مجلة وفاء wafaamagazine
على وقع تقرير استخباراتي اردني وصل الى بيروت محذرا من عودة «الخلايا» التكفيرية الى التحرك وسط عدم مبالاة اميركية، تدشن الولايات المتحدة جولة جديدة من المواجهة المفتوحة مع حزب الله من خلال اعتماد استراتيجية التراجع خطوة الى الخلف، والتقدم «تكتيكيا» عبر محاولة اختراق «الحكومة»، والدفع «باصدقائها» اللبنانيين الى الواجهة، مع توجه لاعطاء زخم لنظرية «الحياد» التي اطلقها البطريرك بشارة الراعي من خلال حلفائها ومحاولة تسوقيها في الداخل والخارج لوضع الحزب تحت «الضغط»، المتوقع ان تبلغ «ذروته» الشهر المقبل حيث يريد الاميركيون الاستثمار في قرار المحكمة الدولية، وممارسة عملية ابتزاز لتعديل مهام قوات اليونفيل.
وفي هذا السياق، يشير التقويم الاولي لما حصل خلال الايام القليلة الماضية، ان الولايات المتحدة الاميركية تراجعت «تكتيكيا» وليس استراتيجيا في المواجهة المفتوحة مع حزب الله، بعدما انزلق المسؤولون الاميركيون، وفي مقدمتهم السفيرة دوروثي شيا، الى مواجهة اعلامية مباشرة مع السيد حسن نصرالله، بعدما نجح الاخير في استدراج الدبلوماسيين الاميركيين الى معركة يجيدها وخبرها خلال سنوات المواجهة مع الاسرائيليين، فاقتضى هذا «الانزلاق» مراجعة جدية للاداء وليس للسياسات التي لا تزال تدور في اطار محاصرة الحزب وخنقه اقتصاديا وسياسيا، لكن هذه المرة من خلال الانسحاب مجددا الى «كواليس» «المسرح»، وعدم لعب دور البطولة الذي ثبت فشله منذ «العرض الاول»…
تعديل في «السلوك»
ووفقا لاوساط دبلوماسية، عدلت الخارجية الاميركية من سلوكها اللبناني، وتبنت اقتراحا تقدم به مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر، ويقوم على محاولة توسيع «الهوة» بين حزب الله وشركائه في الحكومة، بعدما تبين ان استعداء رئيس الحكومة حسان دياب، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ادى الى التصاقهما اكثر بالحزب، فجاءت النصيحة من بعض «الاصدقاء» اللبنانيين على صيغة سؤال، لماذا تستعدون دياب؟ وهل جربتم الانفتاح عليه؟ ليس لدى الرجل ما يخسره، لكن حصاره سياسية واقتصاديا سيدفعه حتما الى «احضان» حزب الله الداعم الجدي والحقيقي للحكومة، بعدما تبين ان كل المشاركين فيها يريدون اسقاطها.. ومن هنا تحركت شيا، فالتقت بري ودياب، وتنتظر الخارجية منها تقويما مفصلا حول مدى نجاح احداث خرق من داخل الحكومة عبر التقرب من حلفاء الحزب القلقين من تداعيات اي عقوبات اميركية …
دعم اميركي لنظرية «الحياد»
ووفقا للمعلومات، تعمل السفارة الاميركية في بيروت على خط «اصدقائها» لدعم مبادرة البطريرك بشارة الراعي حول «حياد» لبنان، لاعطائها الزخم السياسي اللازم وتحويلها الى «وثيقة» تحرج حزب الله داخليا، وقد بدا «الحج» الى البطريركية الاسبوع الماضي بزيارة الرئيس سعد الحريري، وفؤاد السنيورة، وتبعه بالامس وفد القوات اللبنانية، حيث اعتذر الدكتور سمير جعجع عن الحضور لدواع امنية، وكذلك دخل النائب السابق وليد جنبلاط على الخط بالامس في تغريدة اشاد فيها بموقف الراعي داعيا بالحد الادنى الى «الحياد الايجابي»…
شيا تعود «للتحريض»
ووفقا للمعلومات، طرحت السفيرة الاميركية دوروثي شيا صراحة تأييد بلادها لنظرية حياد لبنان، واكدت ان واشنطن ستقوم بما هو مطلوب منها «ضغوط» مع الدول الاوربية والاقليمية لتعزيز فكرة الحياد، لكن نجاح الامر مرتبط برايها بمدى تجاوب حزب الله مع الامر، ولفتت الى انها مهمة منوطة بالافرقاء السياسيين اللبنانيين المطلوب منهم الكثير في هذا السياق. في المقابل، التقى وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، وفدا من كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد، وقدم الوفد الى حتي عريضة تعترض على سلوك السفيرة الاميركية دوروثي شيا لتدخلها في الشؤون اللبنانية.
المحكمة الدولية… «واليونيفيل»؟
ووفقا لاوساط دبلوماسية، ثمة ملفان شديدا الحساسية ستعمل واشنطن على استغلالهما لزيادة منسوب الضغط على حزب الله، الاول «ورقة» المحكمة الدولية التي تستعد للنطق بالحكم في اغتيال الشهيد رفيق الحريري في السابع من آب المقبل، والاتجاه لادانة عناصر من الحزب بتنفيذ العملية، والملف الثاني مرتبط بالتمديد لقوات اليونيفيل، حيث لا تزال واشنطن مصرة على ادخال تعديلات جوهرية على مهمة هذه القوات بما يهدد بتوتير علاقتها مع «الجنوبيين» والمقاومة، وقد نقلت قناة «العربية» السعودية عن مسؤول في الخارجية الاميركية تأكيده ان بلاده لن تقبل بتمديد «آلي» لمهمة «القبعات الزرقاء»، وتريد تعديل مهامها، ملمحا الى التوجه نحو تخفيض الدعم المالي الاميركي اذا ما اصرت الدول المشاركة بعديد هذه القوات الى الابقاء على المهمة كما هي عند التصويت على التجديد في 31 آب المقبل..
الديار