مجلة وفاء wafaamagazine
يقول المثل الفرنسي “أنت ما تأكله” وهذا أمر صحيح بالنسبة للدماغ، فالنظام الغذائي الغني بالخضروات ذات الأوراق الخضراء، والتوت، والمكسرات، والحبوب الكاملة والأسماك – والمعروف باسم النظام الغذائي المتوسطي – يرتبط بكونه سببًا في انخفاض خطر الإصابة بالخرف.
كما أظهرت الدراسات التي أجريت على أنظمة غذائية مماثلة، كحمية MIND، التي هي مزيج من النظام الغذائي المتوسطي و نظام “DASH” الغذائي، والتي تهدف إلى تقليل الخرف وتدهور صحة الدماغ الذي يحدث عادة مع التقدم في العمر.
وقد وجدت مؤخرًا دراسة جديدة نُشرت في المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أن الأمر لا يتعلق فقط بما تأكله، بل بالأطعمة التي نتناولها معًا والتي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى.
قالت مؤلفة الدراسة سيسيليا سامييري، عالمة وبائيات من جامعة بوردو بفرنسا: “الأشخاص الذين يعانون من الخرف غالبًا ما يأكلون اللحوم المصنعة مع البطاطس، في حين أن الأشخاص الذين لا يعانون من الخرف يقدمون اللحوم مع أطعمة أكثر تنوعًا، بما في ذلك الفواكه والخضروات والمأكولات البحرية”.
وأضافت: “وجدنا أن المزيد من التنوع في النظام الغذائي، وإدخال مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية في الحمية الغذائية، يرتبطان بانخفاض احتمال الإصابة بالزهايمر”.
قال الدكتور ريتشارد إيزاكسون مدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في مركز وايل كورنيل: “في هذه الدراسة، تميزت شبكة الطعام المرتبطة بالخرف بلحوم لذيذة باعتبارها الوجبة الرئيسية، إلى جانب الأطعمة الغنية بالنشويات مثل البطاطس، وكذلك اللحوم الأخرى والكحول”.
وأضاف أنه عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي وصحة الدماغ، فإن التنوع هو نكهة الحياة.
التركيبة الفائزة
وخلال الدراسة، تم استجواب أكثر من 600 شخص من كبار السن في فرنسا عن الأطعمة التي يتناولونها، ثم تمت مراقبتهم لمدة خمس سنوات بإجراء الفحوصات الطبية المنتظمة، وفي نهاية هذه المدة، أصيب 209 أشخاص من المجموعة بمرض الزهايمر، وبعد مراجعة الباحثين للأطعمة التي كانوا يتناولونها، لم يكن هناك فرق كبير في خيارات الطعام الفردية، ولكن كان هناك اختلاف كبير في الأطعمة المرافقة التي يتناولونها مقارنة بالأشخاص الذين لم يصابوا بالخرف.
ويميل الأشخاص الذين ليس لديهم أي علامات على التدهور المعرفي إلى تجميع طعامهم في “شبكات” طعام أصغر وأكثر تنوعًا. وتشمل هذه الخيارات عادةً الأطعمة الصحية، مثل المأكولات البحرية والفواكه والخضروات.
وقالت ساميري إن الأشخاص المصابين بالخرف قاموا بالجمع بين اللحوم المعالجة مثل النقانق واللحوم المقددة والبيض مع الأطعمة النشوية مثل البطاطس والكحول والوجبات الخفيفة مثل البسكويت والكعك”.
وأكدت أن هذه دراسة مهمة تثبت العلاقة المعقدة بين الخيارات الغذائية والصحة المعرفية، وتظهر أن التغذية عامل خطر قابل للتعديل يمكن تغييره لتحسين النتائج.
وأضافت: “كثيرًا ما أخبر مرضاي أنه لا يمكنهم تناول توت أزرق سحري لمنع مرض الزهايمر أو تأخير الشيخوخة المعرفية، لكن تناول التوت الأزرق مع الأطعمة الأخرى الصحية المفيدة للدماغ، مثل الخضار الورقية الخضراء بوفرة، والأسماك مرتين في الأسبوع والحبوب الكاملة باعتدال، يحقق أكبر فائدة مع مرور الوقت”.
فوشيا