الرئيسية / سياسة / زغيب: لا يكفي دعوة الناس للزراعة من دون خطة متكاملة والاتجاه الى الشرق يمر بسوريا ايضا

زغيب: لا يكفي دعوة الناس للزراعة من دون خطة متكاملة والاتجاه الى الشرق يمر بسوريا ايضا

مجلة وفاء wafaamagazine

رأى المفتي الشيخ عباس زغيب في بيان، أن “الدعوة للعودة والتوجه نحو الزراعة هي خطوة مهمة، ولكن لا بد أن يكون هناك خطة متكاملة”، وقال: “لا يكفي أن ندعو الناس إلى زراعة أرضها من دون أي خطة تساعدهم، فالزراعة بحاجة الى تأمين مياه للري بكلفة قليلة ومبيدات لحماية المحاصيل وبذور وشتول بأسعار مقبولة. عدا عن الحاجة الى تأمين سوق لتصريف الانتاج، وإذا لم تتوافر كل هذه الأمور يكون كلاما بلا فائدة”.

وأشار الى أن “مناطق سهل البقاع وعكار كانت تعتمد على الزراعة انما للأسف الشديد، أدى فقدان الخطط والحماية من الدولة الى أن تهمل الناس ارضها”، وقال: “من تسلم وزارات الصناعة والزراعة في الحكومات الاخيرة المتعاقبة، ولم يطلق أي خطة لتعزيز هذه القطاعات فإنه يتحمل مسؤولية كبيرة، وكلنا يعرف من كان في هذه الوزارات ولأي خط سياسي ينتمي”.

وشدد على ضرورة “تهيئة معامل تستلم المحاصيل الزراعية مثل كونسروة”، وقال: “في كثير من الاحيان يتم استيراد منتجات زراعية تنافس الوطنية مثل البطاطا المصرية، ما ينعكس سلبا على القطاع”.

أضاف: “من يتحدث بموضوع الزراعة فعليه وضع خطة كاملة متكاملة، وإذا تحدثنا عن ايران فلديها اكتفاء ذاتي ودعم حكومي للمزارع على كافة الصعد، وهناك النموذج السوري حيث تعاني الدولة جراء حرب مستمرة منذ سنوات ولا يزال المنتج الزراعي محميا والمزارع محميا والدولة تؤمن حاجاته الاساسية”، وقال: “مجرد الكلام لا يكفي، فالمقاومة تعني وجوب تأمين قطاع زراعي كامل متكامل”.

وعن زيارة الوفد العراقي، قال زغيب: “إذا توافرت النوايا الجدية في هذا المضمار يمكن ان تترتب عليه ثمار ايجابية خاصة على صعيد التبادل التجاري الذي تحدثوا عنه. وفي ما يخص اللواء عباس ابراهيم، فهو صاحب الايادي البيضاء في مجالات عديدة وعلى صعيد الاستحقاقات الكثيرة، فهو يبادر دائما الى حل الازمة لانه وطني يشعر بانتمائه الى بلده ولا بلد آخر له. علينا السعي والعمل للحفاظ على هذا البلد لان الانسان بلا وطن هو بلا هوية، ونحن نضع دائما اللوم على الخارج فيما المشكلة ليست دائما على الخارج والعدو من الطبيعي ان يحاربنا على كل الصعد”.

أضاف: “مشكلتنا أننا دائما نشعر بالضعف ولا نثق بأنفسنا وبقدرتنا على البناء، والزعماء في لبنان يشعرون بأنهم في حاجة الى وصاية من الخارج لانهم سفهاء، والسفيه لا بد ان يكون عليه وصي لأنه عاجز عن تسيير أموره بنفسه فكيف يمكنه ادارة البلد؟ وهنا لا بد أن نسأل: ماذا حصل بالمال المنهوب ولماذا غياب المحاسبة؟ ان التوجه الى الشرق وحده لا يكفي فإذا لم يكن هناك تحصين للداخل لا ينفع التوجه شرقا ولا غربا. المطلب الاساسي هو وضع حد للذين نهبوا وسرقوا البلاد، والمشكلة ليست بأن نأتي بالموارد بل بأن نحميها، ولو كان هم الزعماء حماية لبنان وبناء الدولة لكانوا اكتفوا برواتبهم ولكان لبنان من أغنى الدول في العالم، انما هناك زعماء همهم النهب وإيصال أشخاص محسوبين عليهم”.

واشار الى ان “الاداء الحكومي عليه علامات إستفهام كبيرة جدا، ولو طبقنا مقولة عدو عدوي صديقي وصديق صديقي صديقي لكانت هناك مشكلة كبيرة على مستوى الانتماء الوطني، وللأسف الشديد ورغم السيئات التي كانت في الحكومة السابقة لم يستطع (الرئيس سعد) الحريري وحكومته أن يخرجوا من موضوع مثل الكهرباء واستمروا في الاستفادة مما تقدمه سوريا في هذا المجال”.

وختم: “من المؤسف أن تلتزم الحكومة المسماة حكومة مقاومة، بقانون قيصر فنحن بحاجة الى فتح علاقات شجاعة مع سوريا لأننا نعتبرها الرئة التي يتنفس من خلالها لبنان، ليس على مستوى الكهرباء فقط بل هي الممر الوحيد لتصريف الانتاج الزراعي او الصناعي مستقبلا الى الخارج بأقل التكاليف. ان الاتجاه الى الشرق يمر بسوريا ايضا”.