مجلة وفاء wafaamagazine
عند التحدّث عن اليوغا، إنّ أول ما قد يخطر في بالكم هو مجموعة من الوضعيات التي ثبُت أنها تُهدّئ التوتر، وتحسّن القوّة والتوازن والمرونة، وتخفّف أوجاع الظهر، وتزيد الطاقة، وتؤثر إيجاباً في مختلف أعضاء الجسم. ولكن هل سبق أن سمعتم بحمية اليوغا المعروفة بالـ”Yogic Diet”؟
بينما يختار بعض ممارسي اليوغا نظاماً غذائياً نباتياً، يتّبع البعض الآخر حمية اليوغا التي تُعدّ أكثر صرامة وتهدف إلى تعزيز شفاء الجسم والعقل، وضمان التوازن والسلام الداخلي.
– 3 مبادئ لليوغا
وأوضحت اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، لـ”الجمهورية”، أنّ “نظام اليوغا الغذائي يشدّد على استهلاك الأطعمة الطبيعية غير المصنّعة التي تحسّن الصحّة الروحية، والعقلية، والجسدية وتتوافَق مع فلسفة اليوغا. إنه يعتمد بشكلٍ أساسي على مبادئ اليوغا التي تشمل “Ahimsa” التي تدعو إلى تفادي الأذيّة بالامتناع عن استهلاك اللحوم ومشتقات الحليب، والـ”Sattva” التي هي حال من الاتزان ترتكز على أطعمة ساتفيك مثل الخضار والفاكهة الطازجة، والحبوب الكاملة، والتوابل العلاجية. بالإضافة إلى الـ”Saucha” التي تعني الطهارة وتدعو إلى إزالة الشوائب من الجسم عن طريق تناول الأطعمة العضوية الخالية من المواد الكيماوية”.
وتابعت شرحها قائلة: “إنطلاقاً من هذه المبادئ، تدعو حمية اليوغا إلى عدم وضع بعض المأكولات في الأطباق وتحديداً السكّر المُضاف، والملح المُضاف، والبصل، والثوم، واللحوم، والسمك، والدجاج، والبيض، والأطعمة المصنّعة، والسكّر الصناعي، والكحول، والكافيين، والمقالي، والتوابل الحارة”.
– قواعد أساسية
ولبدء اتّباع نظام اليوغا الغذائي، لا بدّ من الالتزام بالقواعد الأساسية التالية التي عرضَتها أبو رجيلي:
– إستهلاك أطعمة طازجة: تتكوّن حمية اليوغا من مأكولات طازجة، وموسمية، وعضوية، وبعيدة تماماً من عملية التصنيع.
– تفادي الكيماويات والمحفّزات: يجب الحذر من المواد الكيماوية قدر المستطاع عن طريق تجنّب الأطعمة المصنّعة، والمُحلّيات الصناعية، والكافيين، والكحول، والتدخين للانتقال إلى نمط حياة صحّي أكثر وتنقية الجسم والعقل.
– الأكل على فترات منتظمة: من خلال هذه الطريقة سينخفض احتمال المبالغة في الطعام. كذلك من المهمّ تَرك 5 ساعات على الأقل بين الوجبات من أجل السماح للجسم بهضم الطعام الأخير بشكلٍ كامل.
– … وقبل ساعتين من التمارين: لتفادي الانزعاج من المعدة الممتلئة، من المهمّ جعل الأطباق صغيرة وخفيفة وتناولها قبل ساعتين على الأقل من ممارسة تمارين اليوغا.
– جعل الغداء الوجبة الأكبر: يُعتقد أنّ الجهاز الهضمي يبلغ ذروته في منتصف النهار، لذلك يُنصح بأن يكون الغداء أكبر وجبة غذائية. تدعو حمية اليوغا إلى استهلاك الخضار النيئة والبروتينات صعبة الهضم على وجبة الغداء.
– طبخ المأكولات على العشاء: لتحسين الهضم وتعزيز الراحة بعد الأكل، لا بدّ من تفضيل طبخ الطعام على العشاء بدلاً من تناوله نيئاً كما هو حال الخضار.
– التركيز على الأعشاب والتوابل العلاجية: يشجّع غذاء اليوغا على إدخال الأعشاب والتوابل التي تملك خصائص علاجية مثل الكُركم، والقرفة، والزنجبيل، والحبق، والبقدونس، والفلفل الأسود.
– الوعي أثناء الأكل: يساعد الأكل بيقظة على تفادي اللقمشة العشوائية، والسيطرة على كمية الطعام، وفَهم احتياجات الجسم للحفاظ على صحّته وتوازنه.
وتعليقاً على كل ذلك، أفادت أبو رجيلي أنّ “اتّباع حمية اليوغا النباتية ستُساعدكم على العيش بشكلٍ أفضل ولوقتٍ أطول من خلال خفض الإصابة بالأمراض المُزمنة، وتحسين الهضم، وتحفيز الأيض، وزيادة الطاقة. لكن رغم ذلك، فهي تخلو من مأكولات كثيرة تُعدّ مصدراً أساسياً للبروتينات والعناصر الغذائية الأخرى الضرورية للجسم، كالسمك والبيض واللحوم والدجاج. لذلك يجب اتّباعها بحذر وبإشراف خبير التغذية تفادياً لأيّ نقصٍ غذائي قد يسبّب لاحقاً مجموعة انعكاسات سلبية”.