الرئيسية / صحة وجمال / سرّ التلذّذ بالقمح والقطايف بأدنى كالوريهات مُمكنة!

سرّ التلذّذ بالقمح والقطايف بأدنى كالوريهات مُمكنة!

مجلة وفاء wafaamagazine

ها هو شهر الأعياد قد بدأ، حاملاً معه مُغريات غذائية كثيرة تصعب مقاومتها. ورغم أنّ مأكولات العيد، خصوصاً الحلويات، يقتصر استهلاكها فقط خلال هذه الفترة من السنة عموماً، إلّا أنّ سوء التعامل معها يمكن أن يؤدي إلى نتائج صادمة على صعيد الرشاقة وحتى الصحّة! وبما أنّ ساعات قليلة تفصلنا عن عشيّة عيد القديسة بربارة، كيف يمكن التلذّذ بالقمح والقطايف باعتدال وبعيداً من مئات السعرات الحرارية الإضافية؟

تطرّقت اختصاصية التغذية جوزيان الغزال، خلال حديثها لـ»الجمهورية»، إلى مكوّنات وكالوريهات وخصائص كلّ من القمح والقطايف، وفي ما يلي أهمّ ما قالته:

القمح المسلوق

يملك فوائد كثيرة وقيمة غذائية ثمينة جداً، شرط الحرص على اختيار النوع غير المقشور لاستمداد جرعات أعلى من المغذيات، رغم أنه يستغرق وقتاً أطول للسلق. كلّ نصف كوب من القمح المسلوق يؤمّن نحو 80 كالوري، لذلك يجب عدم الاستهتار بسعراته الحرارية، خصوصاً أنّ ذلك لا يشمل المواد الأخرى التي تُضاف إليه كالسكّر والمكسّرات. ومن أهمّ العناصر الغذائية المخبأة في القمح نجد الفيتامينات B خصوصاً الـB9، جنباً إلى السلينيوم، والماغنيزيوم، والفوسفور، والبروتينات، والألياف المفيدة لسلامة وظائف الجهاز الهضمي.

أثناء عملية طبخ القمح، يجب الحرص على عدم وضع السكّر، إنما اللجوء إلى مواد أخرى لتَنكيهه، مثل اليانسون. وبعد سكب القمح في الكوب، يُفضّل الاستعانة بالمُحلّيات الصناعية للاستغناء عن الوحدات الحرارية الفارغة الناتجة من السكّر. كذلك يمكن استخدام العسل المفيد جداً للصحّة، شرط عدم الإفراط فيه بما أنّ ملعقة صغيرة منه تحتوي على 20 كالوري.

وللتلذّذ بالقمح بأدنى وحدات حرارية ممكنة، لا بدّ من الانتباه جيداً إلى الكمية التي يتمّ سكبها، وأيضاً إلى جرعة المُحلّي والمكسّرات النيئة التي، ورغم فوائدها العظيمة، تُخبّئ سعرات حرارية مرتفعة. فكلّ حبّتين ونصف من الجوز، أي ما يوازي 6 حبّات لوز، أو 6 حبّات كاجو، أو ملعقة كبيرة من الزبيب تزوّد الجسم بنحو 45 كالوري. ما يعني أنه كلما ارتفعت كميتها، زاد مجموع الوحدات الحرارية بشكلٍ هائل. ولا بدّ من لفت الانتباه إلى أنّ الزبيب يحتوي على نسبة عالية من السكّر، بينما المكسّرات الأخرى تتميّز أكثر باحتوائها على البروتينات والدهون الجيّدة كالأوميغا 3 والدهون غير المشبّعة المفيدة لصحّة القلب والشرايين، وأيضاً للحماية من السرطان ومشكلات الجهاز الهضمي. المطلوب إذاً تناولها باعتدال، خصوصاً في حال اتّباع حمية هادفة إلى التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية.

خلال هذه الفترة، لا بأس من تناول القمح مرة واحدة يوم العيد. ولكن إذا استمرّ ذلك لأيام عديدة، يجب عندها الحرص على احتسابه ضمن السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم تفادياً لزيادة الوزن.

القطايف

في حال الاضطرار إلى الاختيار بين القمح والقطايف، لا شكّ في أنّ الأول هو الرابح نظراً لاحتوائه على قيمة غذائية أعلى بكثير، في مقابل وحدات حرارية أقلّ من تلك الموجودة في القطايف.

ومن المهمّ جداً الحرص على اختيار عجينة القطايف الأصغر لأنها بذلك تمدّ الجسم بكالوريهات أقلّ. ناهيك عن أنّ الحجم الأصغر يسمح بوضع كمية أقل من الحشوة، وبالتالي يُغني عن بعض السعرات الحرارية.

وبالنسبة إلى الحشوات، فقطايف الجبنة تكون عادةً فائقة الدسامة. وفي حال تحضيرها في المنزل، يُفضّل اللجوء إلى الأنواع الأقلّ دسامة كالموزاريلا، أو حتى يمكن اختيار الأشكال «اللايت» من الجبنة المرغوبة. يرجع السبب الرئيس إلى احتواء الجبنة الدسمة على الدهون السيّئة التي تؤدي إلى انسداد الشرايين وإلحاق الضرر في القلب. وفي ما يخصّ قطايف القشطة، فهي مليئة بالسكّر والنشويات وبالتالي لا تُعدّ خياراً سليماً. وعند تحضيرها في المنزل يُستحسن استبدال السكّر بالمُحلّي الصناعي. أمّا قطايف الجوز فتُعتبر الخيار الأمثل، ولكن لا بدّ من الاكتفاء بوضع القليل من الحشوة للتحكّم في الكالوري، وفي المقابل الاستمتاع بمنافع الجوز الغذائية كالأوميغا 3، والفيتامين E، والدهون المفيدة لصحّة القلب والشرايين والدماغ.

وبالتأكيد يُنصح بتناول القطايف النيئة وليس المقليّة التي تجعل العجينة مشبّعة بالزيت والدهون السيّئة المُضرّة، خصوصاً للأشخاص الذين يشكون من ارتفاع الكولسترول ومشكلات في القلب. باختصار، يُنصح باختيار قطعة صغيرة من القطايف النيئة المحشوّة بالجوز. وعندما نسكب القطر عليها، من الأفضل وضع القليل من المُحلّي الصناعي أو الاكتفاء بكمية ضئيلة من القطر، لأنّ ملعقة صغيرة منه تحتوي على نحو 20 كالوري.

في حال الاكتفاء بتناول قطعتين من القطايف، يمكن اختيار الأنواع المرغوبة حتى لو كانت قطعة القطايف المقلية تحتوي على 300 إلى 350 كالوري تقريباً، في مقابل نحو 160 إلى 200 كالوري لقطعة القطايف النيئة. كما أنه يمكن عدم احتسابهما إذا اقتصر ذلك فقط خلال يوم العيد. أمّا في حال الرغبة بتناول القطايف لأيام متتالية، فيجب أخذ سعراتها الغذائية في الحسبان.

وخِتاماً، دعت الغزال الأشخاص الذين يتبعون حمية خافضة للوزن، أو الذين يعانون مشكلات في الكولسترول والقلب والسكّري، إلى «الانتباه كثيراً من هذه الأطعمة كي لا تؤدي إلى تدهور أوضاعهم الصحّية».