مجلة وفاء wafaamagazine
أكد عضو لجنة الصحة النيابية، النائب بلال عبد الله، في حديث لـ”النشرة”، أن “الوضع الصحي في لبنان خطير جدا نتيجة إنتشار فيروس كورونا وتسجيل أعداد مرتفعة من الإصابات”، مبديًا أسفه من أن “الفتح السريع للاقتصاد دون خطوات تدريجية بسبب الضغط الاقتصادي كان أقوى من المعايير العلمية، مع العلم أنه كان بالإمكان المواءمة بين العاملين الصحي والإقتصادي”.
ولفت عبد الله إلى أن “جائحة كورونا ستنتشر شئنا أم أبينا، وفي البداية كانت الإصابات معظمها من الوافدين، أما اليوم فإن حجم الإنتشار بات واسعا على المستوى المحلي، وأرقام الإصابات ليست مؤشرا، كون الأعداد الفعلية للإصابات أكبر بكثير ولكن ليس لدينا قدرة لوجستية ومادية على إحصائها عبر إجراء أعداد أكبر من الفحوصات، ورغم الجهد الإستثنائي لوزير الصحة حمد حسن وفريق عمله من خلال إجراء الفحوص اللازمة للمخالطين، ولكن حتى اليوم ليس هناك إمكانية لإجراء فحوصات عشوائية”. وتابع عبدالله: “نحن علميا امام مرحلة انتشار الفيروس والوضع بحاجة إلى هدوء وروية والاعتماد على المعايير العلمية، مع مراعاة الوضع الإقتصادي ووضع الناس، كما انه لا يمكننا مواجهة كورونا في حين نقوم بحجب الأوكسيجين عن المستشفيات، ونقوم بحرمانهم من أموالهم المستحقة، ونحن بكل صراحة كلقاء ديمقراطي قلنا بوضوح أن المستشفيات في هذه المرحلة أبدى من المدارس، وتقدمنا بإقتراح دعم في هذا الخصوص ولكن للأسف حتى الآن لم يتم وضعه على جدول الأعمال”.
وكشف عبدالله أنه “في بعض الأحيان هناك حلقة مفقودة، لجهة التأخير في تبليغ المصابين بنتائج فحوصاتهم، كما أن هناك مسؤولية كبيرة على الحكومة التي لم تعتمد مبدأ الزامية الحجر الذي طالبنا به في لجنة الصحة النيابية، وللأسف الأيام أثبتت أن الرهان على التزام اللبنانيين بالحجر المنزلي هو رهان خاطئ، وكان الأجدى بالحكومة أن تكون صارمة في تطبيق النظام والتوصيات”.
وأضاف: “من غير المقبول الفوضى التي حصلت، وما شاهدناه من أعراس وحفلات وغيرها من التجمعات، التي لا تراعي مبدأ التباعد الإجتماعي في ظل غياب الإجراءات الرادعة من قبل الحكومة. وبكل وضوح أقول أن التراخي في التعاطي مع هذه الحالات من قبل الدولة هو الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة، ورغم علمنا بأن أي دولة في العالم لا تستطيع كبح جماح الفيروس ولكن كان علينا الاستمرار بالنهج الصائب الذي بدأنا به”، داعيًا إلى اعلان حالة طوارئ صحية ودعم المستشفيات التي تعاني من أزمات خانقة، فالقطاع الصحي في هذه المرحلة هو الأولوية.
وفي الختام، تطرق عبدالله إلى ما يحكى عن رد عسكري متوقع لحزب الله بعد مقتل أحد عناصره بغارة إسرائيلية على سوريا، مشيرًا إلى أن “العملية حصلت في سوريا فليكن الرد من هناك، رغم تأكيدنا بأن موقفنا من الصراع مع اسرائيل مبدئي وأن العدو لا يزال متربصا بأرضنا ومياهنا ونفطنا، ولكن السؤال الذي يُطرح، هل لبنان جاهز للحرب في حال تدحرجت الأمور”؟، مضيفا: “الدفاع عن النفس ضروري، وبرأيي قيادة المقاومة لديها ما يكفي من الدراية والحنكة وهي تعلم أن التوازن العسكري لا يكفي، ونأمل ألاّ تُفرض علينا الحرب خصوصا أننا نعيش في عزلة ولا أصدقاء لنا”.