مجلة وفاء wafaamagazine
إعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى ديفيد شينكر، أنّ إتهامات السيد حسن نصرالله هي من نسج الخيال، والولايات المتحدة لا تمنع دخول الدّولار إلى لبنان»، مؤكّداً انّ «كلّ العوامل التي تؤدّي إلى ارتفاع سعر صرف الدّولار في لبنان لا علاقة للولايات المتحدة بها إطلاقًا، بل هي عوامل داخلية تتعلق بالفساد وبتهريب الدّولار إلى سوريا والتهرّب الضريبي والجمركي لحزب الله».
واعتبر شينكر الدعوة لتوجّه لبنان نحو الشّرق وتحديدًا نحو الصّين وروسيا وإيران، بأنّها «صادمة»، سائلاً: «هل يخبرنا أحد عن حجم المساهمات المالية والتقديمات الصينية للبنان؟»، مشيراً الى انّ الصّين لم تقدّم سوى «الفخاخ» والدّيون المرتفعة وعقود الإستثمار غير الشفافة.
ولفت شينكر في حديث لموقع «الهديل»، إلى أنّ «الإستثمارات الصينية التي يدعو إليها نصرالله، كقطاع الإتصالات والجيل الخامس واستقدام الشركات الصينية، حيث أنّنا نعلم جيدًا أنّ «حزب الله» هو منظمة إرهابية خارجة عن سلطة الدّولة، وعندما يتمّ استقدام هذه «الإستثمارات» بشبكات الجيل الخامس والإتصالات، فستصبح كلّ الداتا بيد الحزب الشيوعي الصيني، حيث إنّه لا شركات مستقلة في الصّين، كلّ الشّركات هي بيد الحزب الشّيوعي الصّيني الذي يستحوذ على المعلومات، واظن أنّ الشعب اللبناني سيُصدم عندما يعرف أنّ الصّين تتجسس عليه، ويعلمون ماذا وراء هذه الإستثمارات».
ورأى انّ «ما يفعله «حزب الله» هو للإستحواذ على النظام المالي اللبناني وتدمير سمعة المصارف، في وقت تمرّ المصارف بأزمة قاسية بنشاطاته المتعلقة بغسيل الأموال والتورط بتجارة المخدرات التي تهدّد سمعتها. كما أنّه يهدّد تعافي النظام المالي اللبناني، عبر القيام بتحركات وإجراءات تستفز «إسرائيل»، وهذا ما لا يريده لبنان في الوقت الحالي. ما يفعله «حزب الله» هو تهديد تام للبنان، في وقت لا يستطيع لبنان تحمّل أي أزمة، إضافة إلى أزمته المالية، وهذه تصرفات غير مسؤولة».
وجدّد التأكيد أنّ «لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، «حزب الله» هو منظمة إرهابية ويقوم دائمًا بتصرفات قد تجرّ إلى نزاع».
وكرّر شينكر دعوة الحكومة اللبنانية إلى إجراء الإصلاحات الجدّية ومحاربة الفساد. إذ مضى على تشكيلها ونيلها الثقة أكثر من 130 يوماً ولم تقم بأي تحرّك جدّي للإصلاح ومحاربة الفساد، حيث تقوم بنقاشات مع صندوق النقد الدّولي من دون أي إصلاحات. فالطريقة التي تُدار بها الأمور حاليًا ليست لمصلحة لبنان». واعتبر انّ شريك الإئتلاف الحكومي «حزب الله» ليس منظّمة تسعى للإصلاح، بل يعيش على الفساد والتهرّب الضريبي. ونحن نقف إلى جانب الشّعب اللبناني الذي خرج للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، وعلى الحكومة أن تأخذ قرارات صعبة».
وعمّا اذا سيتمّ فرض عقوبات على حلفاء «حزب الله» من الشيعة وغير الشيعة؟ وهل سيتمّ تفعيل قانون «Magnitsky Act» قريبًا لإدراج شخصيات وكيانات لبنانية على لوائح العقوبات الأميركية بتهم التورط بالفساد؟ أجاب المسؤول الأميركي: «نعم هناك عقوبات ستُطبّق في لبنان تتعلق بمكافحة أنشطة «حزب الله»، وكذلك عقوبات في إطار قانون «ماغنيتسكي» لمحاربة الفساد في لبنان».
وفي حين، جدّد التأكيد أنّ «الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة مع القوات المسلحة اللبنانية وتقديم المساعدات لها، لأنّها شريك ممتاز في محاربة الإرهاب والتطرّف، نفى شينكر وجود محادثات مرتقبة بين الإستخبارات الاميركية والإيرانية، وقال: «نحن لسنا الإستخبارات الاميركية، نحن وزارة الخارجية الاميركية، ونحن لا نفاوض خلف الأبواب المغلقة على مستقبل لبنان».
وعن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وما هو الموقف الأميركي من البلوك رقم 9 ضمن الترسيم، ومصير حقل الغاز المشترك اللبناني – الإسرائيلي، قال: «قامت الولايات المتحدة بالوساطة بين لبنان وإسرائيل قبل أكثر من سنة، وتمّ وضع تصوّر لحلّ هذه الازمة وقمنا بتقريب وجهات النّظر، لكن الكرة في ملعب لبنان، الذي يواجه أزمة مالية، ويريد أن يُنقّب عن الغاز في البلوك 9 و10 واللذين يحتويان على أكبر مخزون للغاز بحسب الدراسات على الساحل اللبناني. عندما تقرّر الحكومة أن تستخرج الغاز للإستفادة منه، فأنا أشجع اللبنانيين على تطبيق «التصور» ليستطيعوا الإستفادة من الغاز في البحر».
الجمهورية