الرئيسية / آخر الأخبار / الخطيب: لتحلي السياسيين بالمسؤولية في معالجة الازمات الخطيرة

الخطيب: لتحلي السياسيين بالمسؤولية في معالجة الازمات الخطيرة

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد لبايا – البقاع الغربي التي استهلها بالحديث عن فضائل شهر رجب وما أوردته الروايات الشريفة حول أهميته وضرورة إحيائه بالعبادة والصوم والدعاء ولا سيما أن في هذا الشهر مناسبات جليلة لموالد عدد من الائمة المعصومين، ولقد ورد عن النبي: “رجب شهر الله وشعبان شهري وشهر رمضان شهر أمتي، فمن صام يوما منه استوجب رضوان الله الأكبر” لذلك علينا ان نهيئ انفسنا لتزكية وتربية نفوسنا على العطاء والخير والتوكل على الله والصبر على البلاء، وعلينا كمؤمنين ان نحيي أيام الشهر ومناسباته بما يكسبنا رضا الله لننعم بفيوضات الرحمة الإلهية ونكون من اهل الايمان والورع المقبولة أعمالهم فنقتدي برسول الله والائمة المعصومين ونسير على نهجهم ونعتصم بحبل الله المتين ونتمسك بتعاليم كتابه ونلتزم العمل الصالح ونتواصى بالحق والصبر لنكون عند حسن ربنا بنا”.

وأكد أن “الانسان عرضة للابتلاء، وعليه ان يتعظ منها ويتحصن بالايمان والورع عند المصائب والشدائد ويكون قويا صابرا متوكلا على ربه في مواجهة الازمات والظروف الصعبة ليخرج منها اكثر صلابة وقوة ولاسيما اننا نعيش في لبنان في ظل اوضاع اقتصادية واجتماعية ومالية صعبة وبلاءات وامراض تحتم علينا الاتعاظ منها وادراك نعم الله علينا والعودة الى تعاليم ديننا والحذر من سخط الله، وقد قال عز من قائل في كتابه المجيد: “ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” نسأل الله في هذه الأيام المباركة ان يجيرنا من البلاءات ولا يحرمنا النعمات ويسدد خطانا ويبارك أعمالنا ويتلطف بنا ويلهمنا الصواب”.

وشدد على “ضرورة أن يتحلى السياسيون بروح المسؤولية الوطنية في معالجة الازمات الخطيرة التي يعانيها لبنان، بما يجنب المواطنين تداعيات دفع الاستحقاقات المالية المترتبة، وطالما ان اللبنانيين مجمعون على خطورة الأوضاع الاقتصادية و تردي الظروف المعيشية والاجتماعية في ظل التضخم الحاصل وتدني قيمة النقد الوطني فإنهم مطالبون بالتعاون مع الحكومة الانقاذية التي التزمت الإصلاح وتولت مهمة شاقة وصعبة تتصل بإنقاذ وطن وشعب انهكتهما سياسات اقتصادية ربوية ومحاصصات طائفية وتلزيمات بالتراضي وهدر فاضح وصفقات مشبوهة، لذلك لا يجوز تحميل الحكومة مسؤولية التردي الذي وصلنا اليه، ولا يجوز ان يدفع المواطنون المنهكون والفقراء ثمن الفساد السياسي والاقتصادي والإداري، و على الجميع ان يتضامنوا ويتكاتفوا لإنقاذ وطنهم فيعملوا على استرداد أموال الدولة المنهوبة أينما وجدت بعد رفع الغطاء السياسي عن كل فاسد ومرتش وسارق”.

وقال: “ونحن اذ ننوه بخطوة رفع السرية المصرفية عن المسؤولين فإننا نطالب السياسيين برفع اليد عن القضاء وإطلاق يده في المحاسبة وكشف الفاسدين والمرتشين من أصحاب الثروات المشبوهة تمهيدا لاستعادة المال العام المنهوب”.

وحذر من “التلهي بالخلافات الجانبية والانجرار خلف الدعوات المشبوهة والانزلاق الى مهاوي الفتن المصطنعة لان وطننا يستصرخ بنيه لإنقاذه والمرحلة تحتاج الى وعي وحكمة ومسؤولية في التعاطي معها، فالتضامن الداخلي اكثر من ضرورة لتحصين بلدنا وعلى الجميع وقف السجالات والمناكفات والتفرغ لايجاد الحلول الناجعة التي تنقذ لبنان، وتبقيه محصنا في وجه الضغوط الاقتصادية والاملاءات الخارجية، وعلى الحكومة ان تضع البرامج والخطط الإصلاحية والنقدية لإخراج البلد من ازماته، وعلى السياسيين ان يتكاتفوا ويتعاونوا ويقفوا مع الحكومة في عملية إنقاذ الوطن وليعلموا أن البلد إذا سقط لا سمح الله سيسقط على الجميع”.

وطالب الشيخ الخطيب اللبنانيين بـ “التعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية في إجراءاتها الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا، بما يحول دون تحوله الى وباء، وعلى وسائل الاعلام المحلية والدولية بأن تسهم في توعية الناس و نشر الوعي دون اثارة القلق والذعر والتعامل مع هذا الفيروس وفق الارشادات الطبية ولاسيما ان فرص شفاء المصابين به كبيرة جدا”.