الثلاثاء 02 تموز 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
إدمان المخدرات في لبنان
يعد إدمان المخدرات من أخطر المشكلات التي يتعرض لها الفرد والأسرة بل و المجتمع بشكل عام ، حيث أن أضرار تعاطي المخدرات لا تمس مدمن المخدرات في صحته فقط، بل تمتد آثارها لتلحق أضرارًا اجتماعية واقتصادية عليه وعلى أسرته ومجتمعه. وسوف نقوم هنا بالتطرق لأضرار المخدرات والمخاطر التي قد يتعرض لها مدمن المخدرات .
ويتبين من خلال الكثير من الدراسات على أنواع عديدة من المخدرات أنها تعد أحد الأسباب الرئيسية في كثير من أمراض العصر وأخطرها السرطانات بكافة أنواعها وكذلك الأمراض النفسية كالفصام والاكتئاب والجنون والأمراض العصبية منها الصرع وهي بالدرجة الرئيسية تتسبب بالإدمان على تعاطيها و هو ما يعد بحد ذاته واحداً من الأمراض التي تحتاج إلى العلاج ،عدا أن تكاليف العلاج تتطلب مبالغاً ضخمةً جدا لا يستطيع معظم المدمنون وأسرهم تحملها إن طلبوا العلاج والأنواعالتعافي .لذا من المفيد أن نعطي هنا بعض حقها في تبيان بعض ما تسببه من أضرار على حياة من يستخدمها وعلى صحته بالتحديد:
نوع الشمة والتي هي عبارة عن تبغ غير محروق تضاف معه مواد كثيرة، منها (العطرون (بيكربونات الصوديوم) والتراب والأسمنت و ماء البحر والرماد والحناء والطحين وروث الحيوانات)
ومن أضرارها:
أن فيها النيكوتين السام وهي مادة تسبب الإدمان وموجود في جميع أنواع التبغ لذا نرى من يتعاطى الشمة لا يستطيع تركها بسهولة لأنه أدمن عليها بسبب النيكوتين وهي تشوه منظر الفم فيصبح قبيحا وتكون رائحته كريهة وتسبب اصفرار الأسنان وتسوسها كما وتصيب الشخص المتعاطي لها في كثير من الحالات بسرطان الفم وسرطان اللثة
و تجدر الإشارة إلى أن ما تسببه الشمة من أضرار كذلك يسببه القات والتمبل وأنواعه المتعددة مثل الزردة والسوكه والخلطة وبعض أنواع الفوفل المنتشر بين الأطفال من تشوه للأسنان وتفتيتها بسبب الطحن المستمر للمواد الصلبة فيها .
أما الحشيش :
وهو يعد أكثر أنواع المخدرات انتشارا وتعاطياً في العالم .و يتبين من خلال ثلاث دراسات نشرت في إحدى المجلات البريطانية إن هناك علاقة بين تعاطي الحشيش عند الشباب في جيل المراهقة وبين تطور الفصام والاكتئاب في سن متقدمة أكثر.
تعزز نتائج هذه الدراسات بالفعل ما وجد في
دراسات سابقة والتي فحصت هذه العلاقة. ومع ذلك، ينبغي الإشارة إلى انه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان استخدام الحشيش يثير فقط الأعراض النفسية لدى الشباب الذين كانت لديهم هذه الميول منذ البداية، أو ما إذا كان هو بالفعل يسبب هذه الأمراض النفسية.
كما وجد العلماء أيضا أن من أضرار الحشيش انه كلما ازداد استهلاكها، زاد أيضا خطر تطور الفصام في وقت لاحق. هذا الأمر ينطبق سواء على الذين يستخدمون القنب مع مخدرات أخرى، وأولئك الذين استخدموا الحشيش فقط وليس أي مخدر آخر .
وما هو معروف بالفعل بالنسبة لأضرار الحشيش، هو أن استهلاك كمية كبيرة من الحشيش قد تؤدي لإثارة الحالات الذهانية، أو تفاقم هذه الحالات لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية.
فمستقبلات القنب تتركز بالأساس في الجهاز العصبي المركزي وتؤثر على مجموعة واسعة من الوظائف، مثل الذاكرة، العواطف، المفاهيم والحركات. هذا غير أنه يعد من الأنواع التي يتسبب تكرار تعاطيها إلى الإدمان عليها ولكنه إدمان نفسي أكثر من كونه إدمان أو إعتماد عضوي أو جسدي .
أما بالنسبة لبقية أنواع المخدرات التخليقية كالأفيونات ( الهيروين والمورفين والبيثدين ) أو الأمفيثامينات الكيميائية ( المنشطات الرياضية والجنسية ) وأنواع الأدوية والعقاقير الطبية كالمهدئات والمسكنات للألم المختلفة و العقاقير التي تستخدم في علاجات الأمراض النفسية والعصبية فتلك لها من الأضرار والأخطار الكثيرة جسدياً ونفسياً على الأشخاص المتعاطون لها قد تصل إلى أن زيادة جرعة صغيرة منها فوق المعتاد أن تؤدي إلى قتل المتعاطي لها .
ومن أشد الأضرار التي يتعرض لها مدمن المخدرات هو التأثير السلبي للمخدرات على صحة وجسم مستخدمها والتي من أبرزها: هي :
- اضطرابات في القلب
- وارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث انفجار الشرايين و بالتالي الموت .
- التعرض لنوبات الصرع إذا توقف الجسم عن تعاطي المخدر فجأة .
- حدوث التهابات في المخ والتي تؤدي إلى الشعور بالهلوسة وأحيانًا فقدان الذاكرة.
- هذا غير موت عدد كبير من خلايا الدماغ بالتالي تدمير الجهاز العصبي المركزي .
- تليف الكبد وبالتالي زيادة نسبة السموم في الجسم.
- اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية واشتداد حالات الإمساك والإسهال مما يؤدي إلى الهزال والشعور بعدم الاتزان.
- التأثير السلبي على النشاط الجنسي من ضعف يصيب الجنسين مع احتمالية كبيرة للإصابة بالعقم الإصابة بالأمراض الجنسية منها نقص المناعة وبعض الأمراض الفيروسية مثل فيروس الكبد البائي والتي تنتقل نتيجة لتعاطي المخدرات بالحقن .
وهناك الكثير من الأضرار النفسية والعقلية
التي يسببها استخدام المواد الكيميائية والتخليقية مثل الضرر النفسي والعقلي ، وقد يؤدى الإفراط في تعاطي هذه المواد إلى الإصابة بأمراضً نفسية مزمنة واضطرابات عقلية إذا لم يتم تدارك الأمر.
ومن الامثلة على هذه الأضرار النفسية والعقلية: حدوث تغيير في تركيبة المخ بالإضافة إلى حدوث خلل في الطريقة التي يعمل بها. ظهور العديد من السلوكيات السلبية على متعاطي المخدرات مثل سرعة الاضطراب والشعور الدائم بالقلق.
السلوك العدواني تجاه الآخرين. صعوبة التوقف عن إدمان المخدرات بصورة منفردة. وإذا تمادى المريض في استخدام المخدرات وامتنع عن العلاج فقد يصل إلى مرحلة اللاعودة.
وبالإضافة إلى أضرار المخدرات النفسية، هناك العديد من الأضرار الأخرى التي قد تصيب المجتمع كحوادث الطرق ولجوء المدمن إلى السرقة وربما إلى القتل أحيانًا، بالإضافة إلى الأذى الذي يلحقه المدمن بنفسه، فقد يصل الأمر أحيانًا إلى إقبال مدمن المخدرات على الانتحار.
- وإذا ما أتينا إلى الأضرار الاجتماعية لانتشار المخدرات وتعاطيها خصوصاً بين الشباب فإنها تضر بالطاقات الاجتماعية التي يعول عليها المجتمع وذلك الإهدار الحاصل بالشباب المتعاطين للمخدرات ، والتوتر والاضطراب الحاصل في الأسرة ، وذهاب الطمأنينة و إنتشار الخوف والرعب من جميع الوجوه في الأسرة إضافة للخجل الاجتماعي الذي تعاني منه أسرة المدمن .وكثرة الحوادث خاصة حوادث الطرقات وذلك بسبب تأثير المخدرات على الجهاز العصبي وفقدان السيطرة والتركيز . وارتفاع أسعار المخدرات مما يسبب مشاكل مالية وقد يسرق المتعاطي أو يقتل للحصول على المال ، كذلك يلجأ للاحتيال بكل أنواعه للحصول على المخدرات أو يتعاون مع تجار المخدرات ويضع نفسه تحت طائلة القانون . دون أن ننسى احتمال ولادة أطفال مشوهين ، الفراق والطلاق والتفكك الأسري …الخ من مشاكل أسرية .
كيف يمكن الحد من مخاطر المخدرات ؟
الوقاية خير من العلاج، فإذا أتيحت الفرصة
لتدارك مخاطر الإدمان قبل وقوعها،ذلك هو الحل مع إدمان المخدرات، و هذا يتم من خلال :
نشر الوعي في المجتمعات التي تتعرض لهجمات شرسة من قبل جماعات منظمة تقوم بنشر المخدرات في المجتمعات.
ولذلك يجب على مدمن المخدرات ومن حوله ممن يحيطون به سرعة اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تساعده على الإقلاع عن المخدرات والتخلص من آثارها قبل وصوله إلى مرحلة الإدمان.
من الإجراءات الوقائية التي ينبغي اتخاذها مبكرًا هي استشارة طبيب متخصص لعلاج الإدمان، واختيار المركز أو المصحة العلاجية للوقوف على درجة حالة الإدمان التي وصل إليها متعاطي المخدرات، وبالتالي تحديد البرنامج العلاجي المناسب. والتي نتمنى أن نمتلك واحداً مثاليا في بلادنا . خصوصاً وأننا نعاني كثيراً من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات خاصة عند الشباب وفي الفئة العمرية المتوسطة والتي تتزايد يوماً بعد يوم ورغم محاولات أجهزة الأمن ممثلة بإدارة مكافحة المخدرات في لبنان وعدد من الجمعيات وبرامج وزارة الصحة لمكافحة هذه الظاهرة والقبض على كل من له علاقة بالاتجار بها وترويجها في المجتمع أو حتى تعاطيها إلا أنهم يقفون في الأخير في حيرة من مصير الشباب المدمنين على تعاطيها اللذين هم بحاجة إلى العلاج أكثر من حاجة المجتمع إلى عقابهم .
اما في لبنان ، ان وزارة الصحة وبرامج علاج الإدمان على المخدرات و التوعية من خطر المخدرات تحتاج إلى من يُّفَعِل هذه البرامج لدعم اهلنا ومجتمعنا بشكل فاعل اكثر كي نستطيع إنشاء مراكزاً متعددة في كل المناطق لمعالجة الشباب الذي يقتنع باللجوء إليها وطلب المساعدة للخروج والتخلص من حالة الإدمان التي وقع فيها سواء بإرادته أم عن طريق الأصحاب أو لأي ظرف كان في الأخير هو مريض وبحاجة إلى المساعدة ومن واجبنا كمجتمع أن نوفر لهم المساعدة اللازمة ..
ما هي البرامج الموجودة التي تقوم بها وزارة الصحة ؟
برامح العلاج بالبدائل للافيونيات
العلاج في المستشفيات:
- العلاج الداخلي القصير الأمد: مراكز غزالة السموم Detox في بعض المستشفيات الحكومية
- علاج الجرعة الزائدة
تعاقد مع عدة مراكز متخصصة في علاج الإدمان
ما هي انواع العلاجات المتوفرة في لبنان ؟
علاج داخلي : - برامج إعادة التأهيل
- العلاج الداخلي القصير الأمد: مراكز غزالة السموم Detoxفي بعض المستشفيات الحكومية
العلاج النفسي الاجتماعي
إزالة السموم (داخل المستشفى)
العلاج بالبدائل للأفيونيات
ما هي الأرقام المعترف بها في لبنان لفئات
المدمنين على المخدرات ؟
إحصاءات رسمية عام ٢٠١٨ اذا وجدت
الأشخاص الموقوفين بسبب استخدام المخدرات : 3669 عام 2016
الأشخاص الدين تقدموا للعلاج في 2016 : 2595
- 779 يستخدمن المخدرات عن طريق الحقن ( ازدياد احتمال انتقال الأمراض المعدية و الجرعة الزائدة)
ارتفاع في اعداد المستخدمين ما دون 18 عام
عدد الإناث في العلاج لا يزال غير مرتفع
ما هو اكثر انواع المخدرات استعمالاً في لبنان ؟
الحشيش ، الهيرويين ، كوكايين
الطموح والتوقعات التي يستحقها لبنان
؟
العمل على انشاء مراكز في المناطق التي لا
تتوفر فيها العلاجات (الجنوب، البقاع، الشمال….)
وضع خطة توعية تشمل كل المناطق وتستهدف كل الفئات العمرية و الفئات الأكثر عرضة
توفير نظام مستدام يضمن الوصول الشامل الى العلاج وإعادة التأهيل للحد من مخاطر الإدمان و عادة الدمج الاجتماعي
وبما فيه علاج للدعم النفسي للمريض .
فمتى يا ترى ستتكاثف الجهود اللبنانية المخلصة لإنشاء مراكز للعلاج من مرض الإدمان على المخدرات وتنقية مجتمعنا من شرورها وأضرارها ؟
الدكتورة الصيدلانية زهرة حسين شعيتلي
عضو في اللجنة العلمية لنقابة صيادلة لبنان
صيدلي في مستشفى اليونيفيل (الناقورة)