مجلة وفاء wafaamagazine
وجد بحث نُشر عام 2016 في «The New England Journal of Medicine» أنّ الأشخاص الأكثر عرضة وراثياً لمرض الشريان التاجي ارتفع لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل النوبة القلبية، بنسبة 90 في المئة أكثر مقارنةً بالذين كانوا أقلّ عرضة للخطر من الناحية الجينية.
رغم هذا الواقع، أظهرت دراسات عديدة، آخرها بحث صدر شباط 2022 في «Circulation»، أنّ الأشخاص المعرّضين للخطر وراثياً يمكنهم تجنُّب أمراض القلب لمدة تصل إلى 20 عاماً، من خلال اتباع مجموعة عادات نمط الحياة الصحّية الأساسية.
وصحيحٌ أنّ الجينات تلعب دوراً مهمّاً في أمراض القلب، إلّا أنّها لا تجعل هذه الأخيرة حتمية.
وقالت طبيبة أمراض القلب، كريستين جيلس، من «Cleveland Clinic» إنّه لدعم صحّة القلب والوقاية من الأمراض التي قد تُصيبه، لا بدّ من التمسُّك بالعادات الصحّية التالية بِغضّ النظر عن الجينات الموروثة:
– النوم عند الساعة 10 مساءً
يمكن لقلّة النوم أن تؤذي القلب. قد يرجع السبب إلى أنّ الشخص لا يملك الطاقة الكافية لمُمارسة الرياضة في اليوم التالي عندما لا يحصل على ساعات نوم كافية، كما أنّه يميل إلى اختيار المأكولات غير الصحّية. فضلاً عن أنّ ضغط الدم ينخفض أثناء النوم، إلّا أنّ البقاء في حالة الاستيقاظ لوقتٍ أطول يعني أنّ معدل ضغط الدم يبقى أعلى لفترة أكبر، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وجدت دراسة نُشرت عام 2021 في «European Heart Journal – Digital Health» أنّ الأشخاص الذين ينامون بين الساعة 10 و11 مساءً ينخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، مقارنةً بالذين يخلدون إلى الفراش بعد منتصف الليل.
– تناول المزيد من السلمون وزيت الزيتون
إنّ الدهون الأحادية غير المشبّعة الموجودة في زيت الزيتون، وتلك المتعدّدة غير المشبّعة المخبأة في السلمون، هي تحديداً مُفيدة للقلب. إنّ هذه الأنواع من الدهون متوافرة بجرعات عالية في غذاء البحر الأبيض المتوسط الذي رُبط بمعدلات أقل لأمراض القلب. كذلك قد يكون السمك تحديداً مفيداً للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب. توصّلت دراسة نُشرت عام 2021 في «JAMA Internal Medicine» إلى أنّ استهلاك حصّتين من السمك أسبوعياً قد يخفض خطر التعرُّض لنوبة قلبية، وسكتة دماغية، وقصور القلب بين الأشخاص الذين عانوا مُسبقاً من أمراض القلب.
– المشي
إنّ استبدال 30 دقيقة من السلوك الخامل يومياً بأي نشاط بدني، حتى لو اقتصر الأمر على المشي البطيء، قد يخفّض خطر الموت من أمراض القلب بنسبة 24 في المئة، وفق دراسة صدرت عام 2018 في «Clinical Epidemiology». إنّ التمرين المعتدل والقويّ، مثل ركوب الدرّاجة والركض، يُحسّن قدرة القلب على ضخّ الدم والأوكسجين في كافة أنحاء الجسم، إستناداً إلى «National Heart, Lung and Blood Institute».
– الإنخراط في تمارين التأمّل
يرتبط التوتر بزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، خصوصاً أنّه يُشجّع على العادات غير الصحّية مثل التدخين، والخمول، والخيارات الغذائية السيّئة. غير أنّ تمارين التأمّل تساعد في تهدئة التوتر، بحسب مراجعة صدرت عام 2016 في «Clinical Psychology Review».
– استهلاك حصّة أخرى من الفاكهة
بالإضافة إلى الرياضة المنتظمة والوزن الصحّي، تبيّن أنّ تناول الفاكهة يخفض احتمال الإصابة بالسكّري النوع 2، والذي يُعزّز خطر أمراض القلب. كشفت دراسة نُشرت عام 2021 في «The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism» أنّ تناول حصّتين من الفاكهة يومياً مرتبط بخفض الإصابة بالسكّري النوع 2 بنسبة 36 % خلال السنوات الـ5 المُقبلة، مقارنةً باستهلاك أقل من نصف حصّة في اليوم. على عكس السكّر المُضاف، إنّ السكّر الطبيعي في الفاكهة غير مُضرّ، كما أنّ غالبية هذه الأطعمة تملك تأثيراً منخفضاً على مستويات السكّر في الدم لاحتوائها على الألياف.
– الاتصال بصديق
إنّ الوحدة لا تقلّ خطورة عن التدخين. وجدت مُراجعة نُشرت عام 2016 في «Heart» أنّ قلّة العلاقات الاجتماعية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29 %. ناهيك عن أنّ الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة قد يميلون أكثر إلى التدخين وعدم الحركة.