة مع الطبيعة إذا ما استمر هذا التمادي في تسميم البيئة الحاضنة للحياة وكافة الكائنات الحية أو أي منتج متصل بالنسيج العضوي .
إن تغير المناخ حقيقة واقعة ، وإن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيس في ذلك حسب التقرير الخامس للفريق الحكومي الدولي للأمم المتحدة عام 2013 ولبنان اليوم أصبح في دائرة التقلبات المناخية وإن الذي حدث مؤخرا من غزارة الأمطار وسرعة الرياح والعواصف الرعدية وتساقط البرد العنيف الذي اتلف المحاصيل الزراعية ، ومنها موسم الفاكهة والخضار في قضاء بشري شكل كارثة على المزارعين بعد اتلاف محاصيلهم الموسمية وباتوا بالعراء أمام هذه الكارثة ومعاناتها مع عوائلهم وأطفالهم .
والسؤال هنا هل يوجد في ادراج الدولة خطط أو مشاريع مدروسة لمواجهة هذا القادم الشرس للحد من اثاره المدمرة أو التقليل والحد الممكن من خسائره المحتملة
لنقل مثلاً إعتماد مبدأ التعويض على المزارعين أو إيجاد سبل حماية قدر الإمكان على مساحة الوطن
تابعنا ( مجلة وفاء wafaamagazine ) هذا التحقيق الخاص مع المزارع سليم لظم حيث اطلعنا على بعض التفاصيل المتعلقة بمنطقة بشري والجوار قائلا :
ما حصل هذه السنة من تساقط ” حبات البرد ” كان بمثابة كارثة حلت علينا ، لأن هذه المنطقة هي منطقة زراعية ، والزراعة هي المصدر الأساسي للرزق لدى الأغلبية ، حيث أن قلة ممن يعملون في قطاع اخر .
للسنة السادسة على التوالي ونحن نعاني من مشاكل منها تتعلق في تصريف المحصول ، منها التسعيرة المتدنية لصندوق التفاح ، مضاربة السوق المحلي بفاكهة مستوردة ( التفاح ، الإجاص ) بشكل دائم ، ونحن ككل طبيعة لبنان تعتبر ” بشري ” هي المصدر الأساسي لمواسم التفاح والإجاص ، الكرز ، المشمش ، الخوخ الكيوي ، الخرمة ، الدراق … ومن المواسم المهمة أيضاً موسم الجوز جميعها محاصيل لمواسم للأسف لا نستطيع تصريفها وبيعها والحصول على الإيرادات المرتجاة منها
منذ حوالي السنتين قمنا ببيع وتصريف المحصول بالدين ، ولكن وللأسف لغاية اليوم لم نستحصل على حقنا من إيرادات البيع تلك
تابع لظم :
هذه السنة وهذا الموسم بالتحديد وخاصة موسم التفاح ، المنطقة هنا تنتج ما يفوق المليون صندوق من التفاح سنويا ، هذه السنة اتلف المحصول بأكمله نتيجة ” تساقط حبات البرد ” في شهر حزيران وما حصل يعد خارج المألوف في طبيعة المنطقة ، وبالطبع هذا الحدث شكل خسارة كبيرة بل ضررًا أكبر لا يستطيع المزارع وحده أن يتحمل هذا العبء ، فهو إلى جانب خسارته للموسم ومصدر رزقه يتوجب عليه أيضا متابعة البساتين والعناية بها ( رش مبيدات ، تغذية الشجر ومعالجتها ) وهذه زيادة في المصاريف وتراكم في الديون لعدم توفر العائدات علينا
أضاف : نواب المنطقة ( ستريدا جعجع ، جوزيف اسحاق ) مشكورين قاموا بمبادرة حيث ناشدوا رئيس الحكومة سعد الحريري وأيضا الهيئة العليا للإغاثة ، حيث طالبوا بمسح الأضرار وتقديم التعويضات للمزارعين المتضررين في منطقة بشري والبلدات المجاورة وهي ( حدشيت ، بقرقاشا ، بقاعكفرا ، بزعون ، حصرون ، وادي قاديشا ) أيضا الشيخ وليم الطوق مشكور حيث قام بجولة تفقدية للمنطقة ووعد بالسعي والمتابعة مع المعنيين وتقديم التعويضات للمزارعين
وأيضاً سيدتي منذ حوالي السنتين سعى النائبان ( ستريدا جعجع ، ايلي كيروز ) ، للتعويض بمبلغ قدره 5000 ليرة لبنانية عن كل صندوق تفاح وهذا حصل منذ العام 2017 وتمت الموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء حيث تم التعويض على كل مزارع بمبلغ 2750 ليرة لبنانية ، وباقي المبلغ بالطبع تم توزيعه على كافة المزارعين في لبنان
وختم لظم كلامه حيث ناشد الدولة اللبنانية بتقديم تعويضات ودعم كامل للمزارعين لأن ما حصل في ” بشري ” هذا الموسم يعتبره بمثابة نكبة على جميع مزارعي المنطقة
كما دعا إلى التحرك السريع وإلى استحداث حلول لإستمرارية البقاء في العمل في الزراعة ، لأنه وبحسب قوله : ( أصبحت لدى الأغلبية فكرة ترك العمل في الزراعة والنزوح إلى المدينة بغية الحصول على مصدر رزق نعتاش منه لأن وضعنا هذا بمثابة زلزال فهذه السنة هي السنة السادسة على التوالي من المعاناة إن في تصريف الموسم وإن في كساد المحصول وبتنا غارقين في الدين )
أخيراً ناشد وتمنى أخذ المبادرات والخطوات الجدية بهذا الخصوص من قبل المعنيين لمراعاة وضع المزارع في لبنان بشكل خاص ، وإعطاء الأولوية المستحقة لقطاع الزراعة بشكل عام ..