مجلة وفاء wafaamagazine
شهد سوق الانتقالات الصيفي عدداً من التحركات اللافتة. صفقات ضخمة وأخرى مدروسة تُظهر مدى التفاوت في موازين القوى تبعاً لتخبّط القطاع الرياضي خلال السنوات القليلة الماضية
هو سوق التنافس. ليس باستطاعة الجميع تقديم عروض ضخمة نظراً إلى الأزمة الاقتصادية التي تعانيها كرة القدم على خلفية فيروس كورونا. هذا الواقع الصعب جعل الأندية تعتمد سياسات تقشفية، برز منها اعتماد نظام التبادل أو التركيز على صفقات مجانية، في حين وصل الأمر بالبعض إلى بيع جزء من حقوق النادي بهدف تمويل «الميركاتو» الصيفي.
هناك هوّة واضحة في القدرة الشرائية للأندية. تعاني أغلب فرق كرة القدم في سوق الانتقالات الحالي نظراً إلى شح العائدات، فباستثناء أندية إنكلترا المستفيدة سلفاً من عقود البث الضخمة، تجد الأندية في الدوريات الكبرى نفسها غير قادرة على إبرام صفقات بالشكل الذي اعتادته قبل كورونا.
يعكس نادي برشلونة حجم الأزمة. واقعٌ جديد فُرض على النادي الكاتالوني جعله يركّز على الصفقات المجانية ويبيع توالياً جزءاً من حقوق الترويج التلفزيوني في السنوات اللاحقة مقابل ضخ النقد الفوري. السياسات المتبعة من قبل برشلونة تهدف إلى ضمان الاستدامة المالية وتسيير الأمور المعلقة مثل تسجيل وتجديد عقود اللاعبين، أو محاولة إبرام صفقات كبيرة. هي مقامرة من إدارة النادي لإثبات الاستمرار بين فرق القمة أملاً بتحقيق ألقاب تخفف من النزف المادي والفني على المدى البعيد.
سيتكلّف مانشستر سيتي على هالاند حوالي 350 مليون يورو
بعيداً عن برشلونة، تقلصت أسعار اللاعبين بعض الشيء في الميركاتو الحالي مقارنةً بالأسواق الماضية. وبالنظر إلى ضعف القدرة الشرائية وقلة المنافسة على النجوم، أصبح من الأسهل التفاوض مع الأندية لاستقدام أبرز لاعبيها. تبقى هناك استثناءات مرتبطة بالوكلاء وبعض الملّاك.
وبلغة الأرقام، تحتل صفقة لاعب خط الوسط أوريلين تشواميني من موناكو إلى ريال مدريد (80 مليون يورو) المرتبة الرابعة بين انتقالات نافذة صيف 2021 خلف جاك غريليش المنتقل إلى مانشستر سيتي، روميلو لوكاكو إلى تشيلسي وجادون سانشو إلى مانشستر يونايتد. يبقى الإنكليز أبرز الناشطين في حركة استقدام اللاعبين، حيث إن أربعاً من أعلى خمس صفقات ضخمة خلال الصيف الماضي أبرمتها أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، كما استمرت الهيمنة المالية الإنكليزية هذا الموسم في الصفقات الموجودة خلف تشواميني (أغلى صفقة في الميركاتو الحالي).
أوريلين تشواميني
تميز ريال مدريد خلال العقد الماضي بصلابة خط وسطه المكون من الثلاثي «الأيقوني» لوكا مودريتش، توني كروس وكاسيميرو. ورغم تمكن الثلاثي من قيادة الفريق إلى لقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، ظهر جلياً حاجة «الميرينغي» إلى لاعب وسط جديد كي يتسلّم الشعلة، في ظل تقدم عمر الثلاثي وزيادة خطر الإصابات. هكذا، صرف ريال مدريد مبلغ 80 مليون يورو لمصلحة موناكو مقابل الحصول على خدمات تشواميني بعقدٍ يمتد لمدة 5 سنوات، كأغلى صفقة في سوق الانتقالات الصيفي.
يعدّ تشواميني أحد أبرز المواهب الكروية الصاعدة في كرة القدم، ومن المنتظر أن يقدّم الراحة لكاسيميرو ومودريتش وكروس عبر المداورة، نظراً إلى إمكانات الفرنسي الكبيرة التي تتيح له شغل كل مراكز خط الوسط.
هالاند ونونيز
تفوّق مانشستر سيتي على العديد من الأندية في السباق للتوقيع مع المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند، أبرزها: ريال مدريد، باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد. كلّف التوقيع أكثر من 350 مليون يورو بالمجمل بين تسديد قيمة الشرط الجزائي والإضافات لمصلحة بوروسيا دورتموند، إضافةً إلى راتب سنوي ضخم لمدة 5 سنوات، و30 مليون يورو لوالد هالاند، و50 مليون يورو لمكتب وكيله الراحل مينو رايولا. صفقة ضخمة جعلت هالاند ضمن قائمة اللاعبين الأعلى أجراً في العالم، بانتظار رؤية المردود في الاستحقاقات المقبلة.
من جهته، تعاقد ليفربول مع مهاجم بنفيكا داروين نونيز مقابل 75 مليون يورو. سجل نونيز 34 هدفاً خلال 41 مباراة مع ناديه البرتغالي في جميع مسابقات الموسم الماضي، وهي أرقام يعوّل عليها المدرب الألماني يورغن كلوب لقيادة الخط الأمامي، وخاصةً بعد انتقال ساديو ماني إلى بايرن ميونخ.
ساديو مانيه بافاري
انتقل المهاجم السنغالي ساديو ماني إلى نادي بايرن ميونيخ بعقدٍ مدته ثلاث سنوات، في صفقةٍ بلغت قرابة الـ 32 مليون يورو. وسبق أن خاض ماني 269 مباراة في جميع المسابقات مع ليفربول، وسجل له 120 هدفاً، إضافةً إلى تقديمه 48 تمريرة حاسمة. صفقة رائعة تعد بالكثير نظراً إلى قيمة اللاعب الفنية الكبيرة مقارنةً بالمبلغ المستقدم على إثره، ومن المرجح أن يشكل السنغالي أحد أبرز لاعبي «البوندسليغا» في الموسم المقبل.
عودة بوغبا ولوكاكو
شهد الدوري الإيطالي ثلاثة تعاقدات لافتة، تمثلت بعودة البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلانو على شكل إعارة، رجوع الفرنسي بول بوغبا إلى يوفنتوس مجاناً واستقدام «البيانكونيري» أيضاً جناح باريس سان جيرمان المنتهي عقده، آنخيل دي ماريا.
هكذا، حصل الإنتر ويوفنتوس على لاعبين ذات قدرات فنية كبيرة، لكن ما تم توفيره في قيمة الصفقات سيتم تعويضه في الأجور. دخل الثلاثي ضمن قائمة العشرة الأوائل لأكثر اللاعبين أجراً في إيطاليا، حيث أفادت صحيفة «ذا صن» البريطانية بأنّ لوكاكو وبوغبا سيحصلان على الراتب السنوي نفسه (مقدّر بـ 6.3 ملايين جنيه استرليني)، ما جعلهما يحتلان المركز الرابع في ترتيب أكثر اللاعبين أجراً، بينما يحتل الأرجنتيني دي ماريا المرتبة السادسة بـ 5.9 ملايين جنيه استرليني.
لندن حاضرة
عززت الأندية اللندنية صفوفها بالعديد من الأسماء، وكان لكل من توتنهام، آرسنال وتشيلسي صفقة واعدة في الخط الأمامي.
تعاقد توتنهام مع مهاجم إيفرتون الدولي البرازيلي ريتشارليسون، في صفقةٍ قُدّرت بمبلغ 58 مليون يورو من دون المكافآت. وقّع اللاعب البالغ 25 عاماً عقداً حتى نهاية موسم 2027 ليكمل بذلك الهرم الهجومي برفقة هاري كاين وسون هيونغ مين.
مهاجم برازيلي آخر حطّ رحاله في لندن، هو غابرييل خيسوس الذي جاء من مانشستر سيتي إلى آرسنال. انتقالٌ كلّف خزائن الفريق 45 مليون جنيه استرليني بتوصية من المدرب ميكيل أرتيتا، الذي سبق له أن أشرف على تدريب خيسوس عندما كان مساعداً للمدرب بيب غوارديولا في مانشستر سيتي.
بالنسبة إلى تشيلسي، وقّع الفريق اللندني مع لاعب آخر من مانشستر سيتي، هو رحيم ستيرلينغ مقابل إجمالي 55 مليون جنيه استرليني. صفقةٌ يُنتظر منها الكثير، على أن تشكل بداية نشاط «البلوز» في سوق الانتقالات (من المتوقع أن يبرم الفريق 6 صفقات هذا الصيف).