مجلة وفاء wafaamagazine
ينبغي عدم التقليل من شأن التأثير الإجتماعي للروبوتات على الناس في المسقبل، والشعور الذي قد ينتاب البشر من ناحية عدم الشعور بالأمان جرّاء هذا الأمر.
يتّجه العالم بسرعة نحو زيادة رَقمنة الخدمات وتعزيز الحصول عليها أثناء التنقل، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا، إذ قررت العديد من القطاعات استخدام الأنظمة الروبوتية. وينتظر أن تصبح هذه الأخيرة المعيار السائد بحلول العام 2040، وفقاً لبعض التقديرات. وعلى رغم أنه ما زالت معظم هذه الأنظمة في مرحلة البحث الأكاديمي في الوقت الحالي، ومن السابق لأوانه مناقشة كيفية دمج تدابير الأمن الإلكتروني بها، إلّا أنّ الأبحاث وجدت بُعداً جديداً وغير متوقع للمخاطر المرتبطة بالروبوتات، يتمثّل في التأثير الإجتماعي الذي ستحدثه في سلوك الناس.
إستخلاص المعلومات
توصلت الأبحاث التي نشرت في الفترة الأخيرة إلى أنّ الروبوتات يمكنها استخلاص المعلومات الحساسة بشكل فعّال من الأشخاص الذين يثقون بها، من خلال إقناعهم باتخاذ إجراءات غير آمنة، كالتأثير على رغبة الناس في مَنحهم صلاحية الوصول إلى مرافق مؤمنة لم يكونوا ليمنحوها إلى أناس مثلهم، على سبيل المثال. فقد أكد بحث نشر مؤخراً يرتكز على تأثير روبوت اجتماعي محدّد جرى تصميمه وبرمجته للتفاعل مع الأشخاص عبر قنوات شبه بشرية، مثل الكلام أو الإيماءات، أنّ الأشخاص يمكنهم أن يسمحوا للروبوت بالتنقل كما يشاء والدخول إلى مناطق حساسة في الشركات. وبالنظر إلى افتراض التجربة البحثية إمكانية اختراق الروبوتات الإجتماعية والسيطرة عليها من قبل مهاجم، فقد حذّرت الأبحاث من المخاطر الأمنية المحتمل حدوثها والتي قد تؤثر تأثيراً فعّالاً على المستخدمين. ومن هذه المخاطر على سبيل المثال، دخول الروبوت إلى أماكن خاصة، إذ أظهرت الأبحاث أنّ الناس يسمحون للروبوت القيام بأمور والدخول إلى أماكن يحظّر الدخول إليها للعامّة. فقد أظهرت التجارب أنّ 40% من الموظفين في الشركات فتحوا الأبواب للروبوت، سامحين له بالدخول إلى المنطقة الخاصة المؤمنة. كذلك ركزت الأبحاث على استخراج الروبوت المعلومات من البشر، والحصول على المعلومات الشخصية التي عادة ما تُستخدم لإعادة ضبط كلمات المرور، بما في ذلك تاريخ الميلاد وطراز السيارة الأولى واللون المفضّل، وما إلى ذلك. وقد تمّ استخدام الروبوت الإجتماعي مرة أخرى، ودعا الناس لإجراء محادثة ودية معه. وقد تمكن الباحثون من الحصول على معلومات شخصية من جميع المشاركين، وبمعدل معلومة واحدة في الدقيقة تقريباً. وأكدت الأبحاث، التي ركّزت في البداية على فحص البرمجيات المستخدمة في تطوير الروبوت، أنّ المصممين يتخذون قرارات مقصودة باستبعاد آليّات الأمن في المراحل الأولى من الروبوتات، بينما يتم التركيز على تطوير الراحة والكفاءة. وشدّدت الأبحاث على أهمية أخذ الجوانب الأمنية للروبوت في الحسبان، لحماية ثقة الناس به ومنع استخدام المعلومات التي كشفوا عنها من قبل جهات غير مخوّلة.
المصدر : الجمهورية