الأخبار
الرئيسية / محليات / الجيش فتح الطرق صباحاً… والإحتجاجات أقفلتها ليلاً

الجيش فتح الطرق صباحاً… والإحتجاجات أقفلتها ليلاً

الخميس 31 تشرين الأول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

الإنفراج الذي اتّسع نهاراً في اليوم الرابع عشر للإنتفاضة الشعبية في وجه السلطة، تدهور ليلاً مع عودة المحتجّين الى إقفال الطرق في مناطق عدّة. وكانت البداية من العبدة، حيث نَشب خلاف بين المعتصمين والجيش على خلفية فتح الطريق في المنطقة، وعلى الأثر تصاعَد التوتّر، وعادت التظاهرات الى مناطق عدّة في الشمال والى جسر الرينغ في بيروت، وكذلك الى البقاع وصيدا حيث سقط 3 جرحى عند دوّار إيليا.

وكانت معظم الطرق الرئيسية والفرعية والدولية قد فتحت صباح أمس، بدءاً من جل الديب على المسلكين، بعد تفاوض مع المعتصمين، الى الزوق حيث أُزيلت الخيم عن الاوتوستراد على وقع قرع الاجراس، كذلك فتحت القوى الامنية اوتوستراد غزير على المسلكين الشرقي والغربي، فيما فتح في جبيل المسلك الشرقي بكامله أولاً، ثم فتحت الجرّافات المسلك الغربي، وعملت عناصر قوى الامن الداخلي وشرطة بلديتي جبيل وبلاط على تسهيل حركة المرور، في ظل انتشار عناصر للجيش اللبناني وجهاز أمن الدولة. أمّا في البترون فأزيلت الخيم عن مسلكي الأوتوستراد، فيما فتح نفق شكا بالاتجاهين.

وتزامناً مع ما شهدته طرابلس وصيدا ليلاً من حركات إحتجاجية، عاد المتظاهرون الى التجمع على أوتوستراد جل الديب، لكنهم أبقوا عليه مفتوحاً، وشكّل الجيش حاجزاً بشرياً لمنع إقفال الأوتوستراد.

وسط بيروت

وسيطر الهدوء التام على ساحتي رياض الصلح والشهداء، حيث بدت خالية من متظاهريها، الّا انّ الخيم التي نُصبت لا تزال منتشرة في أرجاء الساحتين اللتين شهدتا حملة تنظيف على يد مجموعة من الفتية، في حين عقدت بعض المجموعات حلقات حوار ونقاش لتحديد الخطوات المقبلة. وليلاً، بدأ توافد العشرات من المحتجين إلى ساحة الشهداء، مردّدين شعارات داعية إلى «التغيير»، وأُعيد إقفال جسر «الرينغ» الذي كان قد فُتح نهاراً.

طرابلس

يبدو أنّ قطار الإنتفاضة في طرابلس لن يتوقف الّا قليلاً في محطة ترقّب للساعات والايام المقبلة، واذا لم تستأنف السلطة الحالية المشاورات لتأليف حكومة مصغّرة من اختصاصيين يعملون على إنقاذ الوضع العام في البلاد والبدء بمحاسبة المرتكبين والفاسدين، سينزل المحتجون بزخم أكبر وإصرار على مواصلة الثورة لشَل البلد، كما أكّد المنظمون.

وعمل عدد من الشبّان على فتح الطرق الرئيسية والفرعية والاوتوستراد عند جسر البالما، تزامناً مع قيام الرافعات في ساحة النور برفع الاعلام واليافطات عن جدار مبنى غندور المهجور، ليُصار بعدها الى دهنه بالابيض ورسم العلم اللبناني عليه قبل بدء الاحتفالات اليومية. كما رُفعت في الساحة يافطات جديدة كُتب عليها «مستمرون لإسقاط رئيس الجمهورية ومجلس النواب».

وعصراً، نظّم طلاب الجامعة اللبنانية مسيرة انطلقت من ساحة التل وجابوا شوارع المدينة وصولاً الى ساحة الثورة، مردّدين الهتافات المؤكّدة على انّ الجامعة اللبنانية في طليعة الثورة. كما نظّم عدد من الشبان والشابات مسيرة من الساحة باتجاه منطقة الضم والفرز، رافعين اليافطات التي كُتب عليها: «الضمان خط أحمر والتعليم ايضاً، ما بَدنا زعيم بَدنا موظف دولة، الشعب والبيئة خط أحمر، لا للظلم لا للفساد بدنا حكومة عادلة، الشعب يطالب ولا يفاوض».

وليلاً، قام المحتجون بقطع اوتوستراد طرابلس بيروت مقابل منتجع البالما بالعوائق الحديدية، كما قطعوا الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية – العبدة، وصولاً إلى الحدود السورية عند نقطة البداوي بالاتجاهين، تجاوباً مع دعوات الحراك الشعبي بعد اجتماع عقده ممثّلوه في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال.

ودعا المحتجون في الساحة إلى عدم الأخذ بقرار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيّب، في ما يخصّ استئناف الدراسة اعتباراً من صباح الغد، وأكدوا في بيان «أنّ كل مدرسة ستفتح أبوابها تتحمل مسؤولية نفسها»، آملين «أن لا يتم تعريض التلامذة للأذى نتيجة ما هو ممكن أن يحصل، لأنّ الشارع يغلي كالبركان، ومن غير المقبول تهميش كل الناس في هذا المطلب».

عكار

ونفّذ شبان من حراك الجومة وقفة احتجاجية صباح أمس أمام قلم نفوس بيت ملات في منطقة الجومة، فتوقف العمل به، وأكّدوا استمرار الإضراب العام حتى تحقيق المطالب.

وفي ساحة العبدة عمد المعتصمون الى فتح مسربين لعبور السيارات ذهاباً واياباً، مع الابقاء على ساحة الاعتصام التي تمّ نصب خيمة فيها، وذلك استجابة لقرار قيادة الجيش، وبعد اتصالات بين منسقي الحراك الشعبي في الساحة. ولكن ليلاً، تطوّر الوضع في ساحة العبدة، ومع تصاعد حال التوتر اضطرّ الجيش الى إلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق المعتصمين، وأفيد عن اصابات طفيفة عدة.

وعادت الأمور لتأخذ منحى طبيعياً هادئاً إثر انسحاب الجيش من الساحة وعودة المعتصمين المحتجّين والغاضبين الى مكان الاعتصام، حيث حضر رجال دين وفعاليات ساهموا بعودة الامور تدريجاً نحو الهدوء، مع استمرار اتصالات المعالجة على غير صعيد.

وناشَد رئيس بلدية ببنين العبدة، كفاح الكسار، قيادة الجيش «فتح تحقيق بما جرى، لاسيما انّ اتفاقاً كان قد تم في منزلي ببن الجيش والمعتصمين على إعادة فتح مسربين من الساحة لتسهيل حركة المرور والابقاء على ساحة الاعتصام، الّا انّ الامر جرى فجأة بغير ما اتفق عليه، وحاول الجيش فَض ساحة الاعتصام بالقوة وقام بضرب المعتصمين وإطلاق الغاز المسيل للدموع، الأمر الذي رفضه المعتصمون وأحدثَ هذه الفوضى وهذا الامر الذي لا يمكننا القبول به».

وردّد المعتصمون في ساحة العبدة هتافات «الله مْحَيّي الجيش»، تعبيراً عن تقديرهم لدور الجيش.

صيدا

سُجل في صيدا إنقسام بين المعتصمين، بعضهم كان يؤيّد فتح الطريق وآخرون يرفضون الخروج من الساحة، الى ان توصّل الجيش والقوى الامنية الى اتفاق أفضى الى فتحها.

وصدر عن المعتصمين في صيدا بيان جاء فيه: «انّ ساحات الثورة مفتوحة ولن تُقفل بعد اليوم، الشعب قال كلمته ولم يتراجع تحت ضغط صموده ووحدته. وعلى رغم كل محاولات السلطة وشبّيحتها بإجبار الشعب على الخروج من الشارع، حققنا الإنتصار الأول وهو إسقاط الحكومة».

وفتحت الادارات والمؤسسات الرسمية في سراي صيدا الحكومي أبوابها لاستقبال معاملات المواطنين، كما عادت الحركة الى المحال في السوق التجارية في المدينة، إلّا أنّ المصارف لا تزال مقفلة التزاماً بقرار جمعية المصارف، وكذلك المدارس والجامعات والمعاهد التزمت قرار وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب بالاقفال.

واستمرت التظاهرات ليلاً، وأدّى التدافع بين الجيش والمتظاهرين الى وقوع 3 جرحى، عمل الصليب الأحمر على نقلهم الى مستشفيات صيدا، وهم: محمد .س ( 20 سنة)، وفتاة نُقلت الى مركز لبيب الطبي، فيما تمّ اسعاف عيسى .ع ميدانياً.

صور

شهدت مدينة صور استقراراً تاماً وحياة طبيعية في ظل فتح المرافق والمؤسسات كافة، بإستثناء المصارف، فيما كل الطرق كانت مفتوحة وشهدت زحمة سير عند مساربها. في حين، شهدت ساحة العلم إنقساماً بين المحتجّين، فمنهم من يريد البقاء ومنهم قرّر عدم البقاء.

وفجراً، كانت ساحة العلم قد تعرّضت لاعتداء من قبل مجهولين ترجلوا من سيارة وأقدموا على تحطيم احدى الخيم الموجودة، وقد سارعت القوى الأمنية والجيش الى المكان الّا انّ المعتدين تمكنوا من الفرار.

الجيّة

عمليات كرّ وفرّ شهدها أوتوستراد الجية في محلّة برجا، وصباحاً أفضت المفاوضات بين المعتصمين والجيش الى فتح الطريق، وكانت معانقة بين الضباط والمعتصمين الذين شكروا القوى الامنية على حمايتهم، وتمّ تفكيك الخيم من قبل المعتصمين وازالة العوائق.

لكن لاحقاً قام عدد من المحتجين من رجال ونساء بإعادة الخيم الى وسط الأوتوستراد الساحلي في الجية، وأفترشوا الارض، وأطلقوا شعارات «كلّن كلّن كلّ، وثورة سلمية، وليفلوا كلّن»، وجرت مفاوضات بين الشبان والجيش، فرفض قسم من المحتجين اعادة فتح الطريق، فيما أيّد آخرون فتحها.

ومساء، قامت جرافة تابعة لبلدية برجا بفتح الأوتوستراد الساحلي في الجية على المسربين.

زحلة

عملت الجرافات في زحلة على اعادة فتح الطرق التي أُقفلت بالحجارة والسواتر الترابية على الطرقات الرئيسية في سعدنايل وتعلبايا وقب الياس ومفرق جديتا العالي والمرج برالياس وضهر البيدر، باستثناء مستديرة زحلة الرئيسية وطريق المصنع الحدودي.

واستقدم فوج التدخل السادس في الجيش جرافة عملت على رفع الردميات والاتربة لفتح الطريق عند مستديرة مدخل زحلة.

الهرمل وبعلبك

بَدت الاجواء طبيعية وهادئة في الهرمل والبقاع الشمالي، حيث باتت جميع الطرق سالكة ومعظم الدوائر والإدارات الرسمية تعمل بانتظام، ومعظم المدارس الخاصة فُتحت، في حين لا تزال المدارس الرسمية مقفلة. فيما سجل ازدحام امام الجهاز الآلي للمصارف المقفلة.

أمّا في بعلبك فوزّع شباب «حراك أبناء بعلبك» الورود البيضاء على أصحاب المحال في ساحة ناصر وضمن الوسط التجاري في بعلبك، لتشجيعهم على الإنضمام إلى الحراك السلمي المسائي في ساحة خليل مطران.

واعتصم العشرات مساء في «حراك أبناء بعلبك» على رصيف ساحة الشاعر خليل مطران مقابل قلعة بعلبك الأثرية، مع الحرص على عدم قطع الطريق، لتأكيد استمرار حراكهم حتى تشكيل حكومة تكنوقراط فاعلة، وتحقيق مطالبهم. 

الجمهورية