الرئيسية / آخر الأخبار / ما أهمّية الفاصولياء لصحّة القلب؟

ما أهمّية الفاصولياء لصحّة القلب؟

مجلة وفاء wafaamagazine

من المعلوم أنّ الحليب يُقوّي العظام، وصدر الدجاج يدعم العضلات، والخضار أساسية للجهاز الهضمي… ولكن ماذا عن الأطعمة المفيدة جداً لصحّة القلب؟

عندما يتعلّق الأمر بالمأكولات التي تدعم صحّة القلب، يجب اختيار الأنواع التي تكون فقيرة بالدهون المشبّعة والصوديوم ولكن غنيّة بالألياف، إستناداً إلى «U.S. Department and Human Services». واللافت أنّ هذا المعيار ينطبق تحديداً على حبوب الفاصولياء اللذيذة جداً، والتي يشدّد أطباء القلب على ضرورة إضافتها أسبوعياً إلى النظام الغذائي. ولكن ما دوافع ذلك؟

– خفض أمراض القلب

في حين أنّ البروتينات مرتبطة بشدّة بالمنتجات الحيوانية، غير أنّ الفاصولياء عبارة عن مصدر نباتي مليء بهذه المغذيات. وصحيحٌ أنّ البروتينات الحيوانية تتغلّب على نظيراتها النباتية باعتبارها كاملة، أي إنها تحتوي على كل الأحماض الأمينية الأساسية، إلّا أنها مرتبطة برفع خطر أمراض القلب، وفق مراجعة صدرت عام 2011 في «Current Atherosclerosis Reports».

 

ولكن مع الفاصولياء، فإنّ النتيجة تكون مُعاكسة تماماً! إذ، ومقارنةً بالبروتينات الحيوانية مثل لحم البقر، تُعدّ هذه الحبوب صحّية أكثر لأنها تخفض خطر أمراض القلب، بحسب «Harvard Health Publishing». وفي هذا السِياق، قالت طبيبة القلب نيسا غولدبرغ، من مدينة نيويورك، إنّ «الفاصولياء مصدر بروتيني منخفض الدهون، ولذلك يُنصح بتناولها لقلبٍ صحّي. إنّ الغذاء الذي يتضمّن الفاصولياء هو مهمّ تحديداً لتقليل خطر مرض القلب التاجي».

 

– التحكّم في الوزن

من جهتها، اعتبرت طبيبة القلب آشلي سيمونز، من «University of Kansas Medical Center»، أنّ «الحمية الصديقة للقلب والتي تتضمّن الفاصولياء قد تساعد على التحكّم في معدل ضغط الدم، والكولسترول، والوزن، والتي تقي كلها من مرض الشريان التاجي».

هناك علاقة بين البدانة وأمراض القلب، وفق «Mayo Clinic». وإستناداً إلى مراجعة نُشرت عام 2018 في «Medicine»، رُبط خفض الوزن بانعكاسات إيجابية على القلب تشمل خفض معدل ضغط الدم وتحسين أرقام الدهون. يمكن للسيطرة على الوزن أن تكون وسيلة فعّالة لخفض خطر أمراض القلب، والغذاء الغنيّ بالفاصولياء يستطيع دعم خسارة الوزن حتى في حال عدم تقييد السعرات الحرارية، بحسب دراسة نُشرت عام 2016 في «The American Journal of Clinical Nutrition».

 

– تقليل خطر السكّري

إستناداً إلى «National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases»، إنّ مستويات الغلوكوز في الدم المرتفعة تُدمّر الأوعية الدموية والأعصاب المُحيطة بالقلب، ما قد يؤدي إلى أمراض القلب. لكنّ الخبر الجيّد أنّ تناول الفاصولياء لا يخفض احتمال الإصابة بأمراض القلب فقط إنما أيضاً السكّري، وفق «Harvard T.H. Chan School of Public Health».

 

يمكن للفاصولياء والبقوليات الأخرى أن تُفيد صحّة القلب والأوعية الدموية بفضل غِناها بالألياف، والبروتينات النباتية، ومغذيات أخرى كالفيتامينات B، ومعادن الحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، والزنك. فضلاً عن أنها منخفضة الدهون، وخالية من الكولسترول، وتملك مؤشراً منخفضاً لنسبة السكّر في الدم.

– التصدّي للضغط العالي

يُعتبر ضغط الدم المرتفع عامل خطر لأمراض القلب. ولكن بحسب «Harvard Health Publishing»، إنّ الحمية الغنيّة بالفاصولياء قد تساهم في الحفاظ على مستويات ضغط دم صحّية.

 

وشرحت طبيبة القلب ساندي شارلز، من شمال كارولاينا، أنّ «الفاصولياء تزوّد الجسم بجرعات ملحوظة من البروتينات، والألياف، والحديد، ومضادات الأكسدة، كما إنها منخفضة الدهون المشبّعة وخالية من الكولسترول، بعكس المصادر الحيوانية. إنّ الحميات النباتية تساعد على تقليل أمراض القلب من خلال خفض استهلاك الدهون، والكولسترول، والصوديوم. واستناداً إلى بحثٍ نُشر عام 2019 في «Advances in Nutrition»، إنّ استهلاك الفاصولياء يخفض خطر مرض القلب التاجي والضغط العالي».

 

– خالية من الدهون المشبّعة

أفاد طبيب القلب رغافندرا باليغا، من «Ohio State University Wexner Medical Center»، أنّ «الفاصولياء غنيّة بالمعادن والألياف من دون الدهون المشبّعة الموجودة في البروتينات الحيوانية».

ووفق جمعية القلب الأميركية، إنّ المأكولات الغنيّة بالدهون المشبّعة تؤدي دوراً أساسياً في صحّة القلب، بحيث إنها ترفع مستويات الكولسترول، وبالتالي تزيد خطر أمراض القلب. وبما أنّ الدهون المشبّعة موجودة في المأكولات الحيوانية، فإنّ استبدال بعض اللحوم بالفاصولياء أو البقوليات الأخرى سيُشكّل خطوة جيّدة «صديقة» للقلب.

 

ولفت د. باليغا إلى أنّ «استهلاك الفاصولياء قد يساعد على تحسين مستويات الكولسترول والسكّر في الدم، أي على تحسين مستويات المسبّبين الرئيسيين لأمراض القلب والنوبات القلبية. ناهيك عن أنّ إضافة الفاصولياء إلى الغذاء قد تساعد على الشعور بالشبع لوقتٍ أطول. يُنصح بتناول الفاصولياء بدلاً من الكربوهيدرات البسيطة التي تملك مؤشراً عالياً لنسبة السكّر في الدم من أجل تحسين صحّة القلب.

 

– كم تبلغ الكمية الموصى بها؟

وفق «2020-2025 Dietary Guidelines for Americans»، يُنصح بتناول 5 إلى 7 حصص من البروتينات في اليوم للبالغين، بما فيها البقوليات مثل الفاصولياء. وفي حال شراء الفاصولياء المعلّبة، لا بدّ من اختيار الأنواع منخفضة الصوديوم.

 


يُذكر أخيراً أنّ جمعية القلب الأميركية أوصَت بإدخال الفاصولياء إلى النظام الغذائي من خلال إضافتها إلى الشوربة، أو السَلطة، أو التوست، أو أطباق المعكرونة أو الصلصات المُعدّة في المنزل.