صوت السّلام
يجيءُ من الأنواءِ يتّسعُ المدى
ويأتي كأنّ الصّبحَ يفترشُ النّدى
ينادي بصمتٍ بل بهمسٍ ممزّقٍ
ومن حشرجاتِ الرّوحِ ينبعثُ الصّدى
يلوحُ إلى الأنظارِ إنّي لأجلِكم
بُعثتُ وفي شأني الوصالُ تودّدا
يناغي المسافاتِ البعيدةَ صوتُهُ
يرتّلُ آياتِ الوجودِ تهجّدا
يعانقُ أسرابَ الطّيورِ مهلّلًا
ويشدو لكي يبقى الزّمانُ مغرّدا
ويعزفُ ألحانَ المحبّةِ ساعيًا
ليغدو أديمُ الأرض عذبًا ومنشِدا
يقولُ ورجعُ الصّوتِ شجوٌ وبحّةٌ
أراكم بعيشٍ صار ليلًا مسهّدا
فإنّي أنا المنشودُ في كلِّ محفلٍ
وإنّي أنا المبعوثُ حتمًا مؤكّدا
ولستُ رسولًا أو نبيًّا مصدَّقًا
ولستُ وليًّا أو حكيمًا ومرشِدا
أنا ذلك المغروسُ من يومِ آدمٍ
نواةً بنبضِ القلبِ حين تولّدا
فصلّوا لأجلـي كـي أعودَ وردّدوا
بصمتٍ بأعلى الصّوتِ قولوا مجدّدا
سلامًا وكلَّ الحبِّ نهوى ونرتجي
وإلّا سأبقـى بالحروبِ مهدّدا
فاطمة الساحلي