مجلة وفاء wafaamagazine
طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من القوات المسلحة “التحلي بأقصى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي لحماية أمن مصر القومي”، ما أثار جملة من التساؤلات بشأن توقيت هذا الإعلان.
وكان السيسي اجتمع مع الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وذلك بحضور رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وقائد المنطقة المركزية العسكرية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي أن السيسي اطلع خلال الاجتماع على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية الثلاثة الرئيسية على مستوى الجمهورية، وجهود القوات المسلحة لضبط الحدود وملاحقة العناصر الإرهابية، خاصةً في شمال سيناء وكذلك المنطقة الغربية.
ووفقاً لبيان الرئاسة المصرية، وجه السيسي بالاستمرار في التحلي بأقصى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي لحماية أمن مصر القومي، معرباً عن التقدير لجهود القوات المسلحة وما تبذله من تضحيات فداءً للوطن ولصون أمنه وسلامته واستقراره ومقدرات شعبه.
وربط مراقبون اجتماع السيسي بوزير الدفاع وطلبه بالاستعداد على أعلى مستوى العسكرية قد يرجع إلى سببين الأول هو التطورات الليبية، والثاني هو إعلان الخارجية الأثيوبية عدم تأجيل ملء سد النهضة.
في ليبيا سيطرت حكومة الوفاق، الاثنين، على قاعدة “الوطية” الجوية الواقعة (140 كلم) جنوب غرب العاصمة طرابلس، بعدما كانت خاضعة لسيطرة القوات الموالية للمشير خليفة حفتر.
والمنطقة الغربية العسكرية التي أشار إليها السيسي هي واحدة من المناطق الأربع العسكرية للقوات المسلحة المصرية ويقع مقرها بمرسى مطروح قرب الحدود الليبية.
ويعتبر السيسي من أبرز الداعمين لخليفة حفتر، وكان الجيش المصري هو المسؤول عن تدريب قوات حفتر على عدد من الأسلحة الجديدة، والمساند الأول له في معركته.
وتعد قاعدة الوطية من أهم القواعد العسكرية الليبية في الغرب، والتي كان يشن منها حفتر هجومه على العاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق، وبخسارتها يفقد تواجده في الغرب الليبي بالكامل باستثناء مدينة ترهونة، ما يعطي دفعة لحكومة الوفاق.
وتأتي عملية السيطرة على قاعدة بعد أسابيع قليلة على استعادة حكومة الوفاق السيطرة على ست مدن بينهما مدينتان استراتيجيتان (صرمان وصبراتة) غرب طرابلس.
أما في أثيوبيا، فقد أعلنت زير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشيو، في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن، الاثنين، إن بلاده “لا ترى أي سبب لتأجيل ملء خزان سدها” الضخم، على الرغم من تحذيرات مصر من أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة.
ويشكل سد النهضة الإثيوبي الكبير مصدرًا للتوتر في حوض نهر النيل، منذ أن أطلقت إثيوبيا المشروع في عام 2011، وتقول أديس أبابا إن السد مهم لاقتصادها، بينما تخشى القاهرة من أن يوثر على كمية مياه النيل الذي يوفر كل احتياجات مصر من المياه تقريبا.
وفشلت المحادثات، التي أجريت في وقت سابق من هذا العام، بين الحكومتين والسودان، الدولة الأخرى المعنية، في تحقيق انفراج.
المصدر : الجمهورية