مجلة وفاء wafaamagazine
زار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد نصرالله والمسؤول عن حركة “أمل” في البقاع الغربي هادي الحرشي والشيخ حسن أسعد، منفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي في جب جنين، حيث كان في استقبالهم المنفذ العام للبقاع الغربي نضال منعم وأعضاء هيئة المنفذية.
وبعد اجتماع للبحث في التطورات، أصدر المجتمعون بيانا قالوا فيه: “بعد فشل محاولات إخضاع لبنان بالوسائل العسكرية بدءا بالغزوات العسكرية المتكررة للجنوب وصولا الى حرب تموز 2006، بدأت محاولات إخضاع لبنان بوسائل غير عسكرية، كان آخرها الحصار المالي والاقتصادي ومحاولة تجويع اللبنانيين، في محاولة لدفعهم إلى التخلي عن ورقة قوتهم الأساسية، أي سلاح المقاومة، شدد المجتمعون على ضرورة التمسك بالمعادلة الذهبية المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة لأنها المعادلة التي حمت لبنان وكانت سببا في تحقيقه انتصارات عديدة، وتشكل معادلة ردع تمنع العدو من استهداف لبنان بأي عدوان جديد، وعلى أن سلاح المقاومة فخرنا وعزنا وشرفنا، ولن نتخلى عنه ما دام في عروقنا دماء، وما دام العدو يتهددنا في كل يوم”.
أضاف البيان: “زمن الهزائم ولى وبدأ زمن الانتصارات، ولكن الانتصار في حاجة الى الكثير من الصبر والإرادة والتصميم على تحمل الصعاب لتخطي هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة. هناك ضرورة لتحصين البيئة المستهدفة بالحصار بشكل خاص وتأمين كل عناصر الصمود لها”.
وتابع: “توقف المجتمعون عند إشكالية انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وطالبوا المعنيين بالتشدد في ضبط هذا الموضوع ومنع أي كان من التلاعب بسعر صرف الدولار، لما لذلك من تداعيات خطيرة على لقمة عيش المواطن وعلى استمرارية الكثير من الشركات الخاصة التي قد تضطر للتوقف عن العمل وصرف العاملين لديها مما يزيد الأوضاع سوءا. وشددوا على ضرورة معالجة إشكالية سداد قروض الأفراد والشركات الخاصة على مختلف أنواعها، مع الأخذ في الاعتبار توحيد سعر صرف الدولار على السعر الرسمي لتمكين الدائنين من سداد قروضهم. وشدد المجتمعون على ضرورة عدم توفير أي جهد لتعزيز السلم الأهلي وحمايته في مواجهة كل المخططات الخبيثة التي تهدف إلى زرع الفتن المذهبية والطائفية من أجل ضرب المجتمع وإضعافه وتحويله الى كيان ضعيف وغير قابل للاستمرار والصمود، واستنكروا التدخل السافر للسفيرة الأميركية بالشؤون الداخلية وتوجيهها الرسائل المباشرة وغير المباشرة يمينا ويسارا، متخطية الأعراف الديبلوماسية المتبعة بين الدول ذات السيادة”.
وقال: “رأى المجتمعون أن المخططين لصفقة القرن ما زالوا مصممين على وضعها موضع التنفيذ، في محاولة لوضع ما تبقى من أرض فلسطين تحت سيطرة الاحتلال ومنع عودة أصحاب الأرض الى أرضهم، تمهيدا لتوطينهم في أماكن تواجدهم. وشددوا على أن فلسطين ستبقى القضية المركزية، وصفقة القرن لن تمر ما دام هناك من يؤمن بنهج الصراع والنضال والمقاومة. ولفتوا إلى أن قانون قيصر وتشديد الحصار على سوريا يأتي استكمالا للحرب الكونية التي شنت عليها من أجل إضعافها وإخضاعها، وذلك بسبب دورها المفصلي والكبير في دعم قوى المقاومة وتحقيق الانتصارات التي تحققت. وكما انتصرت سوريا على الإرهاب ستنتصر على الحصار والعقوبات. وإحدى وسائل خروج لبنان مما يعانيه اقتصاديا هي الانفتاح شرقا وتجديد علاقات التعاون والتنسيق التجاري والاقتصادي مع سوريا لأنها الرئة التي من خلالها يستطيع لبنان أن يتنفس وينتعش، لذلك التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية ضروري وملح من أجل وضع أسس التنسيق في مختلف المواضيع التي تهم البلدين”.
وختم البيان: “النظام الطائفي هو السبب الأساسي للكثير من الويلات التي يعاني منها لبنان، والدولة المدنية هي الحل الوحيد والأكيد للخروج من هذه الويلات. لنا ملء الثقة بأن الانتصار آت وأن الصبر والصمود والتماسك والتضافر والمواجهة الطريق الأمثل لتحقيق هذا الانتصار”.
استقبالات
من جهة أخرى، رأى نصرالله، خلال استقباله وفودا من البقاع الغربي وراشيا في مكتبه في سحمر، أن “ما يحصل ليس صدفة بل هو تراكم لخطة وضعت، بدأت برفع سعر الفائدة على الدولار فجمعت دولارات الوطن في المصارف، والخطوة الثانية كانت إخراج الدولار من لبنان، والخطوة الثالثة تعديل التصنيف الائتماني للبنان بما منعه من الاستمرار في سياسة الاقتراض من أجل الإنفاق، فبدأ الحصار الاقتصادي المالي، وبدأنا نعاني من شح العملة الأجنبية التي عرقلت الحياة الاقتصادية، ولا سيما مع إغلاق المصارف أبوابها أمام المودعين لإخراج ودائعهم بنية إنزال الشعب إلى الشارع، اعتراضا على ما يجري لجر ممثلي الشعب اللبناني إلى طاولة المفاوضات بشرط أن يطبق خريطة الطريق الأميركية التي تعبر عنها بشكل شبه يومي السفيرة، وعبرت عنها الولايات المتحدة الأميركية بلسان بومبيو وغير مسؤول من الإدارة الأميركية، أن تعالوا إلى الطاولة لكن أحضروا معكم سلاحكم الذي يعبر عن كرامتكم وعزتكم واستقلالكم الحقيقي، ونحن نقول إن هذا الأمر لن يكون، لذلك مطلوب منا المواجهة في هذه الحرب الناعمة مع أدواتها الاقتصادية والتي نحن واثقون بأننا سنفوز بها، بصبرنا وصمودنا وحسن أدائنا”.
وقال: “هناك إجراءات حكومية يجب أن تواكب هذه المرحلة، لتأمين أقصى ما يساعد المواطن في الصمود، من توفير المواد الغذائية والأدوية وغيرها، وكذلك اتخاذ قرارات شجاعة لتوفير هذه الحاجات من الأسواق التي نحصل عليها”.
أضاف: “علينا الخروج من نظرية التعاطي حكما مع من يضع علينا شروطا ولا يقدم أي تقديمات، في الوقت الذي هناك في العالم من يقدم لنا تقديمات ولا يضع علينا شروطا. علينا الذهاب إلى مصلحتنا، ويجب تكون المصلحة العليا هي المؤشر الوحيد الذي نتعاطى وفقه مع دول العالم”.
ورأى أن “الوضع الصعب لن يطول، وفي نهاية المطاف سنكون الرابحين في هذه المعركة كما ربحنا المعارك السابقة. أريد للبنان أن يخوض هذه المعركة الاقتصادية، وبعد أن فشلوا في إسقاطه وإسقاط مقاومته عسكريا وأمنيا لجأوا إلى السلاح الاقتصادي لإسقاطنا، ولن نسقط إن شاء الله”.
الوكالة الوطنية