مجلة وفاء wafaamagazine
أى عضو كتلة التنمية والتحرير علي خريس أن الضغوطات على لبنان ستزداد في الفترة المقبلة، الأمر الذي سينعكس سلبا على الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، مشيرا الى أن المشكلة في لبنان داخلية سببها السياسات الاقتصادية الخاطئة، وخارجية سببها الرغبة الأميركية بزيادة الضغط على المقاومة، مشددا على ضرورة أن تتحرك الحكومة محليا لمعالجة الملفات التي يمكنها معالجتها.
واضاف خريس في حديث لـ”النشرة”: “الضغط الاميركي على لبنان لم يعد مخفيا على احد، وتُرجم من خلال مداخلات وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ويريد إيصال لبنان الى مرحلة يصرخ فيها”، مذكرا بكلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اعتبر المرحلة الحالية بشقها الخارجي تشبه مرحلة ما قبل الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982.
واعتبر خريس أن الإعلان الإسرائيلي عن التنقيب عن الغاز في المنطقة المحاذية للمنطقة المتنازع عليها مع لبنان، هو إعلان حرب واضح وصريح، ولكنه يهدف بالدرجة الأولى الى زيادة الضغط على لبنان من أجل الحصول منه على تنازلات تتعلق بترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، مشيرا الى أن القرار الاسرائيلي يشكل اعتداء صارخا على حقوق لبنان، ما يستدعي أن يكون هناك موقف لبناني رسمي حاسم، بأنه لا يمكن ان نقبل التنازل عن حقوقنا.
وقال: “بالنسبة الى ملف التفاوض مع الأميركي حول الحدود البحرية فهو بيد بري، الذي يملك موقفا حاسما بأن لا تنازل عن كوب مياه واحد، وبالتالي ليست الفكرة بمن يملك صلاحية التفاوض بل بالموقف الذي يتمسك به المفاوض، وهذا ما نتمسك به ونشدد عليه، لأن هذه الحقوق ليست ملك شخص بل ملك الشعب اللبناني بأكمله، ولبنان لا يطالب سوى بالحصول على حقوقه في هذا الإطار”.
وفي سياق متصل، أشار خريس الى ان الأزمة اللبنانية تتجه الى مزيد من التصعيد، فملف الدولار لم يعد بيد اللبنانيين، ولم يعد ملفا محليا، ولكن هذا لا يعني أن نستسلم، فالحكومة قادرة ومدعوة للقيام بالإجراءات المتاحة امامها، وعلى رأسها ما يتعلق بملف الكهرباء الذي يسبب خسائر فادحة للخزينة، معتبرا أن إقرار القوانين وكثرة الكلام لم تعد تكفي، فالمطلوب هو تنفيذ القوانين، والبدء بإقامة معامل الكهرباء، وعدم الاكتفاء بنسج الخطط.
واذ لفت خريس النظر الى أن أي تغيير حكومي في الوقت الراهن سيشكل تضييعا للوقت لا فائدة منه، أشار الى أن “المجتمع اللبناني” يعاني جرّاء الأزمة والضغط سيزداد وأعتقد ان اليوم أفضل من غد، والغد أفضل من بعده، وحتى اللحظة فإن الحكومة ليست على القدر الكافي من المسؤولية، مع العلم أن المركب إن غرق فسيغرق بالجميع.
ورأى خريس أن الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة مهمة بالنسبة للعالم أجمع، ولكن لا يجوز الجلوس وانتظار الرئيس الأميركي المقبل، بل يجب العمل على خطوات داخلية تخفف الضغط عن اللبنانيين قدر الإمكان.
النشرة