الرئيسية / آخر الأخبار / عصير التوت الأسود: وقود طبيعي لصحة الجسم

عصير التوت الأسود: وقود طبيعي لصحة الجسم

مجلة وفاء wafaamagazine

تُعتبر السمنة من أبرز التحدّيات الصحية في العصر الحديث، ما يدفع العلماء للبحث عن حلول طبيعية فعّالة. في هذا الإطار، يظهر عصير التوت الأسود كخيار واعد بفضل غناه بالأنثوسيانينات، وهي مركبات فلافونويدية تمتاز بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات.

هذه المُركّبات لا تقتصر فوائدها على تعزيز صحة الجهاز الهضمي، بل تشمل أيضاً تحسين التوازن الأيضي، ما يجعلها جزءاً مثالياً من الأنظمة الغذائية الصحية.

 

دراسة حديثة حول فوائد عصير التوت الأسود

نشرت مجلة Nutrients دراسة حديثة عام 2024 تناولت تأثير عصير التوت الأسود على صحة الأمعاء والأيض، شملت 18 مشاركاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة (مؤشر كتلة الجسم > 25 كغم/م²)، فتناولت مجموعة منهم العصير مرّتَين يومياً لمدة أسبوعَين، بينما تناولت المجموعة الأخرى دواءً وهمياً.

 

أبرز النتائج:

• تحسين الميكروبيوم المعوي: أظهرت الدراسة زيادة واضحة في أعداد البكتيريا المفيدة مثل Firmicutes وActinobacteria، وانخفاضاً في أعداد أنواع ضارّة مثل Bacteroides. هذه التغيّرات تعزّز التنوّع البكتيري، ممّا يدعم صحة الجهاز الهضمي.

• تنظيم مستويات الغلوكوز: ساعد العصير في تحسين استجابة الجسم للأنسولين، إذ سجّل المشاركون انخفاضاً ملحوظاً في مستويات الغلوكوز بعد تناول الطعام، مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.


• زيادة أكسدة الدهون: لوحظ ارتفاع ملحوظ في معدّل حرق الدهون أثناء تناول الوجبات وبعد ممارسة النشاط البدني، ممّا يعزّز من فرص خفض الدهون الزائدة وتحسين التوازن الأيضي.

 

فوائد إضافية للصحة العامة

ترتبط هذه النتائج بدور الأنثوسيانينات في تقليل التوتر التأكسدي، تعزيز عملية الهضم، والوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة.

ويمكن لعصير التوت الأسود أن يكون إضافة غذائية قيّمة للراغبين في تحسين صحة أمعائهم وتنظيم مستويات السكّر في الدم.

 


الحاجة لمزيد من الدراسات

على رغم من النتائج الإيجابية، يؤكّد الباحثون ضرورة إجراء دراسات أوسع وأكثر شمولاً لفهم تأثير العصير على المدى البعيد وتحديد الجرعات المثلى للاستفادة القصوى.

عصير التوت الأسود ليس مجرد مشروب منعش، بل هو وسيلة طبيعية لتحسين الصحة العامة، سواء عبر دعم صحة الأمعاء أو تعزيز الأيض. وإدراجه في النظام الغذائي قد يكون خطوة مهمّة نحو حياة أكثر صحة.