مجلة وفاء wafaamagazine
عاد سعد الحريري الى الميدان الحكومي، من بوابة الورقة الإصلاحية الفرنسية …
في المقابل، يسعى الرئيس الحريري للتواصل مع الكتل النيابية التي وافقت على «ورقة قصر الصنوبر» بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لاستمزاج رأيها بترشيح نفسه من حيث المبدأ، على أساس هذه الورقة، ولبلورة موقفه النهائي قبل يوم الاستشارات النيابية الملزمة في 15 الجاري.
واضح، ان هناك حالة من الانقشاع السياسي، بدأت تتظهر، منذ تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعد بدء مفاوضات ترسيم الحدود المائية بين «لبنان وإسرائيل» موحية بتوجه دولي نحو تفريج الأوضاع اللبنانية المعقدة، من خلال الدفع لتشكيل حكومة، لرعاية هذه المفاوضات.
واللافت ان ترشيح سعد الحريري لتشكيل الحكومة، على أساس المبادرة الفرنسية، لانتشال الوضع اللبناني من الحضيض الذي بلغه، ما يعني ان واشنطن وباريس قد تتباينان في أشياء كثيرة إلا حيال ما يصب في خدمة استقرار إسرائيل.
وواضح أيضا ان ثنائي أمل وحزب الله ليسا غريبين عن هذا المشهد، فهما يمثلان الضلع الثالث في مثلث الوصاية الأميركية ـ الفرنسية ـ الإيرانية على لبنان، ولا هما غريبان عن خطوة سعد الحريري الحكومية، المتعطشة الى «لبن العصفور» الذي وعده به الرئيس نبيه بري، ومن هنا، اعتقاد المصادر المتابعة، ان الرئيس الحريري «عقل وتوكل» ولم يكن ترشيحه الحكومي، مجرد خطوة في الهواء.
أما عن موقف «القوات اللبنانية» من تكليف الحريري، فهو حتى اللحظة غير مشجع، فكلاهما يتهم الآخر بخيانة الود، واذا طال الجفاء أكثر، يمكن للحريري أن يواجه مشكلة ميثاقية، فغياب «القوات» والكتائب عن الحكومة، وربما التيار الحر، يصبح اعتماد الحريري على المردة وحدهم، مارونيا …
وعن موقف وليد جنبلاط، فلا يقطع شعرة معاوية مع سعد الحريري عادة، مهما تباعدت المواقف …