مجلة وفاء wafaamagazine
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن ” الإرادة في التوصل الى نتيجة سريعة في التحقيق المتعلق بالانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في 4 الشهر الحالي كانت موجودة لدينا، لكننا وجدنا فيما بعد أن الأمور متشابكة وتتطلب بعض الوقت”. وقال: “تم تقسيم التحقيق الى ثلاث مراحل، الأولى تقوم على معرفة من أين أتت الباخرة، وأين تم تحميلها بالنيرترات، والى اين كانت متجهة، وما الأسباب التي دفعتها للدخول الى مرفأ بيروت والبقاء فيه طيلة هذه المدة من 2013 الى حين تفجير المواد المحملة بها في العام 2020؟ والمرحلة الثانية تقوم على تحديد مسؤولية الأشخاص الذين استقبلوا الباخرة. أما المرحلة الثالثة فتقوم على معرفة من أهمل وضعها من دون علم السلطات السياسية المسؤولة عن هذا الموضوع.
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال مقابلة مع محطة BFMTV الفرنسية بثتها ليل أمس، شدد فيها على أن “ليس هناك من تأخير، إنما حاجة الى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة”. واعتبر أن “كل الفرضيات لا تزال قائمة، ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع، فندع جانبا احتمالا واحدا من دون أن نحقق فيه”.
وعن المعلومات التي وصلته في 20 تموز الماضي، قال: “أتت هذه المعلومات متأخرة للغاية. فهذه المواد كانت موجودة منذ العام 2013 ، وأنا انتخبت رئيسا للجمهورية في آخر شهر تشرين الأول من العام 2016، وحتى الآن لم يكن لدي أي خبر عن الموضوع. عندما بلغني التقرير من أمن الدولة علمت بالأمر، ومستشاري العسكري تأكد بعد ذلك أن أصحاب العلاقة، أي السلطات المختصة، تقوم بمعالجة الأمر. كلهم كان لديهم خبر، والذين أخذوا علما بالموضوع هم المسؤولون الذين تقع على عاتقهم مهمة التنفيذ. وقد تأكدنا من أن الجميع كان لديهم خبر ووصلتهم المعلومة”.
وعن مسألة تكليف رئيس حكومة جديد، قال: “نظامنا برلماني، وعلينا القيام باستشارات مع النواب لمعرفة من يريدون رئيسا للحكومة. إثر ذلك يتم تكليف من اختاروه تشكيل الحكومة. وبعد تأليفها، على الحكومة ان تمثل أمام المجلس النيابي للحصول على ثقته في ضوء برنامج عملها الذي تتقدم به. لكنني بصورة خاصة، أريد نتائج للاصلاح مع الحكومة، على ان يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية في ذلك”.
ونفى أن “يكون حزب الله عائقا أمام الإصلاحات أو أمام تشكيل حكومة بصورة سريعة”.
وعما إذا كان أصغى الى غضب الشارع، قال: “بالتأكيد. انا ابن هذا الشعب ويسمونني أب الشعب. أشاركه هذا الغضب، فأنا لست متفرجا عليه بل أنا منه”.
وعن الجواب الذي يقدمه لانتظارات هذا الشعب، أجاب: “قبل ان تحصل هذه الكارثة كان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بفتح تحقيق مالي جنائي بحسابات المصرف المركزي والمؤسسات الكبرى التابعة للحكومة، لكي يتم تحديد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين، والتي كانت منطلق الفساد”.
أضاف: “لست في وارد التفكير بمغادرة السلطة لأن ذلك يحدِث فراغا في الحكم، فالحكومة مستقيلة. ولنفرض أنني استقلت، فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟ على عاتقي مسؤولية كبرى. إذا ما استقلت، تحصل انتخابات فورية والجو السياسي والشعبي لا يحمل على اجراء انتخابات قبل حصول هدوء في البلد، لأنها تصبح انتخابات انفعالية لا تمثل الشعب بنتائجها بصورة حقيقية”.
وعن العلاقة مع فرنسا، اعتبر أنها “قصة صداقة عريقة. نحن فرانكوفونيون، وفرنسا هي التي أعلنت في العام 1920، لقرن مضى، قيام لبنان الكبير. كنا في صدد الاعداد للاحتفال بالمئوية الأولى لهذا الحدث، ولكن للأسف سنحتفل به وسط الحداد، وفرنسا كانت مدعوة إلى المشاركة فيه”. وقال: “في الوقت الحالي، نحن في حاجة الى أمور عدة، من مواد غذائية الى إعادة إعمار الأبنية المهدمة، إضافة الى المستشفيات وما تحتاجه من ادوية. ونحن في حاجة الى إعادة إعمار المدارس، ونذكر بموقفنا خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي عقد في باريس، عن أن يتم تشكيل لجنة من الأمم المتحدة لمراقبة توزيع المساعدات الدولية وصرف الأموال في الأمور الضرورية”.
وعن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون بيروت بعد يومين من الانفجار، رأى أنها كانت “موضع تقدير جميع اللبنانيين. نحن نشكر له مجيئه السريع تعبيرا عن عاطفته تجاه لبنان وللاطلاع على حجم الخسائر. هو قام بعد هذه الزيارة بجهد كبير مع معظم الدول لكي يعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدد المساعدات اللازمة”.
وعن قول الرئيس الفرنسي إنه يأتي “بسبب الواجب الملقى على عاتق صديق يهرع حين يكون الوقت أليما وليس لإعطاء شك على بياض لنظام لم يعد يحظى بثقة شعبه”، أجاب: “كان يقول ذلك من كل قلبه وقناعاته، وأنا كنت بدأت بإقرار قانون لإجراء التحقيق الجنائي. قوله يؤيد الاجراء الذي اتخذته إذ علينا ان نحدد المجرمين بالفساد”.
وتابع: “عندما يأتي أحد للمساعدة، ذلك لا يعني التدخل في شؤون الآخر. وله الحق في تقديم نصائحه لكي يأتي العمل المطلوب جيدا. عندما ينصح أحد باتخاذ إجراء معين فهذا ليس تدخلا، انما عندما يعمد الى تعيين الحكومة عندئذ يكون الامر تدخلا”، نافيا ان يكون ماكرون يقوم بذلك.
وعن الاتفاق الذي قامت به الإمارات مع إسرائيل، اعتبر أن “الإمارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده”، مشددا في الوقت عينه على أن “هناك أرضا لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، إضافة الى حدود بحرية يجب ان يتم تحديدها”.
وجاء في نص المقابلة:
التحقيق في الانفجار
سئل: في بيروت، وعلى بعد عشرات الكيلومترات من هنا، وقع الانفجار الرهيب في الرابع من آب المنصرم. بعد 11 يوما على ذلك، ما هي أولى نتائج التحقيق عن مصدر هذه المأساة؟
أجاب: “كانت لدينا الإرادة في التوصل الى النتيجة بسرعة، لكننا وجدنا فيما بعد ان الأمور متشابكة جدا وتتطلب بعض الوقت. وتم تقسيم التحقيق الى ثلاث مراحل: الأولى تقوم على معرفة من اين أتت الباخرة، وأين تم تحميلها بالنيترات، والى اين كانت متجهة، وما الأسباب الى دفعتها للدخول الى مرفأ بيروت والبقاء فيه طيلة هذه المدة من 2013 الى حين تفجير المواد المحملة بها في العام 2020. اما المرحلة الثانية فتقوم على تحديد مسؤولية الأشخاص الذين استقبلوا الباخرة، والمرحلة الثالثة تقوم على معرفة من اهمل وضعها من دون علم السلطات السياسية المسؤولة عن هذا الموضوع، وخصوصا في حال استثنائية هم غير مكلفين بالبت بها، فلا العادات الجمركية ولا المسؤولين عن المرفأ تفرض ان يحصل مثل هذا الامر. نحن اكتشفنا ذلك في اللحظة الأخيرة. الموضوع متشابك ولا يمكن الخروج منه بتحقيق سريع. والحكومة قبل استقالتها، وبناء على طلبي، احالت التحقيق على المجلس العدلي، وهناك محقق عدلي مستقل تماما، لكون هذا المجلس يعتبر محكمة خاصة بالجريمة التي حصلت”.
سئل: لكن الحكومة أعلنت انه في غضون خمسة أيام ستكون هناك نتائج أولية، واليوم لم تصدر هذه النتائج، فما هو سبب التأخير؟
أجاب: “ليس هناك من تأخير، نحن في حاجة الى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة لأنها متشعبة وبفروع عدة، أكثر مما كان يتصوره القضاة”.
سئل: لماذا كنتم ترفضون التحقيق الدولي؟
أجاب: “في الواقع، الخبراء الفرنسيون وجهاز FBI يساعدوننا في التحقيق لكي نعرف الحقائق التقنية والأمور الخارجية، لأنهم يمتلكون القدرة اكثر منا، وكذلك الإمكانات لمعرفة التفاصيل التي أوصلت الباخرة الى هنا، وما هو مصدرها، ومن يمتلكها”.
سئل: بعد ثلاثة أيام على المأساة، طرحتم ثلاث فرضيات: الإهمال، او الاستهداف الخارجي من خلال صاروخ، أو قنبلة. هل هناك فرضية من الثلاثة يمكن استبعادها او لما تزل مجتمعة قائمة الى اليوم؟
أجاب: “كل الفرضيات لا تزال قائمة. وانا طلبت صورا جوية بإمكانها ان تحدد لنا اذا ما كانت هناك محاولة اعتداء من الجو”.
سئل: بالنسبة اليكم، فرضية استهداف خارجي بواسطة صاروخ لا تزال قائمة؟
أجاب: “طبعا، ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع، فندع جانبا احتمالا واحدا من دون ان نحقق فيه”.
سئل: تقولون انه اذا كانت النتائج تأخذ بعض الوقت فذلك مرده الى ان التحقيق معقد اكثر مما كان متوقعا، وبالرغم من ذلك، ذكرتم في لقائكم مع الإعلاميين انكم حصلتم في 20 تموز على معلومات عن كمية النيترات هذه المخزنة في المرفأ. ما هي هذه المعلومات، وهل اتخذتم اجرءات بعد 20 تموز، إثر ما حصلتم عليه؟
أجاب: “أتت هذه المعلومات متأخرة للغاية. فهذه المواد كانت موجودة منذ العام 2013، وانا انتخبت رئيسا للجمهورية في آخر تشرين الأول من العام 2016، ولم يكن لدي أي خبر عن الموضوع. حتى بلغني التقرير من أمن الدولة، ومستشاري العسكري تأكد بعد ذلك ان أصحاب العلاقة اي السلطات المختصة تقوم بمعالجة الأمر. كلهم كان لديهم خبر”.
سئل: هل قررتم بين 20 تموز و4 آب يوم الانفجار اتخاذ تدابير تهدف الى حماية المنطقة تجنبا لحصول أي مأساة؟
أجاب: “طبعا. الذين أخذوا علما بالموضوع هم المسؤولون الذين تقع على عاتقهم مهمة التنفيذ. وتأكدنا من ان الجميع كان لديهم خبر ووصلتهم المعلومة”.
الحكومة الجديدة
سئل: رأينا ان هذا الانفجار الذي أدى الى سقوط 177 شهيدا على الأقل وزهاء 6000 جريح، كانت له نتائج سياسية. الاثنين الماضي تقدم رئيس حكومتكم حسان دياب باستقالته، اين هي اليوم مسألة تعيين رئيس حكومة جديد؟
أجاب: “نظامنا برلماني، وعلينا القيام باستشارات مع النواب لمعرفة من يريدون رئيسا للحكومة. إثر ذلك يتم تكليف من اختاروه لتشكيل الحكومة. بعد تأليفها، على الحكومة ان تمثل امام المجلس النيابي للحصول على ثقته في ضوء برنامج عملها الذي تتقدم به. لكنني بصورة خاصة، اريد نتائج للاصلاح مع الحكومة، على ان يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية بذلك”.
سئل: كثر في المجتمع الدولي طالبوا بالإسراع في تشكيل الحكومة. هل اعطيتم أنفسكم مهلة محددة لتعيين رئيس الحكومة وتشكيل هذه الحكومة؟
أجاب: “بدأنا فورا بذلك من جهتنا، لكن عادة هناك تشاور بين الأحزاب لاعتماد أكثرية معينة لكي نبدأ بالاستشارات. لا ينفعنا ان نقوم باستشارات وتأتي النتيجة متشابكة أيضا، فلا نتمكن من اختيار رئيس للحكومة. يجب ان تتكون أكثرية لكي نتمكن من تسمية رئيس للحكومة”.
سئل: انسداد الأفق هذا وهذه التعقيدات التي تعترض تسمية رئيس الحكومة، كثيرون يعزون سببها الى ان حزب الله هو من يمتلك الكلمة الأخيرة في تسمية رئيس الحكومة. هل هذا صحيح، وما هو الدور الذي يلعبه فعلا حزب الله، الذي يصفه البعض بدولة داخل الدولة؟ وما هو جوابكم؟
“أجاب: “لا ليس الى هذا الحد. هذا ليس صحيحا لأن تسمية رئيس الحكومة تتوقف على الأكثرية التي تنبع من الاستشارات. وعدد وزراء حزب الله ليس كثيرا، وزيران في حكومة من 30 وزيرا بمعنى ان الحزب ليس الأكثرية التي تتحكم بقرارات مجلس الوزراء”.
سئل: بالنسبة اليكم حزب الله ليس عائقا امام الإصلاحات وليس عائقا امام تشكيل حكومة بصورة سريعة وتعيين رئيس حكومة جديد؟
أجاب: “لا. هناك استشارات على رئيس الحكومة ان يقوم بها مع مختلف النواب لتشكيل الحكومة من النواب او تكون اكسترا برلمانية”.
غضب الشارع
سئل: منذ اسبوع هناك تجاذبات جديدة لتشكيل حكومة جديدة وتعيين رئيس جديد للحكومة، وهي تجاذبات بين مختلف الكتل البرلمانية، والمعترضون في الشارع يقولون اننا بحاجة الى تجديد حقيقي للطبقة السياسية، ويعبرون عن ذلك بكلمات قاسية للغاية منذ بدء التظاهرات. هل اصغيتم الى غضب الشارع هذا؟
أجاب: “بالتأكيد. انا ابن هذا الشعب ويسمونني أب الشعب. كان شعوري عاطفيا قاسيا للغاية. وانا اشاركهم هذا الغضب، فأنا لست متفرجا عليهم بل انا منهم”.
سئل: ألم يكن دور أب الشعب ان يذهب لمعاينة ضحايا هذا الانفجار، وتقاسم ألم هؤلاء الضحايا والمتضررين في الشارع؟
أجاب: “ذهبت وكشفت على موقع الانفجار، ولم يكن بإمكاني الاختلاط مع المواطنين، الا انني تابعت كل أخبارهم وأخذت العبرة اللازمة، وفهمت هذا الغضب وهذا الشعور”.
سئل: هل فهمتم غضب الشعب الذي يقول انه ضاق ذرعا من الفساد ومن هذا النظام؟ كيف يمكنكم ان تجيبوا على انتظاراتهم اليوم؟
أجاب: “قبل ان يحصل الحدث، اتخذ قرار في مجلس الوزراء بفتح تحقيق جنائي بحسابات المصرف المركزي والمؤسسات الكبرى التابعة للحكومة لكي يتم تحديد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين، والتي كانت منطلق الفساد”.
مغادرة السلطة
سئل: بعد هذا الانفجار، هل فكرتم بمغادرة السلطة؟
أجاب: “لست في وارد التفكير بهذا الامر، لأنه يحدث فراغا في الحكم، فالحكومة مستقيلة. ولنفرض انني استقلت، فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟ على عاتقي مسؤولية كبرى. وإذا ما استقلت، الجو السياسي والشعبي لا يحتمل اجراء انتخابات قبل عودة الهدوء الى البلد، لأنها تصبح انتخابات انفعالية لا تمثل الشعب بنتائجها بصورة حقيقية”.
سئل: نرى على الرغم من كل شيء أن التظاهرات تتجدد أسبوعيا، واحيانا يتم قمعها بعنف، كم من الوقت يمكن ان يستمر ذلك؟
أجاب: “في مختلف التظاهرات، هناك البعض ممن يستفيد من المناسبة للقيام بعمليات شغب، وتكسير للمحال التجارية. هذا البعض هو من تتم معالجته من القوى الأمنية. المتظاهرون الحقيقيون ما من احد قام بتوجيه ضربة كف اليهم. تعليماتي كانت واضحة للغاية: مهما حصل، ممنوع التعرض لهم، ذلك أننا نتفهم غضبهم الذي هو أمر طبيعي بعد هذا الحادث الكبير”.
العلاقات مع فرنسا
سئل: بالأمس رست حاملة الطوافات Le Tonnerre في مرفأ بيروت، في مستهل العملية التي أطلق عليها تسمية صداقة. كيف تصفون العلاقات بين لبنان وفرنسا؟
أجاب: “الرئيس ماكرون قال: لأن السبب هو لبنان. وانا أقول من جهتي: لأن السبب فرنسا ولبنان”.
سئل: هل لديكم كلمة تصفون بها هذه العلاقة المميزة بين بلدينا؟
أجاب: “إنها صداقة عريقة. نحن فرانكوفونيون، وفرنسا هي التي أعلنت في العام 1920، لقرن مضى، قيام لبنان الكبير. كنا بصدد الاعداد للاحتفال بالمئوية الأولى لهذا الحدث، ولكن للأسف سنحتفل به وسط الحداد. وفرنسا كانت مدعوة للمشاركة فيه”.
سئل: فرنسا تقدم اليوم المساعدة الإنسانية والغذائية والمادية، فما أكثر ما يحتاجه اللبنانيون القاطنون في الأحياء المدمرة؟
أجاب: “نحن في حاجة الى أمور عدة، من مواد غذائية الى إعادة اعمار الأبنية المهدمة، إضافة الى المستشفيات وما تحتاجه من ادوية. كما اننا في حاجة الى إعادة إعمار المدارس”.
سئل: على الرغم من ذلك، بعض اللبنانيين الذين التقينا بهم يخشون ألا تصل اليهم المساعدات نتيجة الفساد في هذا البلد؟ كيف يمكنكم ان تضمنوا لهم ان المساعدات الخارجية ستصل الى أيديهم، وسيسفيدوا منها؟
أجاب: “طالبت خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي عقد في باريس، ان يتم تشكيل لجنة من الأمم المتحدة لمراقبة توزيع المساعدات الدولية وصرف الأموال في الامور الضرورية لجهة توزيع المساعدات، وإعادة إعمار المنازل والمستشفيات والمدارس المهدمة”.
زيارة ماكرون
سئل: زار الرئيس إيمانويل ماكرون بيروت بعد يومين من الانفجار، واليوم بعد 9 أيام من هذه الزيارة ما هي النظرة التي تعطونها لمجيئه؟
أجاب: “نظرة إيجابية للغاية، وكانت الزيارة موضع تقدير جميع اللبنانيين. ونحن نشكره لمجيئه السريع تعبيرا عن عاطفته تجاه لبنان وللاطلاع على حجم الخسائر. وهو قام بعد هذه الزيارة بجهد كبير مع معظم الدول كي ينعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدد المساعدات اللازمة”.
سئل: خلال وجوده في بيروت، قام الرئيس ماكرون بزيارة الأحياء المدمرة والتقى الناس بغيابكم، وقال للبنانيين هذه الكلمات: انا اتفهم غضبكم. ما هو تقييمكم لهذه العبارة؟
أجاب: “الرئيس ماكرون احب ان يرى الناس مباشرة من دون ان يكون متأثرا بمواكبتي الشخصية له”.
سئل: هل تفهمتم رغبته هذه بالذهاب لرؤية هذا الشعب، شعبكم؟
أجاب: “نعم”.
سئل: عندما تحدث خلال هذه الزيارة عن الواجب الملقى على عاتق صديق يهرع حين يكون الوقت أليما وليس لإعطاء شك على بياض لنظام لم يعد يحظى بثقة شعبه. هذه عبارات قاسية تجاهكم”.
أجاب: “قال ذلك تعبيرا عن قناعاته، وقبل ان تحصل هذه الكارثة كان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بفتح تحقيق مالي جنائي، وقوله يؤيد الاجراء الذي دعمته بقوة لأنه علينا ان نحدد المجرمين بالفساد”.
سئل: ألم تشعروا انكم مستهدفون بصورة خاصة بعبارات الرئيس ماكرون؟
أجاب: “لا، لأنه يعرفني جيدا”.
سئل: عندما يقول انه عندما سيعود في الأول من أيلول، اذا لم تتوصل الطبقة السياسية اللبنانية الى ميثاق اجتماعي جديد سوف يقوم بتحمل مسؤولياته، ألم تأخذوا كلامه هذا على اعتبار انه تدخل، كما وصفه البعض بأنه تعرض للسيادة، سيادتكم الوطنية؟
أجاب: “الانفجار الذي حصل اتخذ حجما عالميا، والرئيس ماكرون يعمل من اجل ان تكون القرارات في ما بعد التي سنتخذها صالحة وتتلاءم مع حجم الحادث الكبير. انا لا اعتقد ان لها طابع التدخل، انما عباراته هذه نابعة من غيرة الصداقة كي تأتي الإجراءات سليمة”.
سئل: ان يأتي رئيس الجمهورية الفرنسية بعد يومين من الانفجار، ويعود في الأول من أيلول، هل يشكل الامر تعبيرا عن الصداقة وليس بمثابة تدخل في السياسة اللبنانية وفي مستقبل البلد؟ ألا يعني ذلك رغبة فرنسا في تقرير مستقبل لبنان؟
أجاب: “عندما يأتي احد للمساعدة فذلك لا يعني التدخل في شؤون الأخر. له الحق في تقديم نصائحه كي يأتي العمل المطلوب جيدا”.
سئل: ما هي الحدود بالنسبة اليكم بين المساعدة، والصداقة والتدخل؟ وفي أي وقت لا يجب القيام بخطوة قد تغدو في غير محلها؟
أجاب: “يكون التدخل عندما يحدد هو المسار السياسي، انما عندما ينصح باتخاذ إجراء معين فهذا ليس بتدخل. عندما يعمد هو الى تعيين الحكومة عندها يكون تدخلا”.
سئل: هل قام بذلك؟
أجاب: “كلا”.
الاتفاق بين الامارات واسرائيل
سئل: هذا الاسبوع حصل حدث تاريخي إذ قامت الامارات العربية المتحدة بتوقيع السلام مع إسرائيل. كيف تعلقون على هذا الاتفاق؟ وهل لبنان على استعداد للتوقيع على السلام مع اسرائيل؟
أجاب: “نحن لدينا مشاكل مع إسرائيل يتوجب حلها”.
سئل: لكن هذا الاتفاق الذي قامت به الامارات ماذا يعني لكم وللبنان؟ كيف تفسرونه وكيف ترونه؟
أجاب: “الامارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده”.
سئل: ما هي المشاكل مع اسرائيل التي من الواجب حلها، قبل ربما التوقيع على السلام؟
أجاب: “هناك أرض لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، إضافة الى حدود بحرية يجب ان يتم تحديدها”.
شكر فرنسا
وختم عون المقابلة بتوجيه الشكر الى فرنسا: “اود ان اشكر فرنسا، شعبا ورئيسا، لمساهمتها في تقديم المساعدات للبنان، ووقوفها من كل قلبها بجانبه”.