
مجلة وفاء wafaamagazine
قال السفير العالمي للسلام رئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش: “اذ تحل ذكرى المقاومة والتحرير هذا العام بالتزامن مع الاستحقاق البلدي والاختياري في الجنوب، فاننا نهنىء جميع اللبنانيين وخصوصا أبناء الجنوب على صمودهم وتمسكهم في ارضهم، والدولة على حسن تنظيم هذا الاستحقاق الديموقراطي، رغم الامكانات الضئيلة والظروف الصعبة، خصوصا في الجنوب، بعدما حول العدو هذا الاستحقاق الى مهمة شاقة وسط مشهد انساني مأزوم، حيث يمنع الاهالي من العودة الى قراهم، وتدمر المنازل الجاهزة في المناطق الحدودية، هذا دون الحديث عن الدمار الشامل في البنية التحتية والمرافق الحيوية وتحول قرى باكملها الى ركام”.
وشدد في بيان، على ان “التصعيد الاسرائيلي عشية الانتخابات هدفه بث الخوف والقلق بين السكان، لمنعهم من المشاركة في التصويت، وهو محاولة لمنع تطبيع الحياة المدنية في الجنوب من خلال استهداف الاستحقاق الانتخابي كرمز للسيادة والاستقرار، ولكن الاهالي آثروا تحدي هذا العدو والمشاركة في هذا الاستحقاق، وهم بذلك أرادوا توجيه رسالة صمود وارادة حياة فوق الركام والدمار، وهم رغم التحديات يعولون على هذه الانتخابات من اجل اعادة الاعمار واحداث تغيير حقيقي في الخدمات المحلية”.
ورأى اننا “نمر في مرحلة حساسة جدا تتبنى فيها الدولة نهجا اكثر حزما في ملفي النزوح السوري والمخيمات الفلسطينية، بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والامنية المتزايدة، خصوصا بعد بروز انفراجات على مستوى الاقليم، حيث رفعت الولايات المتحدة العقوبات عن سوريا وحذت اوروبا حذوها في هذا الاطار، ما سيؤدي حتما الى عودة النازحين السوريين، وبالتالي تخفيف الاعباء عن لبنان، ولكن الموضوع بحاجة الى متابعة من الدولة اللبنانية عبر الحوار المباشر وانشاء لجان مشتركة والتنسيق مع المنظمات الدولية واخيرا وضع خطة وطنية للعودة الامنة”.
وشدد على ان “سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات الذي يتم التداول فيه حاليا، والذي يواجه تحديات امنية وسياسية معقدة، يشكل خطوة في غاية الاهمية على طريق بناء الدولة واحترام سيادتها على كامل اراضيها، على ان يتم ذلك بطرق مدروسة وسلمية وبموافقة وتعاون الاطراف المعنية، ونعني هنا استخدام الدبلوماسية المتعددة الاطراف، متمنيا ان لا تكون هذه الخطوة مشروطة بطرح ما يعرف بالباسبور الثاني كمقدمة للتوطين”، مشيرا الى ان “الكلام عن اقامة دولة فلسطينية يمهد لعودة اللاجئين في بلدان الشتات”.
من جهة ثانية، راى غملوش ان الموقف البريطاني والفرنسي من القضية الفلسطينية يعد تطورا ايجابيا على طريق تحقيق العدالة للفلسطينيين، لكنه بحاجة الى ترجمة حقيقية في السياسات والى دعم اوروبي ودولي واسع، والى حزمة متكاملة من الاجراءات السياسية والاقتصادية والقانونية، حتى لا يبقى مجرد موقف رمزي لا يغير من الواقع شيئا”.