مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة الديار
تشهد الساحة اللبنانية حركة ناشطة على غير محور باتجاه تفعيل الجهود من اجل تحسين فرصة انتخاب رئيس للجمهورية، وعدم ربط هذا الملف بحرب غزة وتداعياتها. لكن السؤال يبقى مطروحا: هل هناك امكانية فعلية لتوفير جواز مرور للاستحقاق الرئاسي قريبا بمعزل عن هذه الحرب وفي ظل فشل التوصل الى وقف اطلاق نار او هدنة قبل شهر رمضان؟
الاجواء الاخيرة لمفاوضات القاهرة لم تكن ايجابية ومشجعة بسبب التعنت الاسرائيلي، ما جعل الرئيس الاميركي جو بايدن يقول ان ووقف النار المؤقت «يبدو امرا صعبا». وبدلا من ممارسة ضغط مباشر على رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، ذهب الى التركيز على العمل الاغاثي عبر الحديث عن رصيف بحري في غزة للمساعدات عن طريق قبرص بحماية امنية اسرائيلية.
مشروع قرار بمجلس الامن لوقف نار مؤقت؟
ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان ادارة بايدن لا تخفي حرجها من موقف نتنياهو المتصلب على الرغم من انها هي التي ساهمت وتساهم فيه من خلال الدعم العسكري المفتوح لإسرائيل منذ بداية حرب غزة وحتى اليوم.
وكشفت المصادر عن سعي لكي يتحقق وقف النار المؤقت عبر قرار من مجلس الامن بتبني مشروع تعده واشنطن يقضي بوقف نار مؤقت لمدة ٦ اسابيع يتزامن مع صفقة تبادل للاسرى وتوسيع نقل المساعدات الانسانية للفلسطينيين في القطاع.
لقاء مرتقب بين بري واللجنة الخماسية
وفي اطار الحراك الناشط بشأن الاستحقاق الرئاسي، كشفت مصادر مطلعة لـ«الديار» امس عن ان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها الاخير في منزل السفير القطري اتفقت على تفعيل الاتصالات واللقاءات مع الاطراف السياسية وعقد لقاء ثان مع الرئيس نبيه بري قريبا.
واضافت ان موعد هذا اللقاء لم يحدد، لكن من غير المستبعد ان يحصل الاسبوع المقبل اذا توافرت نتائج ايجابية على صعيد هذا الملف او حصلت تطورات ابجابية على صعيد السعي الى هدنة في غزة.
ووفقا للمصادر، فان السفراء الخمسة اتفقوا على اهمية اللقاء مع بري، واعتبروه محوريا واساسيا نظرا لدوره المهم في الاستحقاق الرئاسي ولموقعه كرئيس لمجلس النواب.
وحول اللقاء المذكور، قالت مصادر عين التينة لـ «الديار»: ليس هناك موعد محدد لمثل هذا اللقاء لكنها لم تستبعد حصوله في اي وقت، مشيرة الى ان التواصل بين الرئيس بري واعضاء اللجنة غير منقطع منذ اللقاء الاول.
وحول اللقاءات المنفردة التي يقوم بها السفراء مع بعض الاطراف السياسية، نقلت المصادر عن اجواء اجتماعهم الاخير، انهم اتفقوا على ان وحدة موقف اللجنة لا تلغي او تتعارض مع مثل هذا النشاط الذي يساهم في تنشيط عمل اللجنة.
نشاط قطري
ويبرز في هذا الاطار التحرك الذي يقوم به السفير القطري واللقاءات التي يجريها بعيدا عن الاضواء مع اطراف سياسية ونواب من مختلف الاتجاهات.
وعلمت «الديار» انه كان حضر منذ اسبوعين لقاء عشاء في منزل النائب نعمة فرام جمع 26 نائبا من مختلف الكتل، ودار الحديث حول الاستحقاق الرئاسي ومواضيع اخرى.
كما شارك في لقاءات اخرى مماثلة، واجرى عددا من الاجتماعات مع نواب وسياسيين.
وقال مصدر مطلع لـ«الديار» ان لقاءات السفير القطري او غيره من سفراء الدول الخمس طبيعية، وهي تجري تحت سقف الموقف الموحد للجنة، ولا تشكل تفردا لهذه الدولة او تلك.
زيارة خليل للدوحة
وفي هذا المجال برز ايضا خبر زيارة النائب علي حسن خليل الى الدوحة موفدا من الرئيس بري، ولم تعلق مصادر عين التينة على هذا الخبر. لكن مصادر مطلعة قالت ان الزيارة مرتبطة بطبيعة الحال بموضوع رئاسة الجمهورية والوضع في الجنوب، وان مجرد حصولها يعني ان هناك امورا مستجدة تتعلق بالاجتماع الاخير للجنة الخماسية والملف الرئاسي.
مبادرة الاعتدال الوطني واجواء عين التينة
من جهة اخرى، برز امس اللقاء الثاني بين الرئيس بري وكتلة الاعتدال الوطني، التي اعلنت من عين التينة على لسان احد اعضائها النائب وليد البعريني ان حراكها تحول الى مبادرة، وانها اخذت دفعا قويا بعد لقائها مع رئيس المجلس.
واوضح البعريني «ان الآلية التي رسمناها مع دولة الرئيس بري ايجابية جدا وسوف نوضحها خلال عملنا وتواصلنا مع الجميع في الجولة الثانية للكتلة».
وقال «ان الرئيس بري متفائل وابلغنا كل خير».
وقالت مصادر عين التينة لـ «الديار» ان اللقاء كان جيدا جدا خلافا لكل الضجيج الاعلامي الذي حصل في الايام القليلة الاخيرة ولمحاولة الايحاء بان مبادرة كتلة الاعتدال قد ماتت، مشيرة الى ان التعاون والتنسيق بين الرئيس بري والكتلة كانا منذ اللحظة الاولى.
بري: دور هوكشتاين بعد الهدنة
ونقل عن الرئيس بري مساء انه هو من يضع الالية للمبادرة ولا احد غيره.
وحول الحل بشان الجنوب قال ان لا حلول طالما ان الهدنة مش ماشية. وان دور هوكشتاين بعد الهدنة.
واشار الى ان الموفد الاميركي قدم افكارا منها ايجابية ومنها فيها ان وغير الله ما بيجبرنا عليها، ورددنا عليها.
ولفت ايضا الى ان التواصل قائم مع هوكشتاين.
وعن زيارة معاونه السياسي النائب علي حسن خليل لقطر، قال ان القطريين يدعمون الحل ويشجعون الافكار المطروحة.
وحرصت مصادر الكتلة على عدم الكشف عن الالية التي ستطرحها مع الكتل في جولتها الثانية حول اللقاء التشاوري الذي تسعى اليه.
وقالت ان الجولة الثانية تختلف عن الاولى لجهة البحث في الالية التي ستعتمد وكذلك في توضيح نقاط اخرى تتعلق بمبادرة الكتلة.
وعلمت « الديار» ان الدعوة للقاء التشاوري يرجح ان تاتي من الكتلة، وان سيكون هناك رئيس للقاء، لكن الكتلة تفضل عدم الكشف عن هذا الموضوع قبل اجراء جولتها الثانية.
وبشأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فانها ستكون جلسة غير مفتوحة وبدورات متتالية وبنصاب الثلثين، وتقفل بالمحضر بحيث لا يشل عمل المجلس. اما في شان الاسماء المرشحة فالامر مفتوح للاطراف.
بري وميقاتي يقومان زيارة هوكشتاين
من جهة ثانية، زار الرئيس نجيب ميقاتي امس الرئيس بري في عين التينة، وبحثا الوضع في الجنوب وقوما نتائج زيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين، وتطرقا الى اجواء اللجنة الخماسية.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان الاجتماع يندرج في اطار التشاور والتنسيق بشأن الموقف اللبناني من الافكار التي طرحها هوكشتاين وما هو منتظر منه في ضوء اجتماعه الاخير بالمسؤولين الاسرائيليين وما كان سمعه من لبنان.
واضافت ان عودة هوكشتاين الى بيروت لم يحدد موعدها بعد، خصوصا انه كان يركز على الهدنة في غزة لاستكمال مهمته.
وقالت ان العنوان الابرز الذي يحكم مسار مهمة الموفد الاميركي وفرصة نجاحها يبقى في غزة ووقف العدوان الاسرائيلي عليها.
مصدر قيادي لـ«الديار»: التهويل الاسرائيلي لن يؤثر على لبنان
على صعيد اخر، تواصلت المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، وبرز امس اعتداء جيش العدو واطلاقه النار على دورية مشتركة للجيش اللبناني وقوات اليونيفيلفي محيط عيتا الشعب. واكد الناطق باسم القوة الدولية اندريا تيننتي ان الدورية « تعرضت لاطلاق نار من اسلحة خفيف من جنوب الخط الازرق، وقد اصيبت الية للجيش اللبناني كانت ضمن الدورية، ولحسن الحظ لم يصب احد بأذى».
وشن حزب الله سلسلة هجمات بالصواريخ على مواقع وتجمعات جنود العدو محققا اصابات مباشرة. وتصدى لمسيرة اسرائيلية في المناطق الحدودية واجبرها على العودة الى داخل فلسطين المحتلة.
واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على عدد من المناطق، كما ادى القصف على الضهيرة الى اصابة مواطنين بجراح.
وامس اكد مصدر قيادي لـ «الديار» ان التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بشن عدوان بري واسع على الجنوب ليست جديدة، معتبرا انها تندرج في اطار التهويل الذي يمارسه منذ بدء المواجهات معه وفي سياق محاولات الضغط التي يمارسها للتاثير في موقف لبنان.
وقال المصدر» في كل الاحوال فان المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات منذ اللحظة الاولى وهي مستعدة لاي عدوان».
واستبعد قيام العدو بعدوان بري او حرب واسعة، لافتا الى انه تحدث عن مهل عديدة وما يقوله اليوم يندرج في الاطار نفسه.
تهديد اسرائيلي جديد
وامس قال قائد القيادة الشمالية في جيش العدو اوري غوردين خلال زيارة للجليل «اننا نعزز باستمرار استعدادتنا لشن هجوم على لبنان»، مؤكدا الالتزام» بتغيير الوضع الامني في الشمال من اجل اعادة السكان الى منازلهم».
حزب الله: التهديدات لن تغير خياراتنا
وامس قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض «ان التهديدات التي ينقلها الوسطاء من هنا وهناك والذين يقدمون انفسهم انهم حياديون وهم ليسوا حياديين، ان كل ذلك لن يغير خيارات اهلنا ولن يغير في المستوى الميداني لا في اداء المقاومة ولا في مواقفها ولا في ادارتها لقواعد اللعبة».
مصدر بالتيار لـ«الديار»: لقاء الحزب غير مستغرب باي وقت
على صعيد آخر، وصف مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ «الديار» اللقاء بين الرئيس ميشال عون ووفد حزب الله بانه كان جيدا وايجابيا واتسم بروح من الصراحة والمسؤولية، مشيرا الى انه ساهم بشكل واضح في تخفيف حدة التشنج والسجالات التي حصلت عبر وسائل التواصل بين ناشطين او مناصرين للتيار والحزب حول المواقف الاخيرة المتعلقة بالجنوب ووحدة الساحات.
وقال ان اللقاء ركز على هذا الموضوع، وان وفد الحزب اراد شرح موقفه وعرض لتطمينات بهذا الخصوص تجيب على الهواجس لدى الرئيس عون والتيار الوطني الحر.
واوضح ان اللقاء لم يبحث موضوع رئاسة الجمهورية، او يتناول مسألة «الشراكة» وتفاصيل المواقف بشأنها.
وردا على سؤال عما اذا كان اللقاء المذكور يفتح الباب امام لقاء على مستوى قيادي بين التيار والحزب قال المصدر» لا يوجد طلاق بيننا ومثل هذا اللقاء ليس مستبعدا في اي وقت، لكنه لم يطرح بعد. وليس مستغربا حصوله في اي وقت، ونحن نؤمن بان التواصل المباشر مع اي طرف يساهم في وضع النقاط على الحروف في اي موضوع، ومن هنا كان ترحيبنا بالحوار الجامع وفق اسس واضحة وسليمة».
واعتبر المصدر ان لقاء الرابية «يمكن ان يكون بداية لمسار ايجابي من اجل خلق اجواء ايجابية تخفض منسوب التشنجات بين التيار الوطني الحر وحزب الله التي ظهرت مؤخرا في وسائل التواصل، وهو يندرج في اطار بداية ضرورية لوقف هذا المسار لكنه لا يحل الاشكالية الكبيرة بين الطرفين حول «الشراكة» ورئاسة الجمهورية، وحل هذه الاشكالية لا يكون بلقاء واحد بل يحتاج الى وقت وجهد ونقاش ومصارحة موضوعية».