
مجلة وفاء wafaamagazine
حتى الآن تسجّل في لبنان حالة من الترقّب والانتظار للتطورات المقبلة. مطار بيروت يعمل بشكل شبه عادي، باستثناء الإلغاءات التي قام بها عدد من شركات الطيران العربية والأجنبية، إلا أن شركة “طيران الشرق الأوسط” ما تزال تعمل بطاقتها القصوى، لا بل زادت من عدد الرحلات. ولكن الرحلات تجري وسط ظروف غير عادية، ما دفع الشركة إلى تعديل في الطرق الجوية التي تسلكها الطائرات في اتجاه مسارات أطول نسبياً وهو ما أدّى إلى ارتفاع في الأسعار.
كتبت” الاخبار”:
في رأي بعض العاملين في قطاع السياحة والسفر، ما يزال هناك بصيص من الأمل بأن يظفر لبنان بنصيب من الموسم الصيفي. فالقادمون إلى لبنان هم في غالبيتهم لبنانيون مغتربون إلى جانب عدد من العرب والخليجيين.
الفئة الأولى «ربما لن تتخلى عن خططها للقدوم إلى لبنان، وقد تأتي بحذر، ولكنّ السياح العرب والخليجيين يرجّح أنهم لن يأتوا في ظل هذا الوضع» يقول إيلي نخّال، مالك شركة نخّال للسياحة والسفر.
فالظروف القائمة الآن، لا تشبه ظروف حرب 2006 أو حرب 2024 حيث كانت الاعتداءات الصهيونية على لبنان واسعة النطاق، إنما الآن الأمور متعلقة بمسارات الطيران والخوف من تطوّرات وانزلاقات عسكرية في المنطقة وليس في لبنان فحسب.
لذا، يسجّل أن مطار بيروت فيه زحمة مسافرين، وهذا أمر لا يمكن التعامل معه بوصفه مؤشّراً على التحسّن أو التراجع، إذ إن شركة “طيران الشرق الأوسط”هي التي تعمل بأكثر من طاقتها الاعتيادية وتسيّر رحلات أكثر من المعتاد من أجل تغطية النقص في الرحلات التي عزفت الشركات العربية والأجنبية عن القيام بها انطلاقاً من مطار بيروت أو إليه.
وتقول مصادر متابعة إن أسعار تذاكر السفر التي تبيعها شركة طيران الشرق الأوسط سجّلت ارتفاعاً لأسباب عدّة منها ارتفاع الطلب عليها، سواء للسفر من لبنان أو إليه وسط غياب عدد من الشركات الأخرى، ومنها أيضاً طول المسافات التي باتت تقطعها الطائرات بعد لجوء العدد الأكبر من شركات الطيران إلى التوقف عن استعمال الأجواء السورية والأجواء العراقية، والاستعاضة عن هذا المسار بطرق أخرى أطول بنحو ساعة، ما يرتّب على الشركة رفع الأسعار لتغطية الكلفة الإضافية.
لكن المشكلة لا تكمن في الأسعار فقط، بل في أنّ لبنانيين عالقين في الخارج في شرم الشيخ مثلاً، لا يمكن نقلهم حالياً إلّا عبر طرق ومسارات أكثر تعقيداً وأطول مسافة، وهو ما يعني أن الأولوية التجارية لدى الشركة لن تُمنح لهؤلاء إلا بقرار سياسي.
كتبت” الشرق الاوسط”:
كثفت شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقلة الجوية اللبنانية، من رحلاتها لتعويض التبدلات في جداول حركة الطيران إثر الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، فيما يشهد مطار بيروت اكتظاظاً نتيجة تأخير الرحلات، وهي أزمة يتوقع المسؤولون اللبنانيون أن تمتد ليومين إضافيين، رغم جهود «طيران الشرق الأوسط» لتسيير الرحلات التي توقفت بعد منتصف ليل السبت – الأحد، واستُأنفت فجر الأحد، تماماً كما حدث ليل الجمعة – السبت.
قال المدير العام للطيران المدني في مطار بيروت، أمين جابر، لـ«الشرق الأوسط»:
«إننا نعمل ضمن جدول طارئ بعد التطورات الأمنية في المنطقة»، خلافاً لجدول الرحلات التي كانت مجدولة قبل الحرب، موضحاً أن هذا التدبير اتُخذ «بسبب إلغاء العديد من شركات الطيران العربية والأجنبية لرحلاتها».
وأضاف: «شركة (طيران الشرق الأوسط) تسير العدد الأكبر من الرحلات في هذا الوقت إلى جميع الوجهات، بالنظر إلى أن الكثير من الأشخاص لا يزالون في الخارج، وقرروا العودة إلى البلد، كما أن هناك الكثير من الموجودين على الأراضي اللبنانية، كانوا قد حجزوا للمغادرة»، مشدداً على أن الناقلة الجوية اللبنانية «تبذل جهوداً للعمل بكل الظروف، وتلبية احتياجات المسافرين».
وقال جابر: «أزمة الاكتظاظ لا تزال قائمة، بالنظر إلى أن الخيارات تضيق أمام المسافرين العازمين على المغادرة»، مشيراً إلى أن «هذا الضغط على رحلات (الشرق الأوسط) أنتج إرباكاً، في وقت تحاول الشركة اللبنانية تلبية جميع حاجات السوق». وأعرب عن توقعاته بأن الأزمة «ستتقلص خلال يومين، بعد تلبية الحاجات».
ولا تزال طائرات شركات طيران مثل «القطرية» و«الكويتية» و«الاتحاد» الإماراتية تهبط في بيروت، فيما ألغت شركات أخرى رحلاتها مثل «الفرنسية» و«الإماراتية» و«الإثيوبية» والشركات التركية. وقال جابر إن الشركات العربية والأجنبية «تجدول رحلاتها كل يوم بيومه حسب الظروف»، لافتاً إلى أن «معظم الشركات الأوروبية ألغت رحلاتها في اليومين الأخيرين، في وقت تكفلت طائرات (الشرق الأوسط) بنقل الركاب، حيث لا تزال تطير إلى جميع الوجهات التي تطير إليها، مثل باريس ولندن وكوبنهاغن وغيرها».
ويشير جابر إلى أن التدابير «جدية جداً لتأمين سلامة الطائرات، ويجري إبعاد الطائرات من مكانها في لحظات إطلاق الصواريخ، وتجري تقييماً للأوضاع الأمنية بشكل متواصل كل لحظة بلحظتها».
وقال جابر إن أعداد الوافدين قبل الحرب «كانت تتراوح بين 16 ألفاً و18 ألفاً يومياً، قبل أن تتقلص بسبب الحرب وإلغاء رحلات العديد من شركات الطيران إلى حدود الـ4000، السبت».
وتراجعت حركة الوافدين إلى مطار بيروت، إثر الحرب، بنسبة تتخطى الـ75في المائة، إذ سجل مطار بيروت نحو 4 آلاف وافد يوم السبت، بينهم حجاج لبنانيون، في مقابل 4 آلاف مسافر غادروا الأراضي اللبنانية عبر مطار بيروت. وقال جابر إن أعداد الوافدين قبل الحرب «كانت تتراوح بين 16 ألفاً و18 ألفاً يومياً، قبل أن تتقلص بسبب الحرب وإلغاء رحلات العديد من شركات الطيران إلى حدود الـ4000، السبت».