مجلة وفاء wafaamagazine
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، الرئيس العماد ميشال سليمان، في زيارة تضامن وتأييد لمواقف الراعي الأخيرة، وشجب وإدانة للحملات التي يتعرض لها.
ad
بعد اللقاء، قال سليمان: “من الطبيعي أن أزور صاحب الغبطة، بعد الحملة التي تعرض لها. وكما قلت سابقا، الاساءة ترتد على أصحابها، وبكركي وغبطته لن يتأذيا من حملات كهذه، فالبطريرك لم يتحرك، إلا بعد أن وجد أن مجلس الوزراء لم ينعقد استثنائيا، كما يجب، ولا المجلس الأعلى للدفاع الذي من واجبه أن ينعقد لمعالجة التعديات على الحدود اللبنانية.”
أضاف: “صاحب الغبطة تحدث عن اتفاق الهدنة الموجود في سياسة لبنان العامة الدفاعية وفي التصور الاستراتيجي الذي اقترحته سابقا على هيئة الحوار وتوقف النقاش فيه حينها، وكنت أتمنى وأتوقع من السيد حسن نصر الله أن يدين أو يشجب الاساءات التي تعرض لها البطريرك بغض النظر عن الأطراف التي نظمت الحملة وقادتها، فكلام غبطته أضاء على فكرة تحييد لبنان والاستراتيجية الدفاعية وحصر السلاح وضبط الحدود، وردود الفعل ما هي إلا تعبير عن رفض هذه المبادىء”.
وتمنى “أن تتألف الحكومة قريبا وأن تضع موضوع السياسة الدفاعية من ضمن أولوياتها لأنه حسب المادة 65 من الدستور، فالصلاحية الأولى والأهم للحكومة هي وضع السياسة الدفاعية للبلاد.”
ad
وتحدث سليمان عن “موضوع التحقيق القضائي في انفجار مرفأ بيروت”، فقال: “لا يجوز التحدث في موضوع الحصانات، فهناك أكثر من مئتي شهيد وآلاف الجرحى وتدمير العاصمة، والدستور لم يوضع لحماية النواب. وأنا أطلب من ؤالنواب والوزراء والرؤساء أن يمثلوا أمام القضاء ويدلوا بشهاداتهم، فالبعض يلمح ويذكر اسمي في موضوع التحقيق، وأنا أتمنى أن يستدعيني القاضي البيطار اليوم قبل الغد، وسأذهب من دون انتظار المادة 60 من الدستور، التي تعطي الحصانة للرؤساء، ومن دون محام حتى. لقد لاحظت أن النيترات وصلت إلى مرفأ بيروت في فترة الفراغ الرئاسي، وداعش أيضا دخل لبنان في فترة الفراغ الرئاسي، وأنا أستغرب هذه الصدف”.
وردا على سؤال عن “انتظار الللبنانيين المزيد من الأيام السوداء”، قال سليمان: “لا أتمنى هذا الأمر، ولكن جميع اللبنانيين تأثروا وخسروا من جراء الأزمات التي نعيشها، والبعض في أملاكه واحتياطاته وفقدان الأدوية والمواد الأولوية كالبنزين والمازوت. وإذا استمر هذا الواقع سنذهب إلى أبعد من جهنم بكثير”.
سامي الجميل
كما استقبل الراعي رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميل على رأس وفد ضم أعضاء المكتب السياسي.
ad
وبعد اللقاء، قال الجميل: “أتينا إلى الصرح البطريركي اليوم لنؤكد تضامننا مع صاحب الغبطة بعد حفلة الجنون والتخوين والكلام فوق السطوح الذي نسمعه من فريقين، أحدهما يعتبر مرجعيته في بلد آخر، وتمويله من بلد آخر، وسلاحه من بلد آخر، ويخالف الدستور ولا يحترم الدولة والقانون، ويريد أن يعطينا دروسا في الوطنية والسيادة والانتماء للبنان، وحزب ثان ما زال إلى اليوم يحيي سوريا ولا يعترف بلبنان ويشتهر بتاريخ من الاغتيالات والإنقلابات والوقوف بوجه كل ما يتعلق بسيادة لبنان واستقلاله”.
أضاف: “بالنسبة إلينا هذا التخوين والتهجم وهدر دم كل إنسان يدافع عن لبنان ويعتبره فوق كل اعتبار، لن يجعلنا نتراجع إلى الوراء، بل سنستمر بقول الحقيقة. لقد قدمنا خيرة الشباب ولن نخاف من أحد أو من شيء وسنكمل الدفاع عن هذا البلد بكل القوة المتاحة أمامنا، وسندافع عن كل مواطن لبناني يتعرض لهذا النوع من الهجوم والتخوين المردود لأصحابه.”
وتابع: “في ما يتعلق بموضوع الحصانات ومسرحيات البرلمان، أتمنى أن تتوقف هذه المسرحيات، وأن يستقيل النواب من المجلس بدل أن يقاطعوا كل جلسة، ولنجدد حياتنا الوطنية ولنسمح للشعب اللبناني بإعادة إنتاج هذه السلطة لكي نعطي أملا بمستقبلنا، فنحن لم ولن نعيش أياما سوداء كالتي نعيشها اليوم، وجميع المسؤولين عن هذه الأيام السوداء والتسويات العقيمة التي أوصلتنا إلى هنا، يجب أن يستقيلوا ويعطوا الفرصة للشعب اللبناني للمحاسبة وإعادة انتاج طبقة سياسية عبر الانتخابات النيابية.”